العربي الجديد-
أثارت حادثة تكسير باب مكتب صحافية موريتانية جدلاً واسعاً في الوسط الإعلامي، وغضباً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وطُرحت أسئلة حول خصوصية الصحافي ومدى تحكّم المسؤولين في كل ما يخصه، بدءاً بعمله وانتهاء بمحتويات أدراج مكتبه.
وأعلن عدد من الصحافيين تضامنهم مع الصحافية صفية بنت حباب ورفضهم الإهانة التي تعرضت لها، حين أمرت إدارة الإذاعة الوطنية بتكسير قفل مكتبها وتغيير مفاتيحه، ودانوا صمت المؤسسات الإعلامية على هذا التصرّف.
واعتبر بعض الصحافيين والمعلقين على وسائل التواصل الاجتماعي أن الظلم الذي تعرضت له الصحافية المخضرمة صفية بنت حباب من طرف إدارة الإذاعة الوطنية، يدخل في إطار التمييز ضد النساء واضطهادهن، وطالبوا بالوقوف في وجه كل من يتعمد إهانة وظلم النساء العاملات.
وأكدت صفية بنت حباب أن باب مكتبها تم تكسيره من طرف المدير الإداري، وأضافت أنها لم تمتنع عن تسليم مفاتيح المكتب، وأكدت أنها لا تلهث وراء امتيازات بل تبحث عن الاحترام والتقدير في وسط عملها.
وأوضحت أن الإدارة غضبت بعد وصول خبر تكسير باب مكتبها إلى الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد حملة التضامن التي أطلقها بعض الكتاب والصحافيين، وأضافت أن الإدارة ألقت باللائمة عليها وقالت لها إن أخبار المؤسسة يجب ألا يتم تناولها على صفحات الجرائد ومواقع التواصل الاجتماعي.
وعبّر العشرات من الصحافيين عن تضامنهم مع بنت حباب، وهي أحد الكوادر المهمة داخل الإذاعة الوطنية وأول صحافية تحمل لقب دكتوراه في الإذاعة.
واستغرب الصحافي محمد سالم محمد باب “صمت رابطة الإعلاميات الموريتانيات وتأخرهن غير المبرر في مؤازرة صفية بنت حباب التي تعرضت لظلم وظيفي غير مبرر ومضايقات وتحرشات لفظية”.
ودعا جميع الروابط الصحافية إلى تجاوز الخلافات والمصالح الضيقة ورفض تدجين الحقل الإعلامي، وذلك بالوقوف في وجه كل المتمردين في القطاع ونصرة المظلومين فيه ولتكن البداية مع صفية.
كذلك عبّر الإعلامي محمد سالم الداه المرشح لنقابة الصحافيين عن تضامنه مع صفية بنت حباب.
وعلّق الصحافي البسطامي ولد تاتاه قائلاً “صفية بنت حباب قصة نجاح وكفاح انتهى بها المطاف في أزقة إذاعة موريتانيا، فقد عانت صفية قدراً من الإهمال والظلم والتهميش هي وغيرها من العباقرة الذين ضحوا بالغالي والنفيس في سبيل الوطن… قصة طويلة من الظلم والغبن مرت على صفية إلى أن أحرزت لنفسها مكانة مرموقة بفضل شهادتها العالية في الإعلام، وقليل من هم اليوم في مجال الإعلام يمتلكون الشهادة التي تمتلك صفية … وقد نالت قدرا من التهميش على يدي كل المدراء الذين تربعوا على مؤسسة الإذاعة العريقة”.
وقال الصحافي داوود أحمد تجاي في تعليقه على الحادثة “لن نرضى بالظلم الممنهج ضد صفية التي تم حرمانها من الترقية الوظيفة، ثم الاعتداء عليها بهذه الطريقة”.
وكتب الصحافي ناصر الدين عبد الكريم تعليقاً على الموضوع “في سابقة هي الأولى من نوعها تتعرض صفية لظلم ممنهج ومتواصل حيث تم تحطيم باب مكتب الدكتورة والدخول إليه دون إذنها، منتهكين حرمة المكتب ومنتهزين فرصة غيابها”.