شهدت البلاد، خلال يوم أمس، الثلاثاء، الموافق الحادي والعشرون من يوليو، تصاعداً جديداً في وقائع استهداف منظومة الصحافة والإعلام في مصر، فقد قام مرصد “صحفيون ضد التعذيب” برصد وتوثيق 7 انتهاكات متفرقة في مختلف الأنحاء ومناسبات العمل الصحفي، فقد تم توثيق إلقاء القبض على أمين نقابة “الإعلام الإلكتروني” واستمرار حبس صحفيين آخرين أحدهما محبوس إحتياطياً منذ 706 يوماً، فيما تم شن حملة إعلامية مُوَجَّهة ضد موقع إخباري، بينما تم تسجيل 3 انتهاكات أخرى مرتبطة بمباراة كرة قدم بين ناديي الأهلي والزمالك المصريين.
ومما تم توثيقه يوم أمس، بواسطة فريق عمل المرصد، فقد قامت قوات الأمن، بإلقاء القبضعلى “أبو بكر إبراهيم خلاف”، أمين نقابة “الإعلام الإلكتروني”، عقب خروجهمن مقر النقابة الرئيسي بمنطقة وسط القاهرة، وتم اقتياده إلى ديوان قسم شرطة قصر النيل، حيث يعد مصيره مجهولاً حتى الآن.
وقد قررت محكمة جنايات القاهرة، صباح أمس، تأجيل نظر تجديد حبس الصحفي “محمود أبو زيد” والشهير بشوكان، لأسبوعين جدد، وهو المحبوس إحتياطياً منذ قرابة عامين كاملين، على خلفية تغطيته لفض اعتصام رابعة، حيث يشهد تعسفاًكبيراً في إجراءات التقاضي، وفقاً لمحاميه، وذلك رغماً عن رسائلاستغاثة متتالية – بعثها الصحفي من محسبه بمنطقة سجون طره- إلى زعماء العالم ونقيب الصحفيين دون مجيب، ومن المقرر انعقاد الجلسة التالية في الثالث من شهر أغسطس المقبل.
بينما جددقاضي المعارضات بمحكمة جنح قصر النيل، صباح أمس، حبس “وجدي خالد”، مصور جريدة “المصرية”، لمدة 15 يوماً أخرى، دون تحقيقات جدية حسب محامي الصحفي، وذلك في القضية رقم 4750 لسنة 2015 إداري قصر النيل، بإتهامات الانضمام لجماعة أسست على خلاف أحكام القانون لتعطيل أحكام العمل بالدستور والقانون ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين، حيث تم القبضعليه قبل ثلاثة أسابيع أثناء تغطيته الصحفية لشعائر صلاة الجمعة بمسجد عمر مكرم، بميدان التحرير، وسط العاصمة، بتكليف من الجريدة.
فيما تعرض موقع “مصر العربية” الإخباري، لحملة شرسة ضده، عبر جرائد مملوكة للدولة، وعلى إثر ذلك تقدم رئيس التحرير “عادل صبري” بمذكرةلنقيب الصحفيين، يحيى قلاش، حملت رقم 4067 بتاريخ 21-7-2015، بشأن نشر معلومات غير صحيحة ومضللة عن المؤسسة الإعلامية التي يرأس تحريرها.
وعلى جانب آخر، تلقى رئيس قناة “سي آر تي” الفضائية، “أحمد السعيد”، تهديداتبمنعه من إذاعة مباراة ناديي الأهلي والزمالك – وهو ما حدث- وحبسه من جانب “مرتضى منصور”، رئيس نادي الزمالك، خلال مكالمة هاتفية بينهما، حيث قام أيضاً بالتعدي على رئيس القناة بالسب والقذف بألفاظ نابية، وذلك على خلفية منعه لرئيس النادي من الظهور في القناة.
وعلى خلفية إقامة نفس المباراة، قامت قوات التأمين بإستاد برج العرب، بمنععدداً من الصحفيين من الدخول لعدم إدارج أسمائهم فى كشوفات الحضور لدى مديرية أمن الإسكندرية، بينما قامت مجموعات من المشجعين بإتلاف معدات التصوير لقناة “صدى البلد”، المتواجدة أمام مقر النادي الأهلي الرئيسي بمنطقة الجزيرة بوسط العاصمة، من أجل التغطية الصحفية، وذلك عقب انتهاء مباراة كرة قدم بين فريقي الأهلي والزمالك، وذلك وفقاً للمذيع الإعلامي الكروي “أحمد شوبير”.
جاء تلك الانتهاكات الممنهجة والمتتالية بلا توقف وسط أجواء من الترهيب واستهداف المؤسسات والكيانات الصحفية والإعلامية ذات نفسها، من بينهم موقع “مصر العربية” الإخباري، وصلت إلى حد الملاحقة الأمنية والقضائية لـ ثلاثة من رؤساء تحرير مؤسسات صحفية، بينهم جرائد واسعة الانتشار، خلال الثلاث شهور الماضية هي؛ “الوطن” و”اليوم السابع” و”البيان“، تلك الاجواء الترهيبية التي تصاعدت مؤخراً إلى ضغوطات هائلة على الجماعة الصحفية والإعلامية من أجل إمرار مشروع قانون “مكافحة الإرهاب”، المثير للجدل بعديد من النصوص المطاطية والمُقَيِّدة للإعلام والمُخالفة لمواد الحريات بالدستور المصري الذي تم إقراره في يناير من العام الفائت.
يذكر أن الشهر الحالي يشهد جُملةً من الانتهاكات شبه اليومية على نطاق واسع تضرب بمواد القانون والدستور عرض الحائط، فيما يبدو أنها تستهدف المنظومة الإعلامية بشكل عام من أجل النيل من استقلاليتها ووضعها تحت رقابة وأعين الدولة والأجهزة الأمنية، حيث أنه قامت قوات الأمن، خلال الأسبوع الماضي، بمداهمة مقر شبكة “يقين” الإخبارية ، بمنطقة وسط البلد بالقاهرة، للمرة الثانية خلال عام ونصف، وتم القبض على مديرها، يحيي خلف الله محمد، ومونتير الشبكة، إبراهيم أبو بكر، ومصادرة كافة المعدات والأجهزة، حتى أعلنت الشبكة بعدها بأيام وقفكافة أعمالها ونشاطاتها إلى أجلٍ غير مسمى بسبب الضغوطات الأمنية، وعلى بُعد أسابيع قليلة ماضية، قامت غرفة عمليات المرصد بتوثيق تعرض 4 صحفيين للقبض وتحرير محاضر للعرض على النيابة بالإضافة إلى 8 آخرين تم استيقافهم وصرفهم بعد فحصهم ومعاينة أوراقهم خلال تغطيتهم فعاليات الذكرى الثانية لأحداث 30 يونيو.