CPJ-
وجدت لجنة حماية الصحفيين في المؤشر السنوي العالمي الأخير للإفلات من العقاب، والذي أصدرته اليوم، أن بعض أعلى معدلات الإفلات من العقاب في حالات قتل الصحفيين يمكن عزوها إلى جرائم قتل الصحفيين التي ترتكبها الجماعات الإسلامية المتطرفة.
ويتصدر قائمة المؤشر – والتي تلقي الضوء على البلدان التي يُقتل فيها الصحفيون ويظل القتلة أحراراً طلقاء – كل من الصومال والعراق وسوريا، والتي قامت فيها الجماعات المتطرفة، من قبيل تنظيم الدولة الإسلامية وحركة الشباب، باستهداف الصحفيين على نحو متكرر بالقتل. وتظهر كل من أفغانستان وبنغلاديش ونيجيريا وباكستان أيضاً على المؤشر للسنة الثانية على التوالي على الأقل.
ويقوم المسؤولون الحكوميون والعصابات المنظمة بقتل الصحفيين أيضاً انتقاماً منهم على عملهم، ودون أن يوجهوا العدالة، وذلك في بلدان تظهر على المؤشر مثل البرازيل والمكسيك والفلبين وروسيا.
خرجت سريلانكا من المؤشر لأول مرة منذ بدأت لجنة حماية الصحفيين بإعداده في عام 2008، إذ تراجع العنف ضد الصحفيين فيها في أعقاب انتهاء الحرب الأهلية التي امتدت عقوداً من الزمن.
وقالت إليزابيث ويتشيل، كاتبة التقرير والمستشارة في الحملة الدولية ضد الإفلات من العقاب التابعة للجنة حماية الصحفيين، “إن إفلات مرتكبي جرائم قتل الصحفيين من العقاب يشجع غيرهم على ارتكاب القتل كما يجبر وسائل الإعلام على العمل ضمن مناخ من الخوف، وهذا بدوره يؤدي إلى تقييد المعلومات المتوفرة للجمهور. يجب على الدول أن تتصدى بسرعة لهذا الوضع وأن تضع آليات قوية لحماية الصحفيين، ولإجراء تحقيقات وملاحقات قضائية عندما يتعرض الصحفيون للتهديد أو الاعتداء”.
تنشر لجنة حماية الصحفيين مؤشر الافلات من العقاب في كل عام احتفالاً باليوم الدولي لمكافحة الإفلات من العقاب في الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين، والذي يصادف 2 نوفمبر/ تشرين الثاني، ويحسب المؤشر عدد جرائم القتل التي لم يُكشف عن مرتكبيها خلال فترة السنوات العشر الماضية، وذلك كنسبة من التعداد السكاني للبلد المعني. ويتضمن التقرير جداول إحصائية ونبذات عن سجل كل بلد يرد في المؤشر.
ويشير المؤشر أيضاً إلى التطورات الإيجابية. فقد جرت ملاحقات قضائية لمرتكبي جرائم قتل صحفيين في ستة بلدان في العام الحالي لهذا المؤشر، مقارنة مع ثلاثة بلدان في العام الماضي. وشاركت البلدن الواردة في المؤشر، ما عدا ثلاثة منها، في آلية المساءلة عن الإفلات من العقاب التي تديرها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، والتي تتطلب من البلدان تقديم معلومات حول وضع التحقيقات بشأن جرائم قتل الصحفيين لإدراجها في التقرير الذي تصدره اليونسكو مرة كل سنتين حول سلامة الصحفيين. وفي السنوات الماضية، قامت نصف البلدان الواردة في المؤشر بتجاهل هذه العملية. وفي هذا العام، استجابت جميع البلدان الواردة في المؤشر ما عدا الهند وجنوب السودان وسوريا.