أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية في 19 تشرين الثاني / نوفمبر 2007 تقدّمها بشكوى رسمية من إحدى المحاكم العراقية ضد مصوّر وكالة أسوشييتد برس الإخبارية بلال حسين المعتقل لدى القوات الأميركية في العراق منذ 19 شهرا في العراق.
وانتقدت منظمة مراسلون بلا حدود القرار بالقول "استغرق الجيش الأمريكي أكثر من عام ونصف العام ليتقدّم بشكوى ضد هذا الصحافي دونما الإفصاح عن مضمونها. إلا أن الغموض القانوني الذي لا يزال يلف هذه القضية مرفوض ومقلق في آن. فمن المفترض أن يمثل محامو بلال حسين أمام القضاء من دون أن يتمكنوا من التحضير للدفاع عن موكلهم بما أن السلطات الأمريكية تأبى الكشف عن الإثباتات التي تؤكد امتلاكها مسبقاً".
وبينت المنظمة أنه لم يتم الكشف عن التهم الدقيقة الموجهة إلى المصور حسين خلال الأشهر التسعة عشر من اعتقاله. ولكن الجيش الأمريكي قد سرّب بعض المعلومات مفادها أنه يشتبه بتورّط مصوّر أسوشييتد برس بعلاقات "مشبوهة" مع المتمرّدين استناداً إلى الصور التي كان هؤلاء يسمحون له بالتقاطها. إلا أن محاميي وكالة الأنباء الأمريكية قد أجروا تحقيقاً في العراق بوسائلهم الخاصة واستخلص أحدهم أنه "ما من عنصر يسمح بالاستنتاج أن بلال حسين كان يقوم بنشاطات غير تلك التي يتولاها أي صحافي في منطقة نزاع".
وقد أفاد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جوف موريل بأن الجيش الأمريكي يملك "إثباتات مقنعة وقاطعة على أن بلال حسين يشكل تهديداً للأمن والاستقرار في العراق". ويفترض بالقضاء العراقي إصدار حكمه حول جواز الشكوى التي أودعتها الولايات المتحدة الأمريكية. وقد تنعقد الجلسة الأولى في 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2007.
من جهته طالب رئيس وكالة أسوشييتد برس طوم كورلي بالإفراج عن بلال حسين قائلاً: "مع أننا لا نزال نأمل إيجاد حل سريع لاعتقال بلال حسين المطوّل، إلا أننا نخشى الاستمرار في تجاهل القانون لحقوقه".
وتعرّض بلال حسين البالغ 36 سنة من العمر للتوقيف في 12 نيسان/أبريل 2006 في مدينة الرمادي (على بعد 110 كلم غربي بغداد) على يد جنود أمريكيين احتلوا منزله وأقاموا مركز مراقبة مؤقت فيه. ومنذ ذلك الحين، لا يزال معتقلاً في معسكر كروبر بالقرب من مطار بغداد.