منعت السلطات الإيرانية منتدى يضم 40 منظمة إيرانية و عالمية من الاجتماع قبل موعد بدء المؤتمر بساعات قليلة.
وكان من المفترض أن يناقش المنتدى مجتمع الإنترنت و تكنولوجيا المعلومات. المنتدى هو اللقاء الثاني لمنظمات آسيا والشرق الأوسط و كان من المقرر انعقاده في المنطقة الحرة في جزيرة كيش الإيرانية من 23-25 أغسطس 2005.
وقام بتنظيم المنتدى مجموعة من المتطوعين وإحدى المنظمات غير الحكومية الإيرانية و يعد هذا اللقاء نقطة هامة على طريق عقد المؤتمر العالمي لمجتمع المعلومات لآسيا والشرق الأوسط المزمع عقده في تونس.
وساهم في تنظيم المؤتمر كل من الأمم المتحدة والبنك الدولي واليونسكو وسكرتارية القمة العالمية لمؤتمر مجتمع المعلومات.
وكان من المقرر أن يقدم المنتدى توصيات من المنطقة حول السياسات المتعلقة بمجال الانترنت والمعلومات لعرضها في القمة العالمية التي تعقد تحت رعاية الأمم المتحدة في تونس نوفمبر المقبل و سيحضرها كل الحكومات و اكبر المنظمات الدولية في المنطقة.
ومنذ بداية عملية التخطيط للقمة العلمية لمجتمع المعلومات كانت منظمات المجتمع المدني جزءا لا يتجزأ منها وساهمت في إعداد مسودة الإعلان الذي جاء فيها:
نعلن نحن المنظمات الدولية الحاضرة هنا أسفنا لقرار منع المنتدى الذي أصدرته السلطات الإيرانية. كان جدول أعمال المنتدى سيناقش مشكلات الحصول على المعلومات و حرية الرأي والتعبير عبر الانترنت وكيفية بناء قدرات المجتمع المدني والمنظمات النسائية من خلال سلسلة من البرامج التدريبية على تكنولوجيا الكمبيوتر والانترنت.
ومن الجدير بالذكر أن مندوبا حكوميا إيرانيا قد حضر القمة العالمية الأولى لمؤتمر المعلومات و أسهم بفاعلية في إعلان القمة النهائي و وضع خطة العمل .
والتزم هذا العضو بالروح الطموحة للقمة ولمجتمع المعلومات مع الكثير من الحكومات وممثلي منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص.
كما تم عقد مؤتمر تمهيدي للقمة العالمية الأولى في كيش أغسطس 2003 بقبول وموافقة تامة من السلطات الإيرانية.
وأصدرت المنظمات المشاركة نداء للتحرك طالبت فيه السلطات الإيرانية بتوضيح أسباب إلغاء هذا اللقاء وهو المخالفة الصريحة للمادة 19 من إعلان القمة العالمية لمجتمع المعلومات.
كما طالبت الحكومة كذلك بضمان التعاون مع منظمات المجتمع المدني لعقد مثل هذه اللقاءات مستقبلا. وأن على الحكومة الإيرانية الاعتراف بمنظمات المجتمع المدني وأهمية دورها في التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
وإلى شركاء التنمية الدوليين وهيئات الأمم المتحدة طالبت المنظمات باستخدام كل قنوات الاتصال المتاحة للاحتجاج على قرار السلطات الإيرانية والاستمرار في دعم منظمات المجتمع المدني الإيرانية و تقويتها وكذلك دعم القمة العالمية لمجتمع المعلومات و حقوق الإنسان.
وإلى سلطات القمة العالمية لمجتمع المعلومات طالبت المنظمات بالتالي:
1- تقديم احتجاج رسمي إلي السلطات الإيرانية بناء على أن منعهم لهذا المؤتمر يتعارض مع التزاماتهم في إطار القمة و التي وقعوا عليها.
2- تسهيل ومراقبة الشراكة بين المجتمع المدني الإيراني والقطاع الخاص في كل ما يتعلق بمجالات عمل قمة المعلومات.
وإلى كل الحكومات والمجتمعات الدبلوماسية والإقليمية طالبت المنظمات بتقديم احتجاج رسمي إلي السلطات الإيرانية بناء على أن منعهم لهذا المؤتمر يتعارض مع التزاماتهم في إطار القمة والتي وقعوا عليها وكذلك في إطار التزامهم باتفاقيات حقوق الإنسان الموقعة من قبلهم.
وطلبت كذلك بتسهيل ومراقبة الشراكة بين المجتمع المدني الإيراني والقطاع الخاص في كل ما يتعلق بمجالات عمل قمة المعلومات.
ملحق:الأحداث التي تم إلغاؤها:
قبل اللقاء بشهر واحد:
1- سافر المنظمون إلى كيش و التقوا بالمدير التنفيذي للمنطقة الحرة هناك و الجامعة للتنسيق حول إلية لتطبيق ما سيسفر عنه المنتدى.
و بعد اللقاءات تم إرسال طلبات رسمية لكل من جامعة كيش و المنطقة الحرة هناك لطلب تعاونهم و التنسيق لتسهيل اللقاء.لم تواجه المنظمين أية مشكلات أو اعتراضات حكومية خلال ذلك.
قبل اللقاء بيوم واحد:
1- طالب مسئولون من شرطة الأماكن العامة المنظمين بتقديم طلب به قائمة بالمشاركين في المنتدى المحليين و الدوليين.
2- خلال مكالمة تليفونية مع شرطة الأماكن العامة تم أبلاغ المنظمين ضرورة الحصول على ترخيص لعقد اللقاء.
3- مكتب المواطنين الأجانب اتصل بالمنظمين طالبا شرحا لمشاركات المنظمات لدولية خاصة من خارج المنطقة. وقام المنظمون بشرح أنهم إما مدربين مؤهلين أو عاملين بالمنطقة.
4- حاول المنظمون الحصول على ترخيص من سلطات كيش وردت السلطات أن هذه النوعية من اللقاءات لا تحتاج إلى ترخيص.
في نفس الوقت ارتبك المنظمون حيث أن شرطة الأماكن العامة تطالبهم بالحصول على ترخيص.
5- أخيرا وافقت الشؤون الاجتماعية في كيش على النظر في إصدار ترخيص للمنظمين و أخبرتهم أنها سترد عليهم سريعا.
يوم اللقاء:
6- أبلغت السلطات المنظمين أن اللقاء تم إلغاؤه لان له عواقب سياسية على المنطقة الحرة في كيش.
7- اتصلت جامعة كيش بالمنظمين وأبلغتهم رسميا بإلغاء اللقاء.
8- اتصل المنظمون بالمجلس الأعلى القومي لتكنولوجيا المعلومات و الممثل الإيراني في الأمم المتحدة وسكرتارية المجلس الأعلى للأمن القومي طالبين دعمهم لتغيير هذا القرار.
اتصل المنظمون أيضا بسكرتارية المنطقة التجارية الحرة المسؤولة عن كيش و باقي المناطق الحرة في إيران.
9- الجهود المبذولة أدت إلى تغير موقف السلطات المحلية حيث قالت أن المنتدى قد يعقد بشروط هي:
أ) عدم التعليق بأي صيغة على إيران.
ب) يجب أن يتعهد المنظمون كتابة بتحملهم المسؤولية عن كل ما يدور في هذه اللقاءات بما في ذلك آراؤهم الشخصية.
واستمرت مناقشة هذه الشروط ليل نهار خلال ال24 ساعة الأولى من الموعد المقترح للمؤتمر. وفي اليوم التالي:
1- طالب المنظمون بتحديد مقاييس بعينها حتى يمكن أن يحكموا على خطواتهم و طريقة تصرفهم قبل الإقدام على أي عمل. وعند هذه النقطة تم إلغاء المؤتمر رسميا و بشكل نهائي.
2- أبلغ المسئولون إدارة الفندق بعدم السماح للحضور بالتواجد في مجموعات.
3- تم إلغاء لقاء صباحي عقد لإبلاغ المشاركين بآخر تطورات الوضع, بدعوى أن اللقاء غير شرعي.
4- وصلت الشرطة وأخبرت الفندق بأن حضور المؤتمر غير مسموح لهم بالتجمع.