في وقت تشن فيه حملة اعلامية ضد اليمين الاسباني طردت السلطات المغربية صحافية اسبانية وصلت الي مدينة العيون لانجاز تحقيقات صحفية حول التوتر الذي تشهده كبري الحواضر الصحراوية منذ تنظيم ناشطين ومؤيدين لجبهة البوليزاريو لمظاهرات تنادي بإنفصال الصحراء الغربية واقامة دولة مستقلة عن المغرب.
ونقلت وكالة الانباء المغربية الرسمية عن مصادر امنية في مطار العيون أن الطرد كان لسوء نية الصحافية ماريا كريستينا بيراسان وقالت انها حاولت الخميس تجاوز مراقبة شرطة مطار العيون من خلال إدلائها بتصريحات كاذبة حول أنشطتها المهنية، وهو ما دعا السلطات لطردها في اتجاه بلدها.
واوضحت المصادر ان بيراسان حلت بمطار العيون بعد ظهر الخميس قادمة من لاس بالماس عبر رحلة للخطوط الجوية وصرحت في البداية بأنها صيدلانية وجاءت الي العيون لقضاء عطلتها، الا انها تراجعت بعد ذلك عن تصريحاتها وقالت أنها صحافية في جريدة (بيريا) الالكترونية وأن الهدف من زيارتها هو إنجاز ربورتاجات حول الأحداث الأخيرة التي شهدتها العيون. وقالت ان الصحافية الاسبانية كانت تحمل وثائق معادية للوحدة الترابية للمملكة، إضافة الي أرقام هاتفية لنشاطين مناصرين لجبهة البوليزاريو يتواجدون بالعيون .
وذكرت المصادر بوجود مجموعة من الصحافيين الأجانب منهم إسبان زاروا المنطقة بعد الاحداث التي عرفتها وقالت أن البعض منهم ما زالوا يتواجدون هناك لإنجاز تحقيقات وربورتاجات دون اللجوء في ذلك الي سوء النية.
وما زالت اثار المواجهات بين الشرطة وناشطي جبهة البوليزاريو التي عرفتها مدينة العيون ومدن مغربية اخري تهيمن علي المشهد السياسي والاعلامي المغربي وتجذب وسائل الاعلام الاجنبية خاصة الاسبانية التي تولي اهتماما خاصا بالنزاع الصحراوي.
واتهمت وكالة الانباء المغربية الاوساط السياسية الاسبانية بالكذب والسوداية والحقد علي المغرب. وقال تقرير للوكالة ان اليمين الإسباني يتحامل مرة اخري علي بلدنا وشعبنا عارضا في انفعالية كبيرة، حقيقته المغلفة بشكل كاريكاتوري تهويلي .
ووصف التقرير الذي بث ردا علي سؤال استعجالي قدمه إدواردو ثابلانا المتحدث باسم الحزب الشعبي اليميني المعارض وطلب من الحكومة الإسبانية الاحتجاج لدي الرباط ، بسبب سياستها القمعية تجاه الشعب الصحراوي مواقف الحزب الشعبي الاسباني بالمناورة الفجة والصبيانية لأن الأمر يتعلق بإبقاء حملته المعادية للمغرب في الفضاء الإعلامي، تلك الحملة التي كانت تحركها في السابق بعض الصحف التي تعمل بها حفنة من الصحافيين الذين يدورون في فلك هذا اليمين .
وقالت إن معاداة اليمين الإسباني للمغرب شيء أكل عليه الدهر وشرب فضلا عن كونها من قبيل الهوس المتجدد. فالذي يختلف فيها، حسب الظروف والملابسات، هو درجة هذا الهذيان الخطابي والمزاجية الهوجاء لمسؤوليه الرئيسيين ليس إلا .
ولم تستثن الوكالة الحزب الاشتراكي الإسباني الحاكم من هجمتها وقالت ان هذا الحزب انساق مع توجه الحزب الشعبي من خلال مسؤوله المكلف بالعلاقات مع المنظمات غير الحكومية ولكنها اشارت الي انه لم يصل الي مستوي اليمين الإسباني ولو أنه هو أيضا كان مجافيا للحقيقة .