شهدت تونس في الأيام الأخيرة من جديد إنتهاكات لحرية الصحافة، ففي 1 تشرين الأول/أكتوبر الماضي أصدرت محكمة تونسية أمرا بإخلاء صحيفة "الموقف" الأسبوعية المعارضة من مقر مكاتبها الذي شغلته طوال 13 عاما تقريبا. وفي يوم 28 أيلول/سبتمير السابق تعرض مراسل قناة "الجزيرة" الفضائية التونسي إلى إعتداء.
وتحدثت شبكة الصحافة العربية مع رئيس تحرير صحيفة "الموقف"، رشيد خشانة، الذي وصف قرار الإخلاء بأنه عقاب للصحيفة على بلاغ نشرته بالإشتراك مع الحزب الديمقراطي التقدمي (PDP) في 25 يوليو/تموز 2007 بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسين على تأسيس الجمهورية التونسية.
وقال خشانة لشبكة الصحافة العربية: "نادينا في بلاغنا، الذي أعيد نشره وتوزيعه بشكل واسع، إلى إقامة جمهورية ثانية طالما أننا لم نعرف غير رئيسين إثنين خلال فترة الجمهورية الأولى، كما دعونا كذلك إلى تناوب سياسي عن طريق تأسيس دستور جديد وديمقراطي".
وأضاف خشانة أن السلطات ترغب كذلك من وراء هذا الإجراء بالتيقـن من أن لا أحد سيشيع الإضطراب في ذكرى مرور 20 سنة على وصول الرئيس بن علي إلى السلطة، التي ستحلّ يوم 7 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. وقال: "نحن نحضّر بعض الفعاليات لهذه المناسبة ونخطط للدعوة إلى مناوبة الرئاسة بالإرتباط مع الانتخابات المستحقة في عام 2009. إن القضاء التونسي، المعروف بغياب استقلاله، يسعى بقرار الإخلاء إلى منعنا من تنظيم إجتماعات في ذلك اليوم".
ورفع مالك الشقة التي تستخدمها صحيفة "الموقف" كمقر لمكاتبها دعوى أمام القضاء ضد مدير الصحيفة بتهمة استخدامه الشقة مقرا للحزب الديمقراطي التقدمي، المعترف به رسميا كحزب معارض، متذرعا بحجة أن عقد التسويغ (الكراء) يشير تحديدا إلى أن العقار مؤجَّر لصحيفة.
ويخوض مدير صحيفة "الموقف"، نجيب الشابي، والأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي، ميّة الجريبي، إضرابا عن الطعام منذ يوم 20 أيلول/سبتمبر الماضي احتجاجا على توظيف الحكومة للنظام القضائي من أجل خنق الأصوات المعارضة في البلاد.
وورد في الأنباء أن مراسل محطة "الجزيرة" التلفزيونية، لطفي الحجّي، تعرض يوم 28 أيلول/سبتمبر المنصرم إلى إعتداء من طرف أعضاء في الشرطة يرتدون ثيابا مدنية منعوه من نقل وقائع الزيارة التي أجراها سفير الولايات المتحدة الأمريكية لميّة الجريبي ونجيب الشابي.