اعتدى عدد من عناصر الحماية الخاصة لرئيس الجمهورية، فؤاد معصوم، اليوم الاثنين، على عدد من الصحفيين وتهديدهم بالسلاح ووجه لهم “تهمٍ ممارسة الإرهاب” وعمد الى منعهم وعدم السماح لهم بتغطية زيارة الرئيس الى محافظة الديوانية، فيما اعتدت قوات الشرطة على فريقي عمل قناتي المدى وآفاق ما أدى الى اصابة احد الاعلاميين بجروح طفيفة بسبب التلويح بالسلاح بوجهه.
وأبلغ نائب رئيس تحرير وكالة أكد نوز، حيد انذار، مرصد الحريات الصحفية (JFO)، أن “ضابطا برتبة نقيب في الحماية الخاصة لرئيس الجمهورية، قام بمنعنا والاعتداء علينا خلال محاولتنا تغطية زيارة رئيس الجمهورية فؤاد معصوم الى الديوانية”.
وأوضح انذار، أن “تم منعنا من القوات الأمنية المنتشرة في المكان، وأخذ أحد عناصر الحماية يتطاول على رئيس فرع النقابة والزملاء الاخرين وانا من بينهم، وازاد رفع صوته وتهديده”، لافتا الى أن “معظم الزملاء الصحفين كانوا محتجزين عند باب استعلامات ديوان المحافظة، وفي اثناء الاتصالات وصل موكب الرئيس معصوم الى مبنى المحافظة، فقام احد الزملاء بتصوير الموكب، وكنت أحمل هاتفي بيدي فصرخ ضابط برتبة نقيب بحماية الرئيس معصوم، واتى مسرعا باتجاهنا وسحب هاتف الزميل، ضياء المهجة، مراسل إذاعة المربد، وتوجه لي ليأخذ هاتفي، لكنني رفضت ان اسلمه له، على الرغم من اخباري له باني لم اصور شيئا، وحتى لو كنت قد صورت لما أعطيتك الهاتف لأنه سلاحي المهني ومن حقي كما ضمنه الدستور وقانون حقوق الصحفيين لي بالحصول والوصول الى اي معلومة وليس من حقك ان تمنع الصحفيين من تأدية واجبهم المهني سواء التصوير او غيره”.
وتابع انذار، أن “الضابط لم يكتف بالصراخ، بل ذهب الى تهديدي بطريقة غير مباشرة “أنا الان قادر على اتهامك بالإرهاب، ورميك بالرصاص والنفاذ دون حساب او عقاب”.
من جانبه قال رئيس فرع نقابة الصحفيين العراقيين في الديوانية، باسم حبس، لمرصد الحريات الصحفية (JFO)، أن “هذه الأحداث هي مواقف سلبية استفزازية من قبل الشرطة المحلية وحماية الرئيس، ووصف الاعتداء على الصحفيين والمراسلين بانه “سوء أخلاق بعض منتسبي الأجهزة الأمنية في فهم الديمقراطية والتعامل معها على أساس بناء دولة المؤسسات”، داعيا “الصحفيين الذين تعرضوا الى الاعتداء وانتهاك حقوقهم إلى تقديم شكاوى للقضاء”، مطالبا “بموقف موحد لمؤازرة زملائنا حتى تتم محاسبة المتسبب بالإساءة عند زيارة مسؤولي بغداد إلى المحافظة لانها ليست الأولى ولن تكون الأخيرة ان صمتنا عن ذلك”.
وأوضح حبس، أن “علاقة الشرطي بالصحفي وفشل تنسيق الإعلام الحكومي مع الصحفيين، تسبب في فوضى اليوم”، مبينا أن “حضور الزملاء الصحفيين كان بناء على دعوة من المحافظة، فوجئنا بجملة من الاعتداءات على بعض المراسلين ومدراء المؤسسات من قبل شرطتنا”.
من جهته أكد مراسل راديو المربد، ضياء المهجة، لمرصد الحريات الصحفية (JFO)، على “قيام عدد من افراد حماية رئيس الجمهورية بمنعه مع عدد من المراسلين من الدخول الى ديوان المحافظة لتغطية زيارة الرئيس”، مشيرا الى “فيما قام احد عناصر الحماية بسحب كاميرتي وجهاز التسجيل الخاص بي وهاتفي النقال ومسح جميع المواد التي كنت صورتها وسجلتها”.
وأضاف المهجة، أن “كادر قناتي المدى وآفاق تعضوا الى اعتداء من قبل الأجهزة الأمنية، وأصيب احدهم بجروح طفيفة بسبب التلويح بالسلاح والمشادة التي حدثت، جراء قيامهم بإجراء مقابلات مع المواطنين الذين انتقدوا تلك الإجراءات، ومنع تلك القوات من دخول المواطنين الى الدوائر الحكومية المحيطة بديوان المحافظة بسبب الإجراءات الأمنية المتعلقة بزيارة معصوم”.
مرصد الحريات الصحفية (JFO) اذ يدين الاعتداء على الزملاء الصحفيين والفرق الاعلامية في مدينة الديوانية من قبل حرس الرئيس، فانه يدعو السيد فؤاد معصوم الى توجيه رسالة اعتذار للفرق الاعلامية التي كان هدفها الاهتمام والتركيز على زيارته للمحافظات العراقية، فيما يعرب مرصد الحريات الصحفية (JFO) عن استيائه من الاستهتار الذي تبديه قوات الامن التابعة لوزارة الداخلية تجاه الفرق الاعلامية والميدانية.
ويقول زياد العجيلي رئيس مرصد الحريات الصحفية (JFO)، اننا نخشى من استمرار هذه الاعتداءات اذا ما اتخذت السلطات اجراءات حازمة لمحاسبة من يعترض عمل الصحفيين او يعتدي عليهم.
واضاف العجيلي، ان وزارة الداخلية تتجاهل عمدا الاعتداءات على الصحفيين ولم تحاسب اي من عناصرها ممن تورطوا في تلك الاعتداءات، فيما ابدى خشيته من “صمت رئيس الجمهورية عن انتهاك مواد الدستور التي تكفل حرية الصحافة والاعلام”.