أعلنت جماعات حرية الصحافة الدولية عن قلقها إزاء تصرفات القوات الأمريكية بالعراق عقب مقتل أربعة صحفيين عراقيين خلال الأسبوع الماضي واعتقال عشرات المراسلين المحليين بيد القوات العراقية والأمريكية.

ففي الثامن والعشرين من يونية، لقي أحمد وائل بكري، مخرج ومنتج برامج إخبارية بقناة “الشرقية” التلفزيونية المحلية، حتفه رميا بالرصاص لدى اقترابه من القوات الأمريكية. وتبعا لوكالة “أسوشييتد برس”، فلم يتمكن بكري من إفساح الطريق لموكب أمريكي أثناء محاولته المرور عبر حادث مروري. وقد سدد الجنود الأمريكيون لسيارته 15 طلقة.

وفي السادس والعشرين من يونية، لقيت مها إبراهيم، مُعدّة الأخبار بتلفزيون بغداد، مصرعها عندما فتحت القوات الأمريكية النيران خلال معركة مسلحة ببغداد، وذلك تبعا للجنة حماية الصحفيين. وقبلها بيومين، أطلقت القوات الأمريكية الرصاص على مراسل لوكالة أنباء أمريكية لم يتم التعرف على هويته بعد، فوافته المنية، ويزعم أن السبب هو عدم انصياعه لتحذير صدر عن أحد أفراد موكب عسكري.

وفي واقعة أخرى، قتل ياسر صالحي، مراسل صحيفة “نايت ريدر”، رميا بالرصاص ببغداد في الرابع والعشرين من يونية، على ما يبدو بيد قناص أمريكي. وكان صالحي يقود السيارة وحده في حي الأميرية حيث يقطن، عندما اخترقت طلقة زجاج السيارة الأمامي وأصابت رأسه بينما كان يقترب من دورية مشتركة مكونة من جنود أمريكيين وعراقيين، وذلك حسب إفادة صحيفة نايت ريدر.

وقد دفعت حوادث القتل لجنة حماية الصحفيين ومراسلون بلا حدود إلى مطالبة القوات الأمريكية بفتح تحقيقات مستقلة حول هذه الوقائع.

وقد أعلنت الفدرالية الدولية للصحفيين أن الجنود الأمريكيين قتلوا 17 من الصحفيين والعاملين بالإعلام منذ مارس 2003.

وقد أعدت لجنة حماية الصحفيين وهيومان رايتس ووتش خطابا مشتركا لوزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد يطالبانه فيه بفرض إجراءات أمنية أكثر فعالية عند نقاط التفتيش العسكرية الأمريكية والحواجز الأمنية في العراق. وتقول المنظمتان أن فشل الجيش الأمريكي في إعداد وتطبيق إجراءات مناسبة في نقاط التفتيش “يعرض حياة المدنيين وأفراد القوات الأمريكية على حد السواء للخطر دون داع”. ومنذ مارس 2003، قتل جنود بنقاط التفتيش ألأمريكية ثلاثة صحفيين وأحد العاملين بالإعلام، كما وقعت حوادث عديدة أخرى تم رفع السلاح فيها وإطلاق طلقات تحذيرية.

وفي الوقت ذاته أعربت لجنة حماية الصحفيين عن عميق قلقها إزاء اعتقال القوات الأمريكية والعراقية لعشرات الصحفيين خلال العامين الماضيين. وأغلب المعتقلين من العراقيين، يعمل عدد كبير منهم لحساب هيئات إعلامية أجنبية. وفي أغلب الحالات يتم اعتقالهم دون تهم أو تفسيرات. وتبعا للجنة، فـ”على القوات الأمريكية والعراقية تقديم تفسير يعتد به لاحتجاز هؤلاء الصحفيين، أو الإفراج عنهم فورا.”