قالت مصادر قضائية ان قاضي التحقيق الاول في بيروت احال يوم الخميس 21/7/2005 الى المحاكمة الصحفي والشاعر زاهي وهبي بتهمة القدح والذم والتحقير بمقام رئيس الجمهورية.
وكانت صحيفة “المستقبل” التي تملكها عائلة رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري الذي اغتيل في فبراير شباط الماضي قد نشرت في شهر يونيو حزيران الماضي مقالا لوهبي يخاطب فيه الكاتب بأسلوب ادبي وشعري قاتلا مفترضا مسؤولا عن الاغتيالات التي يشهدها لبنان دون ان يسمي شخصا معينا.
وأصدر قاضي التحقيق الاول في بيروت عبد الرحيم حمود قراره الظني في حق وهبي كاتب المقال وتوفيق خطاب المدير المسؤول في الصحيفة وطالب بمحاكمتهما امام محكمة المطبوعات في بيروت.
وجاء في خلاصة القرار “ان المقال المذكور في مفرداته وعباراته وسياقه ومضمونه انطوى على المس بكرامة فخامة رئيس الجمهورية وتضمن قدحا وذما وتحقيرا بحقه وذلك عن طريق نعته بالقاتل والفاشي والحاقد ومدعي العفة والطهارة والمتشبث بكرسيه الهزاز.”
وقالت مصادر قضائية ان العقوبة بحق وهبي تتراوح بين السجن من شهرين الى سنتين وغرامة من 50 مليون ليرة لبنانية الى مئة مليون ليرة او باحدى هاتين العقوبتين.
كما ان عقوبة خطاب تترواح بين السجن من شهرين الى ثلاث سنوات والغرامة من 50 مليون ليرة لبنانية الى مئة مليون ليرة او احدى هاتين العقوبتين.
وقال وهبي الذي يقدم برنامجا ثقافيا على شاشة تلفزيون “المستقبل” لرويترز “انا احترم القضاء واحترم قراراته ولكني لم اتوقع هذا الامر ولا ازال ككاتب واعلامي اتمسك بحقي في التعبير وفي كتابة ارائي بحرية وشفافية ولا ازال اعلق الامل على نزاهة القضاء اللبناني بان تقوم المحكمة بتبرأتي من الاتهام الموجه لي”.
واشار وهبي بعد صدور القرار الى ان “مجرد الادعاء على كاتب او محاكمة شاعر بسبب كتاباته هي مسألة منافية لتقاليد الحرية في لبنان ومنافية لمساحة التعبير الواسعة التي ميزت لبنان على مدى سنوات ودفع لبنان ثمنها غاليا”.
وكرر وهبي القول “لم اسم رئيس الجمهورية ولم اشر اليه لا باللقب ولا بالاسم ولا بالمكان ولا حتى بالزمان. انا كتبت مقالتي ضد القتل والقتلة في كل زمان وكل مكان ولا ازال عند رأيي وعند موقفي المناهض لكل اشكال القتل والتضييق على الحرية ولا اعتقد انه يجوز محاكمة شاعر على النوايا وعلى القصد الشعري”.
اضاف “كنت اتمنى لو ان المحال الى المحاكمة احد الذين ارتكبوا جرائم اغتيال طالت الرئيس الشهيد رفيق الحريري والنائب والوزير باسل فليحان والكاتب سمير قصير والسياسي جورج حاوي ومحاولة اغتيال وزير الدفاع الياس المر”.
وتعرض لبنان لاسوأ ازمة سياسية منذ انتهاء الحرب الاهلية التي اندلعت في لبنان بين عامي 1975 و1990 عقب اغتيال الحريري تبعها سلسلة اغتيالات طالت سياسيين واعلاميين.