حصل
صحافي صيني على جائزة القلم الذهبي للحرية لعام 2007، وهي الجائزة السنوية لحرية
الصحافة التي يمنحها الاتحاد العالمي للصحف. يقضي حاليا هذا الصحافي عقوبة عشر
سنوات حبسا لأنه أفشى للصحافة الأوامر التي أصدرتها السلطات الصينية للصحف بعدم
تغطية ذكرى مجزرة ساحة تينانمين.
قدمت
الجائزة للصحافي شي تاو في 4 يونيو/حزيران الذكرى 18 للمذبحة. وكان قد قبض عليه
بعدما قدمت شركة “ياهو” الأمريكية لأداة البحث على الأنترنيت معلومات
بشأنه إلى السلطات الصينية.
“حتى
هذا اليوم، أغلب الصينيين يجهلون ما حصل في ذاك اليوم. لا يزال النظام الشيوعي
يمنع الصحافة من التطرق إلى هذا الموضوع بصراحة ونزاهة ولن يتورع في استخدام كل
الوسائل لكبت هكذا تصريحات ولمعاقبة من يدلي بها” على حد قول جورج بروك، رئيس
المنتدى العالمي لرؤساء التحرير، الذي قدم الجائزة.
ثم
أضاف ” شي تاو الذي نشرفه اليوم تعلم هذا الدرس مقابل ثمن باهض. لقد أفشى ما
كانت الدولة تخفيه وهاهو اليوم يقضي عقوبة سجن”.
قبلت
الجائزة أم الصحافي السجين، السيدة غاو كينشيك، التي صرحت أن إبنها “ضحية
مباشرة للأغلال التي تكبل حرية الصحافة”.
“تثبت
جائزة القلم الذهبي للحرية أن إبني بريئ، وما قام به لا يتعدى ما على أي صحافي
جسير أن يقوم به، ولهذا حصل على دعم زملائه عبر العالم وتعاطفهم، وهم الذين
يناضلون من أجل العدالة ويقلقون على مصير شي تاو الذي سلبت حريته ويقبع في
السجن” كما صرحت أم الصحافي. ستجدون النص الكامل لتعليقاتها على الموقع
التالي:
http://www.wan-press.org/article14357.html
قدمت
الجائزة يوم الإثنين خلال الاحتفال الافتتاحي لمؤتمر الاتحاد العالمي للصحف
والمنتدى العالمي لرؤساء التحرير، الإجتماع العالمي للصحافة العالمية الذي استقطب
أكثر من 1600 إعلامي من 105 بلدا إلى كيب تاون في جنوب إفريقيا.
كما
أعلنت الجمعية العالمية للصحف عن إطلاق حملة لإطلاق سراح السيد شي وإثنا عشر
صحافيا آخرا ومعارضين يستخدمون الأنترنيت في نضالهم، وتنوي الجمعية من خلال هذه
الحملة إبقاء هذه القضية على الواجهة الإعلامية خلال الدورة القادمة للألعاب
الأولمبية السنة القادمة.
السيد
شي يقضي 10 سنوات سجنا بتهمة “إفشاء أسرار الدولة” لأنه كتب رسالة
إلكترونية حول القيود المفروضة على الصحافة بمناسبة الذكرى 15 لمذبحة ساحة
تيانانمين سنة 2004 ووصلت هذه الرسالة إلى مختلف البوابات العالمية للأنترنيت
والسلطات الصينية أيضا بمساعدة “ياهو”، حيث قدمت الشركة الأمريكية إلى
السلطات الأمنية الصينية معلومات مكنتها من تعقب أثر الرسالة إلى غاية الوصول إلى
الحاسوب الذي استعمله في الجريدة التي يعمل فيها، “دانغاي شانغ باو”،
أخبار عالم الأعمال.
“كيفية
تعقب السلطات الصينية لهذه الرسالة الإلكترونية مسألة لها تداعيات مرتبطة بمبدأ
سرية المعلومات المتبادلة في شبكة الأنترنيت وتصرفات شركات الإتصالات الغربية في
علاقاتها الصعبة مع الأنظمة المستبدة” كما صرح السيد بروك.
”
إذ نتفهم أن الشركات العالمية عليها أن تتعامل مع أنظمة قمعية عبر العالم، إلا
أننا نحسب أن شركات الأتصالات العالمية تتحمل مسؤولية من نوع خاص. عليها أن تتأكد
من احترام حقوق الإنسان الأساسية للمستعملين وعليها أن تتجنب أن تصبح عميلة تشارك
في عمليات القمع.” على حد قول السيد بروك.
ستجدون
النص الكامل لتصريحات السيد بروك على العنوان التالي:
http://www.wan-press.org/article14358.html
وزع
السيد شي معلومات توصلت بها جريدته من السلطات الصينية حيث تحذرها من مخاطر
“تقويض الاستقرار الإجتماعي” ورجوع بعض المعارضين إلى الصين للاحتفال
بذكرى المذبحة، حيث قتل مساندو الديمقراطية وأغلبهم من الطلبة، على يد القوات
الصينية في 4 يونيو/حزيران 1989.
السيد
شي شاعر وصحافي نشر عددا من المقالات عن المشاكل السياسية والإجتماعية في الصين في
مواقع الأنترنيت التي تنادي بالديمقراطية. عمل كمراسل ومحرر ومدير شعبة لدى عدد من
الجرائد والتحق بجريدة “أخبار عالم الأعمال” سنة 2004 كمدير تحرير
ومساعد رئيس تحرير. استقال شي من الجريدة في مايو/آدار 2004 ليصبح صحافيا مستقلا
وتم توقيفه لمدة ستة أشهر بعدها. يعد هذا الصحافي من بين عدد من المعارضين على
الأنترنيت والصحافيين الذين يقضون عقوبة سجن في الصين ، البلد الذي حطم الرقم
القياسي في عدد الصحافيين المحبوسين.
أغضبت
هذه الجائزة السلطات الصينية وطلبت الجمعية الصينية الرسمية للصحف سحب هذه الجائزة
بحجة أن “القضاء الصيني بث في قضية السيد شي طبقا للقانون وأصدر الحكم
المناسب” وأن الدستور الصيني يحمي حرية الصحافة.
“هذا
التبرير غير مقنع” في نظر السيد بروك الذي قال ” إن كان القانون يسمح
بحبس الصحافيين في مثل هذه الحالات فيجب إلغاء القانون على التو لأنه يتناقض وكل
المعايير والصكوك الدولية المتعلقة بحرية الصحافة وحقوق الإنسان”.
”
أم بخصوص الإدعاء بأن الدستور الصيني يحمي حرية التعبير فهذا ليس إلا من نسيج
الخيال. فهذه الحريات لا توجد أصلا في الصين. لو كانت موجودة، لما كان شي تاو ومعه
عدد من الصحافيين قابعون في السجن الآن”.
منح
الاتحاد جائزة القلم الذهبي سنويا منذ 1961، ومن ضمن الفائزين السابقين جاكوبو
تيمرمان من الأرجنتين (1980) وأنتوني هيد من جنوب إفريقيا (1986) وداي كينغ من
الصين (1992) ودون فيت هوت من الفيتنام (1998) وجيفري نياروتا من زمبابوي (2002)
والمحجوب محمد صالح من السودان (2005) وأكبر آنجي من إيران الذي حاز الجائزة السنة
الماضية.
يتولى
الاتحاد العالمي للصحف إدارة مشروع صياغة مستقبل الصحف بدعم من أربعة شركاء دوليين
ـ “بوبلي جروب”، وهي مجموعة إعلانية ترويجية دولية تتخذ من سويسرا مقراً
لها؛ و”مان رولان”، وهي شركة رائدة في مجال تصنيع أنظمة إنتاج الصحف؛
و”يو بي إم”، وهي واحدة من أكبر شركات العالم في إنتاج ورق طباعة الصحف؛
و”تيلينور”، وهي مجموعة نرويجية رائدة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا
المعلومات والإعلام.
الاتحاد
العالمي للصحف، الذي يتخذ من باريس مقراً له، هو منظمة عالمية لصناعة الصحف. ويمثل
الاتحاد 18 ألف صحيفة؛ وتشارك في عضويته 76 منظمة صحافية وطنية، بالإضافة إلى
مسئولين عن شركات صحافية وصحف فردية في 102 دولة، و12 وكالة أنباء، وعشر مجموعات
صحافية إقليمية وعالمية.