البداية-
كتب المصور الصحفي عبد الرحمن طاهر من داخل محبسه بسجن الكيلو عشرة ونصف رسالة قال فيها :” أنا لم أفعل جريمة ولم ارتكب جرماً ولم أكسر القانون في دولة لايحكمها قانون عادل أو قانون يحمي حرية الأشخاص أو حرية التعبير”، موضحا :”كل الذنب الذي اقترفته انني كنت أمارس عملي كمصور صحفي كل الجريمة التي يرون إنني اقترفتها انني كنت أحمل رسالة تنقل صوت الشارع “.
وأشار عبد الرحمن إلى أن عمله هو “نقل حقيقه قد تغيب عن البعض صوتاً حقيقيا ملموساً على أرض الواقع وليس صوتا مصطنعا علي حد مهنية أبواق نظامهم”.
وتابع عبد الرحمن في رسالته :” شاء القدر مرة أخرى أن يتم الزج بي في قضية للمرة الثانية بعد ما قضيت عاماً كاملاً من قبل عقابا لي وهذه المرة أيضاً أثناء ممارستي لعملي حولوني باتهاماتهم من مصوراً صحفي إلى متظاهر يقطع الطرقات ويمشي في الأرض فساداً جردوني من الكاميرا التي كنت أحملها ،كناقلة للأحداث وحولوها إلى آلة تقلب نظام الحكم ،وعدساتها تنتمي للأرهاب وصورها تصنع في الشارع انقلاباً فوق الانقلاب”.
وأضاف طاهر واصفا أجواء السجن والليالي التى تمر عليه فيها :”تمرعليا هنا الساعات والأيام والليالي بين جدران السجن وأنا في حاله تفكير دائم ،عاجزا عن الاستيعاب وانني بين الجدران وحول يدي الأصفاد مرة أخرى وليس اعتراضا علي قضاء الله !! استغفر الله الا ارضى بقضائه وقدره فا أنا مؤمن بقضاء الله وأكثر من إيمانهم بنفوذهم الذائله وأحكامهم الواهمة الباطلة ،فالليل السجن مرهق ونهاره يمر كأنه أعوام وبرد السجن قارص فينهش الأجساد كوحش مفترس جائع ،وصوت أبواب الزنازين حين يغلقها السجان بشده صوتها كأنها رصاصات تخترق القلب ،لاكن الله وحده من يربط على الفؤاد ويلهم أرواحنا الصبر ،وركعات الليل ودعوات الأهل والرفاق وحدها من تواسي الوحده ،فالحمد لله على قدره ولكن الاعتراض هو اعتراض علي اننا نعيش في نصف وطن وشبه دولة لا نحن ننعم برغيف الخبز ،ولا بهواء يحمل في طياته حريه . لكن لما العجب ! ولنا رفاقاً تجاوزا بضع سننين في السجون ذاتها “.
وتابع :” لو بدأت الحديث عن شوكان ورفاقه سيطول الكلام ،حول أكثر من ٧٠ مصور وصحفي يقبعون بين جدران السجون وتهمتهم كانت نفس السلام الذي يشكل خطراً يهدد الأمن القومي للبلاد ( الكاميرا ،القلم ) ،ونقيب الصحفيين وأعضاء نقابة الصحفيين يحاكمون أمام القضاء ذاته عقاباً لهم على مساندتهم لحرية وشرف الصحافة
“المصوريين الصحفيين والكتاب ” الذين طالتهم السجون بتهمة نقل الحقيقة التي عاشت تبذل الغالي والنفيس من أجل كلمة حق ومن أجل نقل الحقيقة وتوعية من غيبهم أبواق النظام ذاته الذي كمم أفواة عدساتكم واقلامكم، فلا يجزعنكم السجن ولاتتركوه ينهش من همتكم وأصراركم علي الحق فالسجن لكم ليس عار بل هو وسام شرف على ماقدمتموه من خيراً وحقاً في دولة لا تعطي أوسمه إلا للباطل”.
واستكمل رسالته: “رفاقنا في الخارج لاتحيدوا عن قول الحق ونقل الحقائق ولا يرهبنكم قمعاً أو اعتقال فالطريق الصواب واحد والجميع يعرفه جيداً فحتماً سنمثل جميعاً أمام محكمه الله وسنسأل عن كل صورة وكل كلمة سنحاسب على تزييف وعي الناس ومساندة الظلم وستؤجرون علي قول الحق وإتقان العمل ونقل الحقائق فإن خفتم من عقاباً في الدنيا من بشر فعند الله سترد المظالم عندما لايظلم عنده أحد ،فإن الدنيا فانية وكلمة الحق وحدها من ستبقي ولو كره الظالمون”.
وختم طاهر رسالته: “رفاقنا دمتم ناقلين للحقيقة ناصرين للحق مدافعين عن الحقوق رافعين رايات الإصلاح في دوله عشش الفساد في جذورها ،فانطلق ليقتل ويقطف خير ما أنبتت هذه الأرض من زهور لكي لا يطرق علي هذه الأرض أثر خيراً أو حق، لكن أسوار سجونهم لن تحجب ضوء شمس الحقيقة، فشمس الحقيقه حتماً ستسطع وتبعث الأمل في قلب كل من يحلم بالحرية وستعمي عيون أعداء الحقيقة، وستغرد الكاميرا وتنزاح عصابتكم السوداء من فوق عدساتها ،وستظل تنقل الحقيقة ابداً ماحيينا. رفاقنا لاتنسونا فأنكم عوننا بعد الله”.
وكانت نيابة العمرانية، قررت حبس عبد الرحمن طاهر المصور الصحفي 15 يومًا على ذمة التحقيقات بعد القبض عليه من شارع الهرم يوم 11 نوفمبر الماضي، ووجهت له تهم الانضمام لجماعة إرهابية على خلاف أحكام الدستور والقانون، والتظاهر دون تصريح، والترويج لأفكار متطرفة تضر بالأمن العام.