دعت منظمة مراسلون بلا حدود السلطات المغربية لوضع حد للمعاملة السيئة التي يتلقاها الإعلاميون المحليون والأجانب في منطقة غرب الصحراء، والسماح لهم بالعمل بصورة طبيعية.
وكان عشرة صحفيين على الأقل قد تعرضوا للهجوم والإعتقال أو الطرد من مدينة لعيون التى تبعد 1.263 كيلومتراً جنوبى الرباط منذ بداية شهر ابريل الماضى.
وذكرت مراسلون بلا حدود “إنه من الضرورى أن تضع السلطات المغربية إطاراً واضحاً للصحفيين الذين يقومون بتغطيات فى منطقة غرب الصحراء، وتجنب وضعهم تحت السيطرة كأن يفرض عليهم تبليغ وزارة الداخلية قبل وصولهم إلى مدينة لعيون” وأضافت المنظمة “أن السلطات المغربية تتأرجح بين مواقف متطرفة إزاء الصحفيين بداية من حظر تغطيتهم لكل المظاهرات التى اندلعت فى مدينة لعيون ثم استئجار طائرة بعد ذلك بيومين لاصطحاب الصحفيين لتناول الغذاء مع حاكم المدينة”.
وأضافت “إن استخدام الحجج الامنية لا يعد سبباً كافياً لمنع الصحفيين من دخول المدينة”، وأن مثل هذا القرار لا ينبغى أن يتخذه أحد غير الصحفيين أنفسهم ومكاتب التحرير التابعين لها. فحتى فى العراق لم تقم الحكومة بحظر دخول الصحفيين للبلاد أو السفر إلى اقاليم محددة”.
يذكر أن عدداً كبيراً من الصحفيين كانوا قد ذهبوا إلى مدينة لعيون لتغطية المظاهرات التى اندلعت فى الفترة من الرابع والعشرين إلى التاسع والعشرين من مايو بين سكان الصحراء وقوات الأمن.
غير أن هؤلاء الصحفيين قد تمت معاملتهم بأساليب مختلفة ومتباينة.
وكان سلمى زوكانى ويعمل فنياً فى محطة التلفزيون الإقليمية لمدينة العيون قد تعرض للضرب الوحشى على يد قوات الأمن فى الخامس والعشرين من مايو بدون إيلاء أى إهتمام لبطاقته الصحفية، وقد اصيب زوكانى بإصابات بالغة فى الرأس كما تحطمت سيارته.
يذكر أن عدداً من الصحفيين قد منعوا من دخول المدينة فى الفترة ما بين السابع والعشرين من مايو والخامس من يونيو، بينما نظمت السلطات زيارات ومأدبة غذاء للصحفيين مع حاكم المدينة لإضافة ذلك فى تغطيتهم للتظاهرات.
وذكر مراسل قناة الجزيرة الفضائية بالمغرب عبدالسلام رزيق أنه قد أجبر على العودة من المطار بدون توضيح الأسباب فى السابع والعشرين من مايو.
ولم يتمكن رزيق من العودة سوى بعد يومين كجزء من زيارة رسمية نظمت إلى حاكم المدينة.
وفى بداية شهر يونيو تعرض صحفيين آخرين للتوقيف فى مطار لعيون وهما لحسن عواد ويعمل بجريدة الصحيفة اليومية ومراد برجا ويعمل مصوراً حراً. يذكر انه بعد تفحص أوراقهما أخبرتهم سلطات المطار بأنهما ممنوعان من دخول المدينة. واضطر أحدهما للانتظار لمدة ستة ساعات والآخر لمدة ساعتين قبل السماح لهما بالدخول.
الصحفى ميجويل انجل اديجوراس اوريزولا ومصوره من قناة التليفزيون الإسبانية تى فى اى وصلا إلى مدينة لعيون فى الثامن والعشرين من مايو.
وفى هذا اليوم تم منعهما من تصوير المظاهرات بحرية كما لم يتمكنا من ارسال تقريرهم من استديوهات التليفزيون المغربى بسبب ما ذكر بأنه “مشكلات تقنية”. غير أنه فى اليوم التالى بعد أن انضم الصحفيان للزيارة المنظمة إلى حاكم المدينة، تمكنوا من العمل وإرسال صورهم دون أى صعوبات.
ومن جهة أخرى منعت صحفية تعمل فى صحيفة بريا الناطقة بلغة الباسيك مارى بيرسان من دخول لعوينات فى الثانى من يونيو الجارى.
وبحجة أنها لم تقدم أسباباً مقنعة لزيارتها إلى جنوب البلاد فقد طردت بيرسان من المدينة كما قد اجبرت على استقلال طائرة متوجهة إلى منطقة اغادير التى تبعد 649 كيلومتراً عن لعيون.
وبعد أيام قليلة تمكنت الصحفية من الحصول على تصريح من وزارة الإعلام غير أنه لم يسمح لها بركوب الطائرة إلى مدينة لعيون.
وذكرت الصحفية أن سيطرة السلطات المغربية على الأخبار تشي بأن لديهم ما يخفونه.
وفى حادث منفصل متصل قام صحفيين مستقلين نرويجيين هما آن تورهيلد نيلسن ورادموند ستينسفاج بالسفر إلى غرب الصحراء فى ابريل لعمل فيلم وثائقى عن حقوق الإنسان فى الإقليم.
ولأنهم لم يعلنوا عن وظائفهم للسلطات فلم يتم السماح لهما بالعمل بشكل مستقل.
وفى السابع عشر من ابريل رغب الصحفيان فى توثيق مظاهرة سلمية.
ذكرت عنها ستينسفاج قائلة لمراسلين بلا حدود “لقد عبرت الحواجز التى كانت حول المظاهرة وبدأت بالتصوير غير أنه وفى أقل من دقيقة، حاصرنى عدد من رجال الأمن وأخبرونى بأنه على الذهاب إلى مكان آخر.
وأتى ضابط آخر وطلب مشاهدة ما كنت أصوره وعندما رفضت ذهب”، وتضيف الصحفية “لقد كنت أبحث عن حافلة عندما رأيت رجال أمن فى ملابس مدنية ينقلون الجرحى على نقالات.
وبمجرد أن أدركوا أنني هناك طلبوا منى الرحيل وعندما رفضت قاموا بسحبي على الأرض لمسافة 100 متر واقتادوني لمركز الشرطة للتحقيق قبل ان يطلق سراحي” .
ويذكر الصحفيان “فى اليوم التالي توجهنا لمكاتب الإغاثة التابعة للأمم المتحدة لعمل حوار بشأن الاستفتاء حول غرب الصحراء. وقد بدأنا التصوير على بعد 250 متراً عندما تدخلت الشرطة وأمرونا بالتوقف”.
وبعد أن أخذوا أوراقنا أخبرونا بأن نتبعهم لمركز الشرطة،وهناك سألونا بشكل منفصل لأكثر من ساعة.
وبعد التحقيق إقترحوا علينا تغيير برنامجنا لمقابلة سيدى محمد داداش الذين قدموه لنا باعتباره المتحدث الرسمى الحقيقى باسم سكان الصحراء. يذكر ان داداش وعدد آخر من قادة منظمات حقوق الإنسان المغربية لا يمثلون فى نظر السكان المحليين سوى دمى لا تظهر إلا بناء على طلب السلطات” ،
ويضيف الصحفيان “لقد التقينا بثلاثة رؤساء لمنظمات حقوقية فى أحد أفخم الفنادق المحلية.
وحاولوا اقناعنا بأن السكان المحليون لم يعودوا يتعرضون لأي معاملة سيئة أو تعذيب.
وأن المظاهرات فى الشوارع مسموح بها من قبل السلطات وأن غالبية سكان الصحراء يرغبون فى أن تبقى منطقة الصحراء جزءاً من المغرب، لقد كان من الغريب بالنسبة لنا أن نسمع هذا الكلام بعد أن قضينا اسبوعاً فى ملاحقة مستمرة من قبل البوليس السرى فى لعيون وبعد أن القى القبض علينا مرتين، وصحيح أن السلطات المغربية قد عاملتنا بشكل جيد ولم يتحفظوا على معداتنا ولكنهم قاموا بالتضييق على حركتنا ومنعنا من العمل بشكل مستقل”.