Skip links

الملك عبدالله ينتقد الصحافة الاردنية: ما تزال اسيرة الماضي

برزت في عمان مؤشرات قوية علي توجه جديد للدولة الأردنية ينهي التعاطف التقليدي بين الصحافة والإعلام المحليين وبين نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين ويدفع باتجاه تعاون الإعلام الأردني بشموليته مع العملية السياسية الجارية في العراق.
واستجاب العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بسرعة أمس لمطالب تقدمت بها أمس الأول بين يديه نخبة من قادة الإعلام العراقي في مرحلة ما بعد صدام حسين وكان من بينها شكاوي واعتراضات علي ما يظهره الإعلام في الأردن من تعاطف مع الرئيس صدام والمقاومة العراقية. وبعد استقبال الملك للوفد العراقي إلتقي رؤساء تحرير الصحف المحلية في المملكة وقادة الإعلام الرسمي، وأصدر تعليقات وتصريحات تنطوي علي ملاحظات نقدية للأداء الإعلامي المحلي بخصوص الملف العراقي وعلي توجيهات ضمنية تقضي باختفاء ملامح تأييد النظام العراقي السابق من الصحافة المحلية.
وشدد الملك عبدالله خلال لقاء رؤساء تحرير بلاده علي دور الاعلام في توضيح الصورة الحقيقية للمواطنين عن الوضع الجديد في العراق مشيرا الي ان الشعب العراقي يتطلع الي المستقبل ولا يرغب بالعودة الي الماضي.
وقال الملك ان هناك بعض الاقلام الاردنية ما زالت اسيرة الماضي وان علي الجميع احترام ارادة الشعب العراقي الذي عبر عما يريده لمستقبل بلده من خلال توجه ثمانية ملايين عراقي لصناديق الاقتراع وانتخاب ممثليهم في الجمعية الوطنية العراقية. واشار الملك الي ان جزءا من مسؤولية ما اعتري العلاقة بين الاردن والعراق من سوء فهم يقع علي الصحافة لافتا الي ان بعض الصحافيين لا يروق لهم ان تكون علاقتنا بالعراق قوية ومتينة.
واضاف ان الخطاب الاعلامي الاردني يجب ان يتعاطي مع المتغيرات والتحولات في العراق مؤكدا علي ضرورة ان تراعي وسائل الاعلام الاردنية مصالح الاردن وعلاقاته بأشقائه العرب. وقال اننا وجهنا الحكومة لدعم حرية الصحافة وحرية الصحافي في الوصول الي المعلومة اضافة الي وضع تشريع يمنع حبس الصحافي . وبين ان التركيز علي المهنية وتدريب الاعلاميين الاردنيين هو الذي يسهم في الارتقاء بمستوي الاداء وتلافي الاخطاء وتطوير الخطاب الاعلامي علي النحو الذي ينسجم مع تطلعات شعبنا نحو مستقبل افضل.
وفي ما يخص الملف العراقي تعتبر التعليقات الملكية الأخيرة هي الأولي التي تصدر بشأن أداء الإعلام المحلي في ما يخص التحولات السياسية في العراق ووجد الأردن الفرصة مناسبة للتركيز علي المضامين الجديدة المطلوبة من الصحافة المحلية في ظل شكاوي متعددة من حوالي ثلاثين إعلاميا عراقيا زاروا عمان مؤخرا واشتكوا للقصر الملكي من تأثيرات صدام حسين وعهده علي الصحافيين في الأردن.