- د. النعيمي: نحن في عصر المعلومة.. و الرصيد المعرفي
خارج أسوار المدرسة يفوق ما هو بداخلها - د. الشريف: نواجه أزمة.. و الصحافة المكتوبة بدأت بالتغيير
و استحدثت مواقع الكترونية تفاعلية - ناصر: ندعم القطاع الأكاديمي لأنه الأداة الفاعلة للتقدم
الإقتصادي و الإجتماعي و الثقافي - منصور: البرنامج يحقق مصلحة مشتركة للعملية التعليمية و
الصحافة المكتوبة - بدارين: 6500 طالب استفادوا من برنامج التعليم عبر
الصحافة
برعاية معالي وزير التربية الدكتور تيسير النعيمي نظم
مركز حماية و حرية الصحفيين حفلاً تكريمياً للمعلمين و المعلمات الذين ساهموا في إطلاق
برنامج التعليم عبر الصحافة، و الذي ينفذه المركز بشراكة مع وزارة التربية و بدعم
من صحف الدستور و الرأي و الغد و شركة زين.
و جرى خلال الحفل تكريم مدراء المدارس و اللجنة الفنية
المشرفة على المشروع بوزارة التربية و كذلك المؤسسات الداعمة للمشروع.
و قال الوزير النعيمي في حفل التكريم أن مصادر المعرفة و
وسائلها تزداد و تتنوع يوماً بعد يوم، و في هذا السياق تأتي فكرة إيجاد دور خاص
للجريدة اليومية في نشر المعرفة بين الطلبة و صقل شخصيتهم من خلال تمكين الطلبة من
الإلمام بما يدور حولهم من قضايا و تحديات و حثهم على الامتداد بما يكتب في
الصحافة من خلال كتاباتهم و مناقشاتهم و حواراتهم مما يعزز من تنوع مصادر المعرفة
و التعلم المدرسي لا سيما و أن الصحافة تطورت و نضجت بشكل كبير فهناك بجانب
الأخبار زوايا علمية و ثقافية و فنية، و اطلاع الطالب على هذه الصحف ينعكس على
زيادة معارفه و تحليل ما يقرأ فيها من أخبار و تتاح له الفرصة لمحاكمتها و تحليلها
و تقييم المعرفة و هذه هي الأساس في تطوير القدرة الشاملة لدى المتعلم لتنتقل
بعدها إلى تذويت المعرفة و إنتاجها و استغلال الفائض المعرفي المتراكم في مواقف
جديدة.
و أكد النعيمي أن هنالك جملة من التحديات، و نحن في عصر
المعلومة و تحول المجتمعات إلى مجتمعات معرفة فرضت تحديات كبيرة على النظام
التعليمي في كل دول العالم.
و قال: لقد كانت الأنظمة التربوية تعمل و تبنى على أساس
افتراضي أن هناك معلم يعرف و طالب لا يعرف، و كان المحتوى التعليمي في المناهج
يبنى على هذا الأمر الافتراضي. و كذلك أساليب التقييم كانت موجهة لقياس حجم
المعرفة المتراكم عند الطالب.
و الآن و مع هذه التطورات و تكنولوجيا المعلومات و
العولمة بكل تحدياتها و بكل أوجهها الإنسانية، تبدلت الصورة و أصبح الافتراض
تربويّاً وفرة المعلومة و ليس قتلها، و لم يعد المعلم و المنهاج مصدر المعرفة
الوحيد، فالمعلم يعرف و الطالب يعرف، و الرصيد المعرفي خارج أسوار المدرسة يفوق ما
هو داخل الأسوار، لذلك علينا إيجاد نوعية من المعرفة ترتقي بمستوى الطالب.
و أضاف النعيمي أن هدف وزارة التربية و التعليم أصبح
اليوم يسعى إلى إيجاد المعرفة المتطورة، و يمكن أبنائنا الطلبة من تعلمها، و ليس
فهم المضامين فقط و إنما القدرة على اكتساب المهارات و الأدوات.
وأعرب عن شكره للجهات الداعمة للمشروع ممثلة بصحيفة
الرأي والدستور والغد وشركة زين الوطنية آملين منهم مزيد من الدعم والتواصل، وثمن
الجهود التي بذلتها اللجنة الفنية في مركز الوزارة رئيساً وأعضاءً لمتابعتهم
المستمرة في تنفيذ البرنامج كما وشكر المدارس التي اهتمت بتنفيذه وسعت لتحقيق
الهدف الذي وجد من أجله. والشكر موصول أيضاً لمركز حماية وحرية الصحفيين للدعم الكبير
الذي يقدمونه واهتمامهم بتعميم المشروع ، آملين مزيداً من الدعم لإيصال المشروع
إلى جميع مديريات التربية والتعليم في المملكة .
ومن جانب آخر قال رئيس تحرير جريدة الدستور الدكتور نبيل
الشريف في كلمة له نيابة عن المؤسسات الإعلامية الشريكة أن أهمية المشروع تنبع من
أنه نموذج للشراكة المثمرة والمتميزة مؤكداً أن كل الشركاء في هذا البرنامج يعملون
معاً من أجل مصلحة الوطن .
وأشار إلى أن برنامج التعليم عبر الصحافة يخدم الصحافة
نفسها لأن المؤشرات تكشف عن ابتعاد الشباب عن قراءة الصحف.
وقال الشريف علينا الاعتراف أننا نواجهه أزمة لأن الشباب
ما عادوا يقرأون الإعلام التقليدي، مبينا إنهم اتجهوا إلى الإنترنت وغرف الحوار
وإلى الرسائل القصيرة SMS .
وأضاف: لست ممن يؤمنون بأن من الضرورة أن يحل شيء مكان
الآخر، فليس من الضروري أو المؤكد أن تحل الصحافة الإلكترونية مكان الصحافة
المكتوبة .
وتابع القول: أن الصحافة المكتوبة لا يقتصر دورها على
التوعية والتثقيف بل هي نافذة أساسية لحرية التعبير.
وأكد أن الصحافة المكتوبة بادرت للتعامل مع المستجدات
وبدأت بالتغيير وهي اليوم لديها مواقع إلكترونية فاعله وتفاعلية مع جمهور القراء.
وجدد التأكيد على أن برنامج التعليم عبر الصحافة يسد
حاجة كبيرة للصحف ويشكل حلقة ارتباط بين الإعلام والشباب الذين لا يمكن أن يقوموا
بدورهم دون وعي وثقافة ومعرفة بما يدور حولهم وهو ما تحققه الصحف لهم.
وألقى الرئيس التنفيذي لشركة زين الداعمة للمشروع
المهندس سعد ناصر كلمة أعرب فيها عن اعتزاز الشركة لدعم أحد المبادرات الهامة
مؤكداً أن دعم زين لبرنامج التعليم عبر الصحافة يأتي انسجاماً مع إستراتيجية الشركة
الرامية إلى الإسهام بصورة فاعلة ومؤسسية في دعم القطاعات التنموية المختلفة في
المملكة وعلى رأسها التعليم والتدريب .
وأضاف : فمنذ تأسيسها ، تجاوزت التزامات زين حدود تطوير
قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ، إذ تتبنى الشركة برنامجاً وخطة لإطلاق
مبادرات خاصة بها لدعم التعليم والصحة والتنمية والرياضة كما تدعم العديد من
المبادرات الوطنية الهادفة للعديد من الوزارات والمؤسسات الحكومية .
وقال : إن تركيزنا في زين على دعم القطاع الأكاديمي ،
يأتي إيماناً منا بأن التعليم هو الأداة الفعالة في تحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي
والفكري والثقافي، وسنواصل التزامنا القوي لتسخير طاقاتنا في دعم الطلبة والشباب
ليكونوا خير بناة لمستقبل أردننا الحبيب .
وتحدث رئيس مركز حماية وحرية الصحفيين الزميل نضال منصور
عن المشروع فقال أن إتحاد الناشرين الدوليين أطلقة قبل سنوات من أجل إيجاد حلول
لدفع الشباب إلى معاوده قراءة الصحف مشيراً إلى أنه ينفذ في أكثر من 60 دولة .
وقال أن هذا البرنامج ما كان يمكن أن ينجح وأن يمضى لولا
شراكة وزارة التربية وانفتاحها وأيضاً لولا دعم الشركاء الصحف اليومية الدستور
والرأي والغد وشركة زين .
وأوضح أن البرنامج يحقق مصلحة مشتركة للهيئة التعليمية
ولوسائل الإعلام فهو من جهة يعيد الشباب لقراءة الصحف ومن جانب آخر فإن الصحف تشكل
نوافذ معرفية وقنوات للتفاعل مع المجتمع وقضاياه.
وأعرب منصور عن أمله بأن يتطور البرنامج في أكثر من
اتجاه من بينها تخصيص الصحف لصفحات لطلاب المدارس بالإضافة إلى تنظيم معسكرات
صيفية للقراء المبدعين، داعياً إلى مساندة الجهود لتعميم هذا البرنامج في كل مدارس
وزارة التربية والتعليم .
وكان الزميل بسام بدارين عريف الحفل قد أكد أن هذا
المشروع يطلق آفاق رحبه للطلبة للمعرفة وبناء الفكر .
ونوه بأن البرنامج الذي ينفذ في 24 مدرسة في محافظات
مختلفة بالأردن أستطاع أن ينجز ما يقارب 1500 حصة صفية استفاد منها 6500 طالبة
وطالب.
وأشار إلى أن هذا البرنامج يأتي لتعزيز الإطار المعرفي
المتراكم لدى الطلبة بتنويع مصادر التعلم .