أفاد بيان صادر عن المستشفى الذي تعالج فيه الإعلامية اللبنانية مي شدياق أنه تم بتر ساقها ويدها اليسرى وأن حالتها مستقرة، فيما تواصلت ردود الفعل المحلية والدولية المنددة بالتفجير الذي استهدفها أمس الأحد.
وقال الجهاز الطبي في مستشفى أوتيل ديو إن شدياق “أصيبت إصابات بالغة وتم بتر ساقها ويدها اليسريين، وهي تعاني من كسرين في الساق اليمنى والحوض بالإضافة إلى حروق في اليد اليمنى وجروح طفيفة في أنحاء جسمها”.
وأوضح أنها “تخضع لسلسلة عمليات متواصلة وحالتها العامة مستقرة من ناحية الوظائف الحياتية الأساسية وتحتاج إلى مراقبة مكثفة لبضعة أيام”.
وقال متطوع بالصليب الأحمر نقل شدياق إلى المستشفى إنها كانت بوعيها طوال الوقت ولكنها تعاني من آلام مبرحة.
وكانت شدياق (43 عاما) المعروفة بانتقاداتها لسوريا قد أصيبت جراء عبوة زرعت في سيارتها من طراز رينج روفر والتي انفجرت بمجرد أن أدارت المحرك في منطقة غدير قرب جونيه شمال بيروت. وقدر مصدر أمني وزن العبوة بنحو 500 غرام من المواد المتفجرة.
وآخر ظهور لشدياق على شاشة أل.بي.سي كان أمس حيث استضافت صحفيا لبنانيا وطرحت عليه أسئلة بشأن التحقيقات الدولية في اغتيال الحريري ومدى تورط سوريا في الحادث. كما ناقشت ما يسمى بالتحركات الدولية لعزل سوريا وإمكانية تغيير النظام الحاكم في دمشق.
الإدانات تتواصل
وقد تواصلت الإدانات المحلية والدولية المنددة بالحادث حيث أدان الرئيس اللبناني إميل لحود هذه العملية، معتبرا أنها “تضاف إلى جرائم سابقة نفذت بالأسلوب نفسه مما يؤكد أن يد الغدر واحدة والهدف واحد والمتآمرين هم أنفسهم الذين يستهدفون لبنان”.
من جهته قال رئيس الوزراء فؤاد السنيورة في تصريحات أدلى بها خارج المستشفى الذي ترقد فيه شدياق أن التفجير “مرتبط بلا شك بقضية التحقيق الدولي في اغتيال رفيق الحريري، وسنبذل قصارى جهدنا للكشف عن مرتكبي هذه الجرائم”.
كما وصف وزير الخارجية فوزي صلوخ محاولة اغتيال شدياق “بالاعتداء الذي يعد جريمة فظيعة نكراء يستنكرها لبنان الوطن بجميع أطيافه وأحزابه وناسه, وجريمة ضد الأمن والاستقرار والسيادة والاستقلال وليست ضد المؤسسة الإعلامية فحسب”.
وذكر وزير الإعلام اللبناني غازي العريضي لوكالة الأنباء الألمانية أن “الأيادي الآثمة تطال مرة أخرى الأصوات الحرة والصحفيين في لبنان”.
دولياً أدان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الانفجار في بيان نشره المتحدث باسمه أمس بعد ساعات من تعرض شدياق لمحاولة الاغتيال، معتبرا أن مثل هذه “الأعمال الشنيعة تشكل اعتداء ليس فقط على المواطنين اللبنانيين ولكن أيضا على المبادئ الأساسية لمجتمع ديمقراطي تأتي في طليعتها حرية الصحافة”. وطالب أنان الحكومة اللبنانية بمتابعة ملف القضية وعدم التسامح مع منفذيها وإحالتهم إلى القضاء ومعاقبتهم.
وفي باريس أصدر المتحدث باسم الخارجية الفرنسية بيانا أدان فيه بشدة الاعتداء على شدياق، مشيرا إلى أن بلاده تقف إلى جانب السلطات اللبنانية “لتبيان كل الحقيقة حول هذا العمل الإرهابي”.
واعتبر المتحدث أن التفجير محاولة جديدة للنيل من حرية الصحافة بعد عملية اغتيال الصحفي سمير قصير الذي يحمل الجنسيتين الفرنسية واللبنانية والذي قتل جراء تفجير سيارته.
الصحافة تدين
وجاءت ردود الفعل الدولية هذه بعد إعراب منظمة “مراسلون بلا حدود” في بيان لها عن صدمتها الشديدة للحادث الذي وصفته بالعمل الوحشي، واعتبرت أن الصحفيين اللبنانيين يعملون في أجواء غير آمنة.
كما أصدر اتحاد الصحفيين في سوريا أمس بيانا أدان فيه بشدة “الاعتداء الغاشم” الذي استهدف حياة الإعلامية شدياق، ووصفه بأنه جريمة نكراء تستهدف أقلام الصحفيين وحرياتهم حسبما ذكرت وكالة الأنباء السورية.
وأكد الاتحاد “ضرورة كشف مرتكبي هذه الجريمة الإرهابية وتقديم الفاعلين إلى القضاء لينالوا جزاءهم”، معربا عن تمنياته بالشفاء العاجل للزميلة المصابة ومؤكدا أن حماية الصحفيين والإعلاميين عموما مسؤولية المجتمع بكامله باعتبارهم دعاة الحقيقة ورسل التنوير في عصر الإعلام”.
يذكر أن صحفيين وسياسيين لبنانيين استهدفوا في 12 حادث انفجار من هذا النوع منذ اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري يوم 14 فبراير/شباط الماضي.