يقف محمد سعيد محفوظ ـ الصحفي بالأهرام ومقدم التحقيقات التلفزية ـ أمام البرلمان الإيطالي في الثانية والنصف من بعد ظهر الأربعاء 21 يوليو 2005 للإدلاء بشهادته في جريمة قتل الصحفية الإيطالية إيلاريا آلبي وزميلها المصور ميران هروفاتين، والتي وقعت في العاصمة الصومالية مقديشيو عام 1994.
وكان سعيد قد أجرى تحقيقاً حول الجريمة ضمن حلقة من برنامج له بعنوان (على ذمة التحقيق) عرض على قناة أبوظبي الفضائية، وتضمنت الحلقة أدلة تثبت براءة المتهم الصومالي حاشي عمر حسن، الذي حكم عليه القضاء الإيطالي بالسجن مدى الحياة بتهمة ارتكابه جريمة قتل، وقد تعرض سعيد هو الآخر لمحاولة اغتيال خلال إجرائه التحقيق في الصومال من قبل سلطان مدينة بوساسو، وهو أحد من يشتبه في ضلوعه بالجريمة، ويعرف باسم كنج كونج.
وعلى أثر إذاعة الحلقة قام البرلمان الإيطالي بتشكيل لجنة لإعادة فتح ملف التحقيق في الجريمة التي هزت الرأى العام في إيطاليا، واعتقد الكثيرون ضلوع الحكومة والمخابرات الإيطالية فيها، خاصة وأن الصحفية كشفت قبل اغتيالها عن أسرار خطيرة تتعلق بانتهاكات الجنود الإيطاليين الذين شاركوا في عملية الأمم المتحدة لحفظ السلام بالصومال بين عامي 1993 و1995، والتي عرفت باسم عملية (استعادة الأمل)، وصفقات دفن النفايات السامة على الشواطئ الصومالية وتهريب الأسلحة إلى الفرق الصومالية المتناحرة، وهي الصفقات التي تورطت فيها المخابرات والمافيا الإيطالية، وفقاً لما استخلصته إيلاريا في ذلك الوقت.
وقد عرفت إيلاريا آلبي ـ التي عملت مراسلة لتليفزيون راى ـ باهتمامها بقضايا العالم العربي والإسلامي، وإتقانها الملفت للتحدث باللغة العربية، وبخاصة اللهجة المصرية، وقد تأسست باسمها في أوروبا جائزة صحفية سنوية، كما أطلق اسمها على الشارع الذي تقع فيه محطة تليفزيون راى في روما.
وينتظر أن يدلي محمد سعيد محفوظ بشهادته في حضور رئيس البرلمان الإيطالي وعشرين من أعضاء لجنة التحقيق، في جلسة مغلقة تستغرق نحو خمس ساعات، وكان سعيد قد تلقى دعوة البرلمان قبل شهر.