قدمت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) اليوم الجمعة 2 يونيو/ حزيران شكوى رسمية إلى وزير الداخلية المصري، حبيب العادلي، بعد الاعتداء الذي قام به أفراد من الأمن المصري على أربعة صحفيين، يعمل اثنان منهم لدى بي بي سي.
وقد وقع الاعتداء يوم الخامس والعشرين من مايو/ أيار في القاهرة، أمام مرأى رجال أمن مصريين بملابسهم الرسمية، لكنهم لم يتدخلوا لمنعه. وجاء الاعتداء في أعقاب اجتماع للجمعية العمومية لنقابة الصحفيين، كانت بي بي سي تقوم بتغطيته.
بدأ الحادث الذي وقع دون أن يسبقه استفزاز، عندما اعترضت سيارة أجرة، بصورة مقصودة، السيارة التي تقل أربعة صحفيين بينهم صحفيتا بي بي سي، دينا سمك ودينا جميل.
وقد غادر سيارة الأجرة خمسة رجال بملابس مدنية وأحاطوا بسيارة الصحفيين. وانضم إليهم مباشرة عشرة مهاجمين آخرين كانوا ينتظرون في الشارع.
وبحسب المنظمة العربية لحرية الصحافة فقد قام المهاجمون بكسر زجاج السيارة الأمامي والزجاج الجانبي، ثم وجهوا ألفاظا مسيئة لركابها. ثم سحب اثنان من الصحفيين إلى خارج السيارة وتعرضا لاعتداء. ووقع الاعتداء أمام مرأى ضباط أمن بملابسهم الرسمية لكنهم لم يتدخلوا لإيقافه. وقد تعرض الصحفي، كريم الشاعر، لضرب شديد. ونقل بعد ذلك إلى سيارة شرطة ولا يزال رهن الاحتجاز.
وقدم الصحفيون شكوى إلى الشرطة في المنطقة. كما رفعت نقابة الصحافيين أيضا شكوى إلى النائب العام، لكن لم ترد لحد الآن أي استجابة أو إشارة على بدء تحقيق في الحادث.
يأتي هذا الحادث بعد حادث اعتداء آخر على الصحافي محمد طه أحد صحافيي بي بي سي في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي. وقد استلمت بي بي سي آنذاك اعتذارا رسميا من السفير المصري لدى المملكة المتحدة، جهاد ماضي.
يذكر أن لدى بي بي سي مكتبا صحفيا كبيرا في وسط مدينة القاهرة بسبب موقعها المتميز في العالم العربي كعاصمة دبلوماسية وكمركز للتنوع في مجال الثقافة والتعليم. وقد دعا رئيس خدمة الشرق الأوسط وأفريقيا في بي بي سي، جيري تيمنز، وزير الداخلية المصري إلى التحقيق في الحادث وضمان أن تتمكن بي بي سي من الاستمرار في أداء عملها الصحفي المشروع.
وكتب تيمنز قائلا: "عبر العقود الماضية كانت بي بي سي تشعر بالترحاب في مصر ونحن نثمّن، بإخلاص، وجودنا هناك والعلاقات التي أقمناها في بلدكم".
وأضاف: "أودّ منكم تأكيدا على أنكم ستحققون في الحادث الأخير وعلى أن بي بي سي تحظى بدعمكم في مواصلة عملها الصحفي المشروع".
كما بعث رئيس القسم العربي حسام السكري بخطابات لوزيري الداخلية والإعلام وللسفير المصري في لندن، أرفقت مع شكوى تيمنز، يشير فيها إلى ضرورة أن يكون رد السلطات المصرية وسرعة التحقيق في الأمر تأكيدا لرفض المسؤولين لمثل هذه الممارسات. وقال السكري: "لأننا متأكدون من إيمانكم بالمبادئ التي نحرص عليها جميعا من احترام حقوق الإنسان ومراعاة أوضاع الصحفيين في مصر، نرجو منكم متابعة هذه الشكوى والتحقيق في وقائع ما حدث. ونتمنى أن توافونا بنتائج التحقيق ورد السلطات المصرية في أقرب وقت ممكن".
ويتزامن هذا مع اعتقال الشرطة في جامبيا باعتقال الصحفي لارمين تشيم، في ذات الأسبوع. وكان تشيم يساهم بانتظام في برامج بي بي سي الموجهة إلى أفريقيا وقد اعتقل في العاصمة الجامبية، بانجول، دون توجيه تهمة.