أعربت منظمة “مراسلون بلا حدود” أمس الأحد عن قلقها من إعادة اعتقال الصحفي في قناة الجزيرة تيسير علوني من قبل الشرطة الإسبانية مساء الجمعة في غرناطة.
وذكرت المنظمة أن علوني كان قد اعتقل للمرة الأولى في سبتمبر/ أيلول 2003 في إسبانيا ثم أطلق سراحه بعد شهر لأسباب صحية، ثم أعيد اعتقاله مرة ثانية ووضع في الحبس الاحتياطي في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني 2004، وأطلق سراحه خلال محاكمته ووضع تحت المراقبة القضائية.
من جانب آخر دعت منظمة أصدقاء الإنسان الدولية الحكومة الإسبانية إلى الإفراج الفوري عن علوني. وعبرت المنظمة في رسالتها إلى وزير العدل الإسباني خوان لوبيز أغوليار عن قلقها العميق على صحة علوني.
كما دعت القضاء الإسباني إلى عدم إدانة علوني بسبب لقاء صحفي أجراه، والذي يتوق كثير من الصحفيين في العالم إلى إحراز السبق به. وقالت إنه في حال إدانة علوني سيكون هذا القضاء قد ارتكب ما دعتها جريمة غوانتاموية بحق الإعلام الحر.
وكانت اللجنة العربية للدفاع عن الصحفيين قد رفضت أي إدانة لرئيسها تيسير علوني الذي اعتقلته الشرطة الإسبانية من جديد مساء الجمعة, معتبرة أن هذه الخطوة تنم عن نية مبيتة ضده بعدما أثبتت مداولات المحكمة براءته من التهم الموجهة إليه.
وقالت الجمعية التي تتخذ من الدوحة مقرا لها في بيان تسلمت الجزيرة نت نسخة منه إنها ستطعن في أي إدانة لعلوني أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، مشيرة إلى أن المحاكمة تجرى خارج إطار القضاء الطبيعي وتهدد حرية الصحفي.
من جهته اعتبر الناطق باسم اللجنة العربية لحقوق الإنسان هيثم المناع أن تغيير موعد المحاكمة يعبر إما عن تلاعب أو تخبط من القضاء الإسباني, فلا يمكن حسب قوله تغيير موعد المحاكمة مرات, لأن هناك حجزا لمراقبين دوليين سيحضرون المحاكمة, وقد عدل موعد هذا الحجز مرة أو مرتين.
وقال خوسي لويس غالان محامي علوني في اتصال مع الجزيرة نت إنه ليس على اتصال بموكله الذي نقل الليلة الماضية إلى سجن غرناطة على أن ينقل اليوم الاثنين إلى مدريد ورجح قراءة الحكم في جلسة علنية.
وقال لويس غالان إنه ينوي استئناف الحكم ضد علوني إن لم يبرأ من التهم الموجهة إليه أمام المحكمة العليا الإسبانية ثم المحكمة الدستورية, وإن لم تكلل مساعيه بالنجاح فسيطعن في الحكم أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان التي لا تنظر في القضايا إلا بعد استنفاد كل الطرق القانونية أمام محاكم الدول الأعضاء فيها.
وقد اعتقل علوني بأمر من قاضي شؤون الإرهاب الإسباني بالتسار غارسون بعد أن ظل خاضعا للمراقبة بطلب من مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي, قبل أن يوضع في مارس/آذار الماضي تحت الإقامة الجبرية بعد اعتلال صحته, وسط حملة تضامن دولية واسعة. وقد أسقط القضاء الإسباني كل التهم الموجهة إليه باستثناء تهمة لقاء زعيم القاعدة أسامة بن لادن بأفغانستان.
فيما أفاد مصدر قضائي ان قاضيا اسبانيا اكد الاثنين اعتقال مراسل قناة الجزيرة تيسير علوني المتهم بالانتماء الى تنظيم القاعدة لقرب صدور الحكم في حقه وخشية فراره.