نظم مركز إعلام، وهو مركز إعلامي للمجتمع العربي الفلسطيني في اسرائيل، نقاشا مفتوحا بين الصحافيين العرب في مناطق الـ48 وبين هانز فيربيلغ ممثل الفدرالية الدولية للصحافيين، وهي أكبر منظمة صحافية حيث تمثل حوالي 500 ألف صحافي من 100 دولة.
في بداية اللقاء عرض فيربليغ بعض مشاريع الفدرالية منها دعم الصحف ووسائل الإعلام المختلفة، المساعدة في تنظيم ورشات تدريب للصحافيين، وتطوير تنظيمات للدفاع عن حقوق الصحافيين. ومن ثم تم تقديم استعراض تاريخي لتطور الإعلام العربي ما بعد سنة 1948، بعد أن تم تدمير جميع المؤسسات الفلسطينية ومن ضمنها المؤسسات الصحافية التي ازدهرت قبل النكبة في العام 1948 المشؤوم، ولم تصمد أمام تلك الهجمة سوي صحيفة الاتحاد ، لسان حال الحزب الشيوعي في اسرائيل. وأشار الحضور إلي أن وضع الإعلام العربي حاليا هو صورة مصغرة عن الحالة العربية العامة، فالصحافة العربية تعاني من أبرتهايد اقتصادي أولا ثم سياسي يودي ببعضها للخضوع لشروط ذلك الأبرتهايد وللآخر بمقاومته.
وقبل الدخول في المشاكل والتحديات التي يعاني منها المجال الإعلامي أكد الحضور كبر المسؤولية الملقاة علي عاتق الصحافة العربية التي يكبر دورها في ظل غياب مؤسسات وطنية تمثل مصالح وتطلعات المجتمع العربي، ثم شددوا علي أن المشكلة الأساسية تكمن في دور السياسات الإسرائيلية في منع تطوير اقتصاد عربي حر وقوي، الأمر الذي أدي إلي واقع الإلحاق الاقتصادي الذي ينسحب علي جميع مجالات الحياة، وإلي ربط الإعلام المحلي بشركات الإعلان الإسرائيلية الخاصة والحكومية التي بدورها لا تعزو أية أهمية للسوق العربي، بل تخصص له ما يعادل واحداً الي واحد ونصف بالمائة من مجمل ميزانية الإعلانات.
سياسة الإلحاق الاقتصادي تلك أنتجت ثقافة تنسجم معها، ثقافة الفقر التي تخالف منطق قوانين السوق الاقتصادي الحديثة التي تري في زيادة الكفاءة والمهنية وتحسين المنتوج أهم وسيلة للربح، مستعيضة عنها بالبحث عن الأسعار المتدنية حتي ولو أدي ذلك إلي رداءة المنتوج. الأمر الذي ينعكس سلبا علي مستوي ومهنية صحافتنا وصحافيينا. وأشار الحضور وبمرارة إلي أن تطوير كفاءات إعلامية في ظل هذا الوضع ربما يخلق أزمة ويأتي بنتيجة معاكسة إذ لا تجد الكفاءات المتدربة سوق عمل ملائماً لها مما يلحقها بسوق البطالة والإحباط.
مع ذلك أجمع البعض أن نقطة البداية التي بوسعها الخروج من هذا الوضع هي اتخاذ قرار ذاتي بكسر التبعية الاقتصادية والسياسية لمكتب الإعلانات الحكومي وللشركات الإسرائيلية، وتطوير موارد عربية لتمويل كافة مؤسساتنا، الإعلامية منها بشكل خاص. وفي نهاية الاجتماع تم الاتفاق علي دور الصحافيين العرب أنفسهم في تعزيز الثقة بين المجتمع وبين إعلامه وذلك عن طريق مناقشة العقبات التي تقف أمام تطوير إعلامنا المحلي والبحث عن سبل لتذليلها، وفي هذا السياق يكمل مركز إعلام تنظيم لقاءات محلية ودولية للخروج بتوصيات عملية في المجال.