مركز الدوحة لحرية الاعلام – قتل ناشط إعلامي أمس “السبت” في ريف إدلب السورية بغارات لطيران النظام، أدت أيضاً إلى مقتل وإصابة العشرات من المدنيين.
ونعت وكالة “سمارت” التابعة للمعارضة السورية مراسلها عبادة غزال (أبو عامر) الذي “قضى جراء إلقاء الطيران المروحي براميل متفجرة على بلدة تفتناز، حيث أصيب بشظايا في منطقتي الصدر والكتف”، وفق ما جاء على موقع الوكالة الإخباري.
وقتل خلال سنوات الثورة السورية العشرات من الناشطين الإعلاميين إما بقصف قوات النظام، أو في أقبية أجهزة الأمن تحت التعذيب، حيث بدأ النظام باستهداف الناشطين منذ الأيام الأولى للثورة، بعد أن قاموا بفضح ممارساته القمعية من خلال الاتصال بوسائل الإعلام، أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
وأشاد مدير مؤسسة “سمارت” في تصريح صحافي بمناقب الزميل عبادة، وقال: “عرفناه صديقاً حراً وفياً، وزميلاً متفانياً بالعمل، نفخر بعبادة واحداً من فريق سمارت، ونعاهده ومن سبقه من شهداء الثورة من إعلاميين وناشطين أن نتابع طريقنا الذي خطيناه معاً في ثورتنا”.
بدأ “عبادة” نشاطه الإعلامي مع انطلاق الثورة في سورية، حيث شارك في أعمال المكتب الإعلامي لمدينة تفتناز، ونقل ما يجري من مظاهرات وحراك داخلها، ثم انضم إلى المكتب الإعلامي للواء “أحفاد علي”، التابع لحركة “أحرار الشام” الإسلامية، لينتهي به المطاف في مؤسسة سمارت.
وغطى الراحل عدداً من المعارك التي خاضها الثوار ضد قوات النظام، وخاصة في ريفي إدلب وحلب، حيث “سخّر عبادة نفسه للقضية التي آمن بها، ولم يتركها إلا شهيداً على أرض بلده التي لم يفارقها، وقد كان من الناشطين الأوائل الذين حملوا الكاميرا مع بداية الثورة، اجتهد وتطور بسرعة ليصبح من أهم إعلاميي الثورة”، وفق أحد زملائه.
ونشط عدد كبير من الشباب السوري إعلامياً خلال سنوات الثورة، بحيث باتوا “ظاهرة إعلامية ثورية مهمة، حيث أرّق هؤلاء الشباب أجهزة النظام التي جعلت منهم هدفاً مباشراُ، فالكلمة والصورة ألد أعداء الأنظمة الاستبدادية القمعية”، كما يقول إعلامي سوري.
ونعى صحافيو وناشطو إدلب الناشط الإعلامي عبادة غزال “بعد أن طاولته يد الغدر الآثمة من براميل قوات الأسد في بلدة تفتناز، في خرق واضح للهدنة المبرمة بين جيش الفتح وإيران”، كما جاء على صفحة شبكة أخبار إدلب على “فيسبوك”.
وأضافت: “الشهيد من أوائل الناشطين في محافظة إدلب، ساهم بدور كبير في نقل وقائع الأحداث الميدانية والعسكرية في بلدته تفتناز وسائر مناطق الريف الإدلبي منذ انطلاقة الثورة السورية المباركة، ووثق بعدسته العشرات من المجازر التي ترتكبها قوات النظام بحق الشعب الأعزل في محافظة إدلب، ليختم مسيرته العطرة اليوم شهيداً على تراب بلدته الغالية تفتناز”.
وختمت بالقول: “ستبقى عدسته خنجراً مسموماً في خاصرة النظام المجرم حتى تحقيق الهدف الأسمى في الحرية، والتخلص من الاستبداد التي طالما طالب بها الشهيد البطل”.