التحقيق مع شقفة .. والتمييز والتحريض على الكراهية واغتيال الشخصية بحق قناة رؤيا
مقدمة
للشهر الثاني على التوالي؛ تصدر شبكة المدافعين عن حرية الإعلام في العالم العربي “سند” والتي يتولى مركز حماية وحرية الصحفيين إدارتها ثاني تقاريرها الرصدية الشهرية الخاصة بحالة الحريات الإعلامية في الأردن لشهر شباط/ فبراير 2015، والتي ترصد وتوثق الانتهاكات والاعتداءات التي يتعرض لها الإعلاميون بسبب عملهم ونشاطهم الإعلامي.
وثق الباحثون في شبكة “سند” حالتي انتهاك وقعتا خلال فبراير 2015، الأولى وقعت على مشرف الموقع الإلكتروني لصحيفة السبيل “عيسى شقفة”، بينما وقعت الحالة الثانية على قناة رؤيا ومالكها ومديرها حيث بثت قناة يوتيوب لتنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية “داعش” فيديو يتضمن تحريضاً وتمييزاً على قناة رؤيا ومالكها ميشيل الصايغ ومديرها فارس الصايغ، وإضافة إلى هاتين الحالتين تابعت الشبكة قضية الصحفيين الموقوفين منذ نهاية يناير الماضي الزميلين هاشم الخالدي وسيف عبيدات وحجب موقع سرايا الإخباري.
وتشير شبكة “سند” بأن حالة انتهاك واحدة قد تتضمن على أكثر من نوع وشكل من أنواع الانتهاكات، فحالة منع أحد الصحفيين من تغطية حدث ما ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ قد تتضمن إضافة إلى المنع من التغطية، حجز حرية، أو اعتداء جسدي، وغيره من أشكال الاعتداءات التي قد تواجه الإعلاميين أثناء قيامهم بواجبهم المهني.
وتعمل وحدة رصد وتوثيق الانتهاكات الواقعة على الإعلاميين “عين” التابعة لشبكة “سند”، إلى جانب وحدة المساعدة القانونية للإعلاميين “ميلاد” التابعة لمركز حماية وحرية الصحفيين بشكل مشترك، أولاً لرصد وتوثيق الانتهاكات، وثانياً تقديم العون القانوني للإعلاميين إن احتاجوا لذلك.
متابعات
توقيف الخالدي وعبيدات وحجب موقع “سرايا“
استمرت وحدة رصد وتوثيق الانتهاكات الواقعة على الإعلاميين “عين” التابعة لشبكة “سند”، إلى جانب وحدة المساعدة القانونية للإعلاميين “ميلاد” التابعة لمركز حماية وحرية الصحفيين بمتابعة حالة توقيف الصحفيين هاشم الخالدي وسيف عبيدات وحجب موقع سرايا نيوز، والتي نشرها التقرير في عدده الأول لشهر كانون الثاني/ يناير الماضي، حيث أحيل الخالدي وعبيدات يوم 28/1/2015 إلى مدعي عام محكمة أمن الدولة للتحقيق معهم حول نشر الموقع خبرا صحفيا تحت عنوان “محامي التنظيمات الإسلامية: صفقة التبادل مع داعش تمت وساجدة الريشاوي أصبحت بالعراق”، وقد صدر بحقهما مذكرة توقيف على ذمة التحقيق لمدة أربعة عشر يوما، وجرى تمديد التوقيف مرتين.
ولم يتمكن المحامون في وحدة المساعدة القانونية للإعلاميين “ميلاد” من تقديم طلبات لإخلاء سبيلهما أو طلب عدم اختصاص المحكمة، وكذلك المطالبة بإلغاء حجب الموقع لأن إضبارة القضية التحقيقية غير موجودة، لا في محكمة أمن الدولة، ولا في مديرية القضاء العسكري.
ووجد مركز حماية وحرية الصحفيين أن توقيف الصحفيين بهذه الطريقة فيه خرق صارخ للقانون وقواعد العدالة، ابتداء ببراءة المتهم حتى تثبت إدانته، مروراً بضمانات المحاكمة العادلة.
وبناء عليه واستمراراً لمتابعة هذه القضية، أرسل مركز حماية وحرية الصحفيين يوم 11/2/2015 رسالة إلى وزير الدولة لشؤون الإعلام الدكتور محمد المومني للمطالبة بالتدخل “صوناً للعدالة وحماية لحقوق الصحفيين”.
وتضمنت الرسالة مطالعة قانونية من محامي وحدة “ميلاد” التابعة للمركز المحامي عبد الرحمن الشراري، والتي يوضح فيها كل الإجراءات التي اتخدت لمتابعة قضية الخالدي وعبيدات قانونياً، والمشاكل التي يواجهها المركز بسبب غياب ملف القضية ورقمها بما يخل بضمانات حق الدفاع المقدس ومعايير المحاكمات العادلة.
ويوم 23/2/2015 أرسل المركز رسالة إلى عطوفة مدير القضاء العسكري مهند حجازي جاء فيها أن “استمرار عدم وجود ملف للقضية التحقيقية يشكل عائقاً ومانعاً من ممارسة المحامون لعملهم، وبالتالي حرمان الصحفيين والموقع من أبسط حقوق الدفاع التي كفلها الدستور الأردني والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وقانون أصول المحاكمات الجزائية، وقانون المطبوعات والنشر”.
ولاحقاً أطلق سراح الزميلان الخالدي وعبيدات يوم 8/3/2015 أثناء إعداد هذا التقرير.
رصد وتوثيق الانتهاكات الواقعة على حرية الإعلام في الأردن
فبراير/ شباط 2015
وثق الباحثون في شبكة “سند” حالتي انتهاك، الأولى وقعت على مشرف الموقع الإلكتروني لصحيفة السبيل “عيسى شقفة”، بينما وقعت الحالة الثانية على قناة رؤيا ومالكها ومديرها حيث بثت قناة يوتيوب لتنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية “داعش” فيديو يتضمن تحريضاً وتمييزاً على قناة رؤيا ومالكها ميشيل الصايغ ومديرها فارس الصايغ.
وتعتقد شبكة “سند” أن الحالتان تضمنتا على 4 أشكال من الانتهاكات تكرر بعضها أكثر من مرة ليصل عدد الانتهاكات إلى ثمانية، حيث تكرر انتهاك التمييز على أساس العرق والجنس والدين والفكر وايضاً انتهاك التحريض على الكراهية والحض على العنف واغتيال الشخصية 3 مرات لكل منهما حيث وقعت على 3 أطراف هم قناة رؤيا ومالكها ومديرها، وتعتبر هذه الأفعال بالقانون الوطني جرائم قدح وذم.
وتضمنت حالة الزميل “عيسى شقفة” على انتهاكين تمثلا بالاستدعاء الأمني للتحقيق وحجز الوثائق الرسمية.
الحقوق الإنسانية المعتدى عليها:
ويرى الباحثون أن حالة قناة رؤيا ومالكها ومديرها الاعتداء على الحق في معاملة تمييزية وتتضمن نوعين من أنواع الانتهاكات هما: التمييز على أساس العرق والجنس والدين والفكر، إضافة إلى التحريض على الكراهية والحض على العنف واغتيال الشخصية، وتكررا 3 مرات في هذه الحالة.
وفي حالة الزميل شقفة يعتقد الباحثون أنه تعرض لاعتدائين على حقوقه الإنسانية، حيث تضمنت حالته الاعتداء على الحق في حرية الرأي والتعبير بسبب استدعائه للتحقيق الأمني بسبب عمله الصحفي، إضافة للاعتداء على “حق التملك” من خلال حجز هويته وأوراقه الرسمية التي تثبت شخصيته، وقد تكرر كل منهما مرة واحدة.
NO | نوع الانتهاك | التكرار | % |
1 | التمييز على أساس العرق والدين والفكر و… | 3 | 37.5% |
2 | التحريض على الكراهية والحض عل ىالعنف واغتيال الشخصية | 3 | 37.5% |
3 | الاستدعاء الأمني للتحقيق | 1 | 12.5% |
4 | حجز الوثائق الرسمية | 1 | 12.5% |
المجموع | 8 | 100% |
- الاستدعاء الأمني للتحقيق بمناسبة العمل الإعلامي .
بتاريخ 10/2/2015 قام الموظف المسؤول على الحدود الأردنية-السعودية بتأخير الصحفي “عيسى شقفة” المشرف على الموقع الإلكتروني لصحيفة السبيل اليومية على الحدود بما يقارب الساعة، وذلك اثناء ذهابه للأراضي السعودية، وقام الموظف بدوره بتسليم جوازه للأجهزة الأمنية، وأخذت منه معلومات عن مكان السكن ورقم الهاتف والعنوان وطبيعة العمل، وطُلب منه بعد ذلك الانتظار بقاعة الجلوس، حيث تسلم جوازه بعدها بنحو ساعة، وعند عودته من السعودية بعد عشرة أيام تم حجز جواز سفره من قبل السلطات الأمنية على حدود العمري، وتم إعادة تفتيش سيارته مرة أخرى وتفتيشه بشكل شخصي، دون باقي المسافرين ـ حسب ما قاله في الشكوى المقدمة لوحدة “سند” ـ.
وأفاد شقفة للفريق الوطني لرصد وتوثيق الانتهاكات الواقعة على الاعلام في الأردن “عند سؤالي عن سبب الإجراءات التي أتخذت بحقي لم تكن هناك إجابة واضحة، وكانت الإجابة فقط: “هيك (هكذا) التعليمات”، وتم إعطائي ورقة لمراجعة الأجهزة الأمنية يوم 26/2/2015، وورقة أخرى للخروج من نقطة الحدود”.
وأضاف “راجعت الأجهزة الأمنية حسب الموعد المقرر وتم التحقيق معي، ثم طلب مني مراجعة الأجهزة المختصة يوم 1 مارس، وذهبت وقابلت ضابط التحقيق ويجلس بجانبه محقق آخر، وتم سؤالي عن أسباب سفري لبعض الدول وأسبابها والهدف منها، وطبيعة عملي في صحيفة السبيل والموقع الذي أشغله، وعن صلاحياتي بنشر الأخبار على الموقع، وطلبوا مني أن يكون لي زيارات للدائرة ومقابلة ضابط التحقيق وتم تسليمي جوازي، واعدين بعدم تعطيلي مرة أخرى”.
وتعتقد شبكة “سند” أن حالة الصحفي شقفة تتضمن انتهاكي الاستدعاء الأمني للتحقيق وحجز الوثائق الرسمية.
2.التمييز واغتيال الشخصية على قناة رؤيا .
وبتاريخ 14/2/2015 تعرضت قناة رؤيا ومالكها رجل الأعمال الأردني ميشيل الصايغ ومديرها فارس الصايغ لحملة تحريض وتكفير واغتيال الشخصية من قبل ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، وذلك من خلال فيديو نشره التنظيم على قناته على اليوتيوب.
وقام الباحثون في شبكة “سند” بمعاينة الفيديو الذي احتوى على المفاوضات التي أجراها منظر التيار السلفي في الأردن عاصم البرقاوي المعروف بـ “أبي محمد المقدسي” مع التنظيم للإفراج عن الطيار الأردني ـ الذي تبين أنه استشهد لاحقاً ـ معاذ الكساسبة، وقد تضمن الفيديو عبارات القدح والذم والتحريض على الكراهية والتمييز على أساس الدين تجاه “قناة رؤيا الفضائية”.
وتعتقد شبكة “سند” أن قناة رؤيا ومالكها ومديرها قد تعرض كل واحد منهم لانتهاك التمييز على أساس العرق والجنس والمعتقد والفكر، إضافة إلى تعرضهم للتحريض واغتيال الشخصية بسبب العبارات التحريضية التي وردت في الفيديو مما يشكل في القانون الوطني جرائم قدح وذم أيضاً.