شبكة “سند”: “داعش” قتلت 3 إعلاميين عمداً في العراق .. و4 آخرون يفقدون حياتهم أثناء تغطية المواجهات العسكرية مع التنظيم
-
“سند” تحذر من استمرار الممارسات المنتهكة لحرية التعبير والإعلام في الصومال بعد اعتقال 5 إعلاميين تعسفياً خلال أكتوبر وإغلاق مؤسسة إعلامية ..
-
الصحفيون المصريون باتوا يمارسون عملهم بين الخوف من الاعتقال والحبس في محاكمات غير عادلة وحجز حريتهم وحجب المعلومات عنهم في حالات جماعية ..
-
الاحتلال الإسرائيلي يمارس أساليب جديدة للتضييق على الصحفيين الفلسطينيين ومؤسساتهم الإعلامية في فلسطين ..
فقد سبعة إعلاميين حياتهم خلال أكتوبر الماضي، ثلاثاً منهم بالقتل العمد على يد تنظيم “داعش” في العراق، فيما قضى أربعة إعلاميين آخرين أثناء قيامهم بتغطية المواجهات العسكرية ضد التنظيم في العراق وليبيا.
جاء ذلك في التقرير الشهري لشبكة المدافعين عن حرية الإعلام في العالم العربي “سند” والتي يديرها مركز حماية وحرية الصحفيين حول حالة الحريات الإعلامية في العالم العربي لشهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وبين التقرير أن عدد الإعلاميين الذين فقدوا حياتهم منذ مطلع العام الحالي 43 إعلامياً، بينهم 16 إعلامياً قتلوا عمداً، و27 سقطوا ضحايا أثناء قيامهم بالتغطية الإعلامية، فيما بلغ عدد الإعلاميين الذين فقدوا حياتهم منذ عام 2012 وحتى نهاية أكتوبر 2016 إلى 278 صحفياً.
وكان تنظيم “داعش” قد أقدم على تنفيذ حكم الإعدام على المهندس “أحمد الحديدي” والمصور الصحفي “نبيل جاسم محمد” من قناة الفضائية الموصلية رميا بالرصاص في ساحة سوق البورصة الساحل الأيمن بعد اختطافهما لمدة أكثر من عام، وقد نفذ التنظيم بحقهما الإعدام أمام العشرات من المواطنين ونقلت جثتيهما للطب العدلي الشرعي بالموصل.
ونفذ التنظيم حكم الإعدام بحق “دحام محمد” السائق في قناة الموصلية بعد اعتقاله وتعذيبه بتهمة تسريب معلومات عن داعش وجرائمه لوسائل إعلام خارج الموصل، وسلمت جثته للطب العدلي.
وقتل الصحفي العراقي التركماني “أحمد هاجر أوغلو” خلال تغطيته المواجهات بين قوات الأمن وتنظيم داعش في مدينة كركوك شمال العراق، فيما قتل مراسل قناة العراقية “أمير الجبوري” في معارك منطقة الشورة بالموصل، بينما قتل مصور قناة السومرية “علي ريسان” خلال تغطية معارك الشورة ضمن قاطع القيارة جنوبي الموصل.
وفي ليبيا قتل الصحفي الهولندي الحر “جيروين أوريليمانز” في مدينة سرت برصاص قناص تابع لتنظيم الدولة الإسلامية أثناء اشتباكات مسلحة بين قوات البنيان المرصوص التابعة للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، ومسلحي التنظيم شمال المدينة.
وبالإضافة إلى جرائم فقدان الحياة الأكثر جسامة، فقد تعرض ثلاث صحفيين للاختطاف والاختفاء القسري خلال أكتوبر الماضي، ففي سوريا أفرج فصيل جند الأقصى عن مراسل تلفزيون أورينت “محمد الأشقر” بعد اختطافه أثناء اشتباكات بين جند الأقصى وأحرار الشام في جبل الزاوية.
وفي الضفة الغربية قامت أجهزة أمن السلطة الفلسطينية على اعتقال الصحفي في قناة القدس التعليمية “محمود مطر” من بلدة كفر راعي قضاء جنين وأخفته قسراً لمدة أربعة أيام متواصلة دون إعلام عائلته ودون إيراد أي معلومة تذكر حول ما جرى معه قبل أن تطلق سراحه.
وقامت قوات الاحتلال الاحتلال الإسرائيلي على اعتقال الصحفي “ثامر سباعنة” في بلدة قباطية جنوب مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، وذلك بعد اقتحام منزله وقد نقلوه إلى جهة مجهولة.
ولأول مرة تتصدر انتهاكات حجز الحرية وحجز الوثائق الرسمية قائمة الانتهاكات في ارتفاع ملحوظ، إلا أن الراصدين في “سند” يعللون الزيادة في ارتفاع نسب تلك الانتهاكات نتيجة حجز حرية 55 إعلامياً فلسطينياً في منطقة عين الساكوت بطوباس في الأغوار الشمالية قرب الحدود مع الأردن من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي وحجزت هويات عدد كبير منهم، وذلك عندما كانوا في رحلة للمنطقة نظمتها وزارة الإعلام الفلسطينية، فيما تكرر حجب المعلومات عن الإعلاميين من مؤسسات حكومية وأخرى قضائية في مصر 34 مرة.
وحذرت شبكة “سند” من استمرار الممارسات المنتهكة لحرية التعبير والإعلام في الصومال، حيث وثق الراصدون 12 انتهاكاً تمثل أعلاها باعتقال 5 إعلاميين تعسفياً، كما أغلقت قوات الأمن صحيفة واعتقلت رئيس تحريرها حيث قام ضباط الأجهزة الأمنية باقتحام مكاتب صحيفة حوج أجال وصادروا أجهزة الكمبيوتر وآلات التصوير واعتقلوا رئيس تحريرها “عبدى آدم جوليد”.
وفي حالة أخرى قام عملاء أمن صوماليين بإلقاء القبض على طاقم قناة الجزيرة والذي يضم صحفيا ومصورا وسائقا ومرافقا، وأطلقت الأجهزة الأمنية سراحهم بعد يوم من احتجازهم.
ويعتقد الراصدون في “سند” بأن الصحفيون المصريون باتوا يمارسون عملهم بين الخوف من الاعتقال والحبس بعد محاكمات غير عادلة وحجب المعلومات عنهم في حالات جماعية.
وقد وثق التقرير 110 انتهاكات وقعت على الصحفيين ومؤسسات الإعلام في مصر، واللافت أن غالبية الانتهاكات وقعت في حالات جماعية بلغ عددها 28 حالة مقابل 19 حالة فردية، فيما تضمنت الحالات الجماعية قرارات غالبيتها قضائية بمنع التغطية وحجب المعلومات في عدد من المحاكمات التي تشهدها مصر على سياسيين ومعارضين وإعلاميين.
وقد تكررت انتهاكات حجب المعلومات 34 مرة محتلة المرتبة الأولى على قائمة الانتهاكات في مصر، ويليها مباشرة تكرر منع التغطية 26 مرة، فيما تكرر حجز الحرية لـ 22 إعلامياً مصرياً.
واستمرت إجراءات المحاكمات غير العادلة وقد بلغت 10 محاكمات بعضها تضمن قرارات قضائية باستمرار الحبس لثلاثة صحفيين.
ورغم الارتفاع الكمي في عدد الانتهاكات التي وثقها التقرير بشكل عام، وارتفاع عدد القتلى من الإعلاميين خلال أكتوبر الماضي، إلا أن نسبة الانتهاكات الجسيمة بحق الإعلاميين قد انخفضت إلى 17.7% بعد أن بلغت 25% في أيلول الماضي.
ولاحظ التقرير تراجعاً ملموساً في الانتهاكات الصادرة عن “جماعة الحوثي” في اليمن، إلى جانب استمرار تدني حالات الانتهاكات الصادرة عن تنظيم “داعش”، مقابل ارتفاع في نسب الانتهاكات الناتجة عن الاستخدام المتعسف للسلطة من خلال المحاكمات غير العادلة وقرارات حجب المعلومات عن الإعلاميين خاصة في مصر.
ورصد التقرير خلال أكتوبر الماضي 430 انتهاكاً وقعت في 131 حالة، منها 98 حالة فردية و33 حالة جماعية، وتعرض لها 182 إعلامياً وإعلامية، و25 مؤسسة إعلامية، مقابل 265 انتهاكاً وقعت في 94 حالة خلال أيلول الماضي، منها 70 حالة فردية و24 حالة جماعية، وتعرض لها 158 إعلامياً وإعلامية و7 مؤسسات إعلامية.
وتم رصد وتوثيق الاعتداءات على الصحفيين والمؤسسات الإعلامية في 14 دولة عربية وهي: الإمارات، تونس، الجزائر، السودان، سوريا، الصومال، العراق، سلطنة عمان، فلسطين (الضفة الغربية وقطاع غزة)، لبنان، ليبيا، مصر، المغرب واليمن، بالإضافة إلى انتهاكات سلطات وقوات الاحتلال الإسرائيلي.
ووثق التقرير 84 انتهاكاً بحجز الحرية، و56 انتهاكاً بحجز الوثائق الرسمية للإعلاميين، فيما تكررت انتهاكات المنع من التغطية 56 مرة، وحجب المعلومات 45 مرة.
وسجل 18 انتهاكاً نتيجة الاستخدام التعسفي باستخدام القضاء من خلال المحاكمات غير العادلة، فيما تعرض 17 إعلامياً لإصبات بجروح أثناء قيامهم بالتغطية، فيما تعرض 15 إعلامياً لاعتداءات جسدية، ومثلهم لاعتداءات لفظية.
ورصد تعرض 15 إعلامياً ومؤسسة إعلامية لخسائر بالممتلكات وأضرار بالأموال، فيما تعرض 12 إعلامياً للاعتقال التعسفي ومثلهم 12 للتحقيق الأمني، بينما تعرض 10 إعلاميين للحبس ومثلهم للمضايقة.
وحلت الاعتداءات على حقوق الإعلاميين من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية بالمرتبة الأولى وبواقع 146 انتهاكاً وبنسبة بلغت 34% من مجموع الانتهاكات التي وثقها التقرير في أكتوبر، وبارتفاع ملحوظ عن شهر أيلول الذي كان قد بلغ 44 انتهاكاً.
ولاحظ التقرير ارتفاعاً في عدد الانتهاكات الكمي في مصر التي حلت بالمرتبة الثانية حيث بلغت 110 انتهاكات نسبتها من المجموع العام 25.3%، أي ما يعادل ربع الانتهاكات التي وثقها التقرير، فيما حلت العراق بالمرتبة الثالثة بمجموع انتهاكات بلغ 66 انتهاكاً وبنسبة 15.3% من الانتهاكات.
وفي المرتبة الرابعة حلت انتهاكات أجهزة السلطة الوطنية الفلسطينية بالضفة الغربية وانتهاكات جهاز الأمن الإداري في قطاع غزة بالمرتبة الثانية حيث وثق التقرير 25 انتهاكاً في الضفة الغربية مقابل 3 انتهاكات في القطاع ليصل المجموع إلى 28 انتهاكاً.
وجاءت السودان بالمرتبة الخامسة من خلال 17 انتهاكاً نسبتها من المجموع العام 4%، ويليها في المرتبة السادسة 14 انتهاكاً في المغرب، وفي المرتبة السابعة 12 انتهاكاً في الصومال.
ولاحظ التقرير انخفاضاً في عدد الانتهاكات الواقعة على الإعلاميين في اليمن حيث بلغت في أكتوبر الماضي 9 انتهاكات مقابل 19 انتهاكاً في أيلول، وحلت في المرتبة الثامنة، ويليها في المرتبة التاسعة كل من تونس ولبنان من خلال 8 انتهاكات وقعت في كل منهما.
وفي المرتبة العاشرة حلت الإمارات في 4 انتهاكات، ويليها كل من سلطنة عمان والجزائر في ثلاث انتهاكات لكل منهما، بينما حل كل من سوريا وليبيا في المرتبة الحادي عشرة والأخيرة بانتهاك واحد لكل منهما.
وبقيت انتهاكات الأجهزة الأمنية في صدارة الجهات المنتهكة كما جرت العادة عليه، إلا أن التقرير لاحظ ارتفاعاً في عدد الحالات التي ارتكبتها الأجهزة الأمنية خلال أكتوبر حيث بلغت 48 حالة وبنسبة 36.6% من مجموع الحالات التي وثقها التقرير، مقابل 26 حالة في أيلول الماضي.
وارتفعت الانتهاكات الناتجة عن الاستخدام المتعسف للسلطات القضائية حيث سجل التقرير انتهاكات على إعلاميين في 28 حالة وجاءت في المرتبة الثانية، وهي مرتبة متقدمة، مقابل 15 حالة خلال أيلول الماضي.
وفي المرتبة الثالثة حلت الانتهاكات التي وقعت على إعلاميين أثناء قيامهم بالتغطية الإعلامية خاصة في مناطق النزاع وبقيت مجهولة المصدر في 14 حالة، بارتفاع ملحوظ عن أيلول الذي سجل حالة واحدة فقط.