مقتل 12 إعلامياً في سوريا والعراق وليبيا واليمن والصومال خلال شهرين
-
الاعتداءات الجسدية على الإعلاميين والمحاكمات غير العادلة تتصدر قائمة الانتهاكات الواقعة على الإعلاميين في دول العالم العربي ..
-
مؤشر مرتفع في الاعتداء على الحق في السلامة الشخصية ضمن قائمة الحقوق المعتدى عليها، وارتفاع ملحوظ بالاعتداء على حق التملك والحقوق في محاكمات عادلة ..
تقرير شبكة سند لشهري حزيران وتموز 2016
كشف التقرير الدوري الصادر عن شبكة المدافعين عن حرية الإعلام في العالم العربي “سند” عن مقتل 12 إعلامياً في كل من العراق وسوريا وليبيا والصومال ليرتفع عدد الإعلاميين الذين لاقوا حتفهم على خلفية عملهم الإعلامي منذ بداية العام الحالي إلى 25 إعلامياً.
وقد أصدرت شبكة “سند” التي يتولى إدارتها مركز حماية وحرية الصحفيين تقريرها الرصدي الدوري حول الإنتهاكات الواقعة على الإعلاميين في العالم العربي خلال شهري حزيران وتموز الماضيين.
ووثق التقرير خلال الشهرين الماضيين 441 انتهاكاً وقعت في 149 حالة منها 105 حالات فردية و44 حالة جماعية، وتعرض لها 172 صحفياً و16 مؤسسة إعلامية.
وقال أن ثلاثة إعلاميين فقدوا حياتهم بالقتل العمد في كل من ليبيا والصومال وسوريا، بينما فقد 9 إعلاميين حياتهم أثناء قيامهم بالتغطية الإعلامية خاصة في مناطق المواجهات العسكرية مع “داعش”.
وفي حالات القتل العمد أقدم قناصة “داعش” على قتل مراسل قناة الزنتان الفضائية “خالد الزنتاني” بقنصه أثناء تغطيته المعارك التي دارت في المناطق الشرقية بمحافظة بنغازي بين الجيش الليبي الشرقي وتنظيم “داعش”، وفي الصومال قضت الصحفية في إذاعة مقديشو الحكومية “سغال صلد عثمان” على يد مسلحين مجهولي الهوية وذلك في عملية اغتيال، ورجح مراقبون انتماء المسلحين إلى حركة الشباب المجاهدين السلفية، وفي سوريا وحسب معلومات أكدتها مصادر حقوقية مختلفة قضى المصور في التلفزيون العربي السوري “بلال الحسين” تحت وطأة التعذيب في سجون مخابرات النظام السوري.
ولم يتمكن الراصدون في “سند” من تحديد مصدر إصابة 9 إعلاميين فقدوا حياتهم على اثرها أثناء قيامهم بتغطية المواجهات العسكرية في مناطق النزاع في العراق وسوريا وليبيا واليمن، ففي ليبيا فقد المراسل الصحفي في مدينة سرت “عبدالقادر فسوك” حياته أثناء قيامه بتغطية الاشتباكات التي شهدتها المدينة بين مليشيات الرئاسة، وعناصر تنظيم “داعش”.
وفي العراق؛ لقي المراسل الحربي “فاضل الكرعاوي” مصرعه جراء سقوط قذيفة هاون بجانبه أثناء تغطيته للمعارك التي دارت بين الجيش العراقي وتنظيم “داعش” بوسط مدينة الفلوجة، وفقد مراسل موقع العراق نيوز “أحمد محمد الجبوري” حياته اثر تغطيته لعمليات تحرير مدينة الشرقاط المغتصبة من تنظيم “داعش”، فيما قتل مصور قناة الغدير “علي محمود” في منطقة القيارة الواقعة على بعد 58 كيلومترا جنوب الموصل، وذلك على وقع انفجار خلال مشاركته في تغطية عمليات نفذتها قوات الأمن ضد “داعش” جنوب المدينة، كما قتل المصور التلفزيوني “علي صناعة” خلال تغطية معارك تحرير القيارة في جنوب الموصل، شمال العراق.
وفي سوريا فقد 3 صحفيين حياتهم أثناء تغطيتهم للمعارك التي دارت في مناطق متفرقة من البلاد وهم مصور وكالة images live”أسامة جمعة”، ومراسل الهيئة السورية للإعلام “حسان المصري”، والصحفي المتعاون مع قناة الجزيرة مباشر “إبراهيم العمر” جراء الغارات الروسية التي ضربت بلدة ترمانين بريف إدلب (شمالي سوريا)، وفي اليمن؛ فقد الصحفي “عبدالكريم الجرباني” حياته أثناء تغطيته المواجهات بين الجيش التابع للحكومة ومسلحي “الحوثي” بمنطقة “حرض” الحدودية مع السعودية.
واشار التقرير إلى تزايد أزمة الأمن المعيشي للإعلاميين التي تؤثر بشكل سلبي على حرية الإعلام والعمل الإعلامي؛ ففي مصر تعرض 90 صحفياً للفصل التعسفي من مؤسساتهم الإعلامية على إثر قرار أصدره أحد رجال الأعمال والذي قام بشراء موقع “دوت مصر”، ولم يقم بصرف مرتباتهم المتأخرة مما دفعهم للأعتصام بمقر الموقع .
وفي تونس؛ قامت جريدة “الضمير” اليومية فجأة ودون سابق إنذار بإنهاء عمل 21 صحافيا ومراسلا، وإعلامهم بذلك دون تقديم أي أسباب واضحة.
وحذر التقرير من تكرار الاستخدام المتعسف للسلطات القضائية من خلال تعرض الصحفيين لمحاكمات غير عادلة خاصة في مصر والجزائر، حيث تعرض في مصر خلال الشهرين الماضيين 16 إعلامياً لمحاكمات غير عادلة غالبيتها بتمديد جلسات الحكم لفترات طويلة وصلت إلى ثلاثة شهور.
وأشار التقرير إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لا تزال تصعد من عمليات اعتقال الصحفيين الفلسطينيين في الضفة الغربية بعد اقتحام منازلهم، وقد تعرض 7 صحفيين للاعتقال التعسفي ستة منهم خلال تموز، فيما تعرضوا أيضا لمحاكمات غير عادلة.
ولاحظ التقرير استمرار تعرض الصحفيين وممثلي وسائل الإعلام في مصر وتونس والعراق لاعتداءات ممنهجة واسعة النطاق أثناء تغطيتهم للمظاهرات الشعبية.
ولفت إلى أن الاعتداءات على الحق في السلامة الشخصية وذلك من خلال إصابة الإعلاميين بجروح وتعرضهم لاعتداءات جسدية وتهديدات بالقتل والإيذاء قد حل في المرتبة الأولى في العراق، حيث وثق التقرير خلال حزيران وتموز 22 اعتداءاً على هذا الحق، وقد تعرض 12 إعلامياً خلال حزيران فقط لاعتداءات جسدية وأصيب ثماني إعلاميين بجروح غالبيتهم أثناء تغطيتهم للاشتباكات المسلحة مع تنظيم “داعش”.
ودانت شبكة “سند” استدعاء السلطات البحرينية لمراسلة فرانس 24 الصحافية “نزيهة سعيد” للتحقيق معها على خلفية مزاولتها لعملها المهني. كما دانت منع الإعلامي “أحمد رضي” من مغادرة البلاد عبر منفذ مطار البحرين الدولي يوم 7 يوليو/ تموز.
ونبهت الشبكة من تعرض الإعلاميين في سلطنة عمان للتوقيف والاعتقال التعسفي واستخدام التعسف للسلطات القضائية في البلاد على إثر اعتقال الصحفي “المعتصم البهلاني” رئيس تحرير مجلة الفلق الإلكترونية في 25 يوليو، دون إعلان الأسباب.
وتسيد الاعتداء على الحق في حرية الرأي والتعبير والإعلام قائمة الحقوق الإنسان المعتدى عليها والتي تعرض لها الصحفيون خلال شهرين حزيران وتموز الماضيين.
وعبرت شبكة “سند” عن مخاوفها في أن يستمر الاعتداء على الحق في السلامة الشخصية ضمن أعلى معدلات الانتهاكات التي يتعرض لها الإعلاميون في العالم العربي، إذ حل في المرتبة الثانية بواقع 95 اعتداءاً بلغت نسبتهم 21.5% من مجموع الانتهاكات التي وثقها التقرير.
ولفت التقرير إلى أن الاعتداءات على الحق في التملك بدت في تصاعد خلال الشهرين الماضيين من خلال الاعتداء على أدوات العمل وحجزها ومصادرتها بشكل مستهدف، وقد حل في المرتبة الثالثة مكرراً 58 مرة وبنسبة بلغت 13.2%.
ورغم تدني نسب الاختطاف والإخفاء القسري خلال الشهرين الماضيين، إلى أن من اللافت أن تحل الاعتداءات على الحق في الحرية والأمان الشخصي في المرتبة الرابعة وقد تكررت 49 مرة من خلال تعرض الإعلاميين للاعتقال والتوقيف والحبس وحجز الحرية التعسفي من قبل السلطات الأمنية في عدد من دول العالم العربي.
ومن المؤشرات الخطيرة تكرار الاعتداء على أسمى الحقوق الإنسانية في الحياة 13 مرة، وقد حلت في المرتبة السادسة بمقتل 12 إعلامياً ومحاولة اغتيال إعلامي بائت بالفشل.
وحل الاعتداء على الحق في الخصوصية بالمرتبة السابعة وذلك بالاعتداء على حرمة منازل الإعلاميين خاصة في الضفة الغربية واليمن. بينما تعرض 7 إعلاميين للتعذيب والمعاملة المهينة في الأردن ومصر وفلسطين المحتلة حيث حل الاعتداء على الحق في عدم الخضوع للتعذيب أو لمعاملة قاسية أو لا إنسانية أو مهينة في المرتبة الثامنة.