تعددت اهتمامات الصحف البريطانية اليوم الاثنين، فبينما تناولت إحداها العرض الأميركي لمصور الجزيرة المعتقل في غوانتانامو بالتجسس على القناة مقابل الإفراج عنه، تطرقت أخرى إلى تدمير الصحافة في العراق.
الغارديان: التجسس والإفراج
ذكرت صحيفة ذي غارديان نقلا عن وثائق حصلت عليها من المحامي كليف ستافورد سميث، أن الجيش الأميركي أبلغ مصور الجزيرة المعتقل في غوانتانامو أن الإفراج عنه مرهون بموافقته على التجسس على الصحفيين وقناة الجزيرة.
وقالت الصحيفة إن سامي محيي الدين يقبع في غوانتانامو منذ ثلاثة أعوام ونصف بتهمة الإرهاب، وهي تهمة نفاها جملة وتفصيلا.
وتشير الوثائق إلى أن سامي خضع لأكثر من 100 جلسة تحقيق دون أن يسأل عن الأعمال الإرهابية المزعومة، وقال إن موظفين في الجيش الأميركي زعموا إبان التحقيق أن قناة الجزيرة يخترقها تنظيم القاعدة وأن أحد مذيعيها له صلة بالإسلاميين.
يذكر أن سامي اعتقل عام 2001 على الحدود الأفغانية الباكستانية أثناء تأدية واجبه الصحفي، وقالت الصحيفة إن تلك المعلومات تم جمعها من خلال زيارات المعتقل في غوانتانامو في يونيو/حزيران الماضي.
غيث/ذي غارديان
نشرت صحيفة ذي غارديان تقريرا مطولا كتبه غيث عبد الأحد يوضح فيه مأساة الصحفيين العراقيين واستهدافهم، ويسلط الضوء بشكل خاص على مقتل زميله فخر حيدر التميمي الأسبوع الماضي.
وقال الكاتب إن فخر حيدر (38 عاما) وجد في الصحراء قرب البصرة جنوبي العراق، وهو موثق الأيدي ورأسه مغطى بكيس، عقب ساعات من اعتقاله من بيته.
وفخري هو واحد من بين 56 صحفيا قتلوا في العراق منذ بدء الحرب، وهو أيضا الصحفي العراقي الـ36 الذي قتل في ميدان المعركة، وفقا للجنة حماية الصحفيين التي تتخذ من نيويورك مقرا لها.
ويفيد التقرير بأن فكرة استقلالية الصحافة العراقية قتلت ودفنت بعد عامين من ميلادها، مشيرا إلى أن الصحفيين العراقيين يلقون حتفهم على أيدي الأميركيين و”المتمردين” والمليشيات وحتى الشرطة.
وأضاف غيث في تقريره أن الصحفيين غالبا ما يتعرضون للتهديد من قبل أي جهة لا ترضى عن التغطية الصحفية، متسائلا “كيف لك أن تنشئ وسيلة إعلامية في ظل هذا الخوف والفوضى؟ وكيف يمكنك أن تتوقع من قطاع الطرق أن يحترموا وسائل الإعلام؟”.