منحت مدينة لايبزيغ الألمانية جائزتها الإعلامية السنوية للصحفي الأميركي الشهير سيمور هيرش مفجر فضيحة أبو غريب لإسهامه في تأكيد مبدأ حرية الصحافة وتدعيم دور الإعلام في كشف الحقائق وإبرازها على المستوى الدولي.
فقد اختارت هيئة التحكيم منح جائزتها -وهي من أكبر الجوائز الإعلامية الألمانية وقدرها 30 ألف يورو- للصحفي الأميركي سيمور هيرش تقديرا لدوره في الكشف عن تعذيب جيش الاحتلال الأميركي للمعتقلين العراقيين في سجن أبو غريب.
واعتبرت الهيئة أن هيرش يعد واحدا من أبرز رواد التحقيقات الصحفية المعاصرة من خلال سلسلة تقارير نشرها في مايو/ أيار المنصرم حول جرائم التعذيب في أبو غريب التي تمت بأوامر من الإدارة الأميركية وشخصيات بارزة في وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”.
وأشارت إلى أن تحقيقات هيرش حول فضيحة أبو غريب تعد تتويجا لمسيرته الإعلامية المهنية التي قدم خلالها عددا من التحقيقات الصحفية المميزة بدأها كمراسل حربي في فيتنام بسلسلة تقارير عن المذابح التي ارتكبها الجيش الأميركي ضد المدنيين الفيتناميين، وتقاريره التالية حول المفاعل النووي الإسرائيلي ودور المخابرات المركزية الأميركية في الإطاحة بالرئيس التشيلي المنتخب سلفادور الليندي أواخر الستينات.
أما الجائزة الثانية فكانت من نصيب الصحفية الروسية المتخصصة في القضية الشيشانية آنا بوليتكوفسكايا تقديرا لدورها كمراسلة متجولة لصحيفة نوفايا غازيتا الروسية شمال القوقاز في تعرية الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان وجرائم الحرب التي اقترفها الجيش الروسي في جمهورية الشيشان وتعريفها بمعاناة المدنيين في هذه الجمهورية القوقازية المسلمة.
ونوهت هيئة التحكيم بتلقي بوليتكوفسكايا لرسائل تهديد يومية في روسيا بعد نشرها كتابها “الشيشان: الحقيقة حول الحرب”، وتعرضها لمحاولة تسمم بالغاز كادت أن تودي بحياتها عند سفرها إلي مدينة باسيلان في أوسيتيا الشمالية لكتابة تقرير حول حادثة الرهائن التي وقعت هناك في خريف العام الماضي.
كما اختارت هيئة التحكيم الصحفية الألمانية بريتا بيترسين مراسلة الطبعة الألمانية من صحيفة فايننشيال تايمز في أفغانستان في المرتبة الثالثة لتأسيسها خلال عملها كمراسلة لمبادرة الإعلام الحر كمؤسسة مستقلة لتعليم وتدريب الكوادر الصحفية الناشئة في أفغانستان على أسس علمية ومهنية وإصدار المؤسسة بعد ذلك لصحيفة مستقلة.
وحل الصحفي الألماني هانز مارتين تيلاك مراسل مجلة شتيرن الألمانية في مقر الإتحاد الأوربي ببروكسل لكشفه في تقاريره عام 2004 للعديد من وقائع الفساد المالي والإداري والوظيفي داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي مما أدى إلى قيام الشرطة البلجيكية في مارس/ آذار من العام الماضي بتفتيش مكتبه واعتقاله لساعات عقب كشفه لتلك المخالفات.
يذكر أن مجلس مدينة لايبزيغ وبنك الادخار بالمدينة “شبار كاسه” أسسا جائزة لايبزيغ الإعلامية عام 1999 كوقف ثقافي بمناسبة مرور 175 عاما علي تأسيس البنك.
وتمنح الجائزة سنويا للصحفيين أو المؤسسات الإعلامية الذين تعرضوا لأضرار جسدية أو مادية أو معنوية بسبب نشرهم لمواد إعلامية مميزة أبرزت القيمة العالية لمبدأ حرية الصحافة ودور الإعلام في تقديم الحقيقة كاملة.