في ذكرى مرور عامين على اختفائه، فجرت جماعة الجهاد المصرية مفاجأة غير متوقعة بإعلانها أمس أنها تخلصت من مساعد رئيس تحرير صحيفة الأهرام المصرية رضا هلال قتلا بالرصاص.
وجاء هذا الاعلان في ثنايا رسالة إلكترونية أرسلتها جماعة الجهاد إلى الكاتب المصري الشهير سيد القمني تعلن فيها قبول توبته وتوقفه عن الكتابة.
وقالت الرسالة التي لم يتم التأكد من مصدرها أو صحتها، ان القمني نجا من مصير هلال، وقالت الجماعة في رسالتها لقد نجوت بأعجوبة حقيقية وكنا قد أعددنا الخطة وندرس تصوير عملية اغتيالك واستثمارها حيث أننا تعلمنا من حادثة رضا هلال الذي أردي برصاص الموحدين أن ذلك النمط من الحرب لا يكون مجدياً إلا إذا صاحبته دعاية.
واختفى هلال منزله في شارع قصر العيني بوسط القاهرة في الثانية من ظهر الحادي عشر من أغسطس ( اب) عام 2003، ورغم أن أجهزة الأمن المصرية باشرت أكبر حملة من نوعها لمعرفة مصيره، فإنها لم تتوصل إلى أي معلومات.
وسبق للجماعات الأصولية في مصر اغتيال الكاتب فرج فودة مطلع تسعينات القرن الماضي، كما حاولت اغتيال الحائز على جائزة نوبل الأديب نجيب محفوظ اضافة إلى الصحافي مكرم محمد أحمد.
واعتبر محامي الجماعات الاسلامية في مصر ممدوح اسماعيل ان هذه القصة برمتها مصطنعة، والهدف منها إلقاء الضوء على القمني وان الزج باسم رضا هلال في هذه الرسالة هو أمر مستبعد تماماً، فما الذي يمنع الجهاد من تبنيها اغتياله في وقته لو أنها نفذت ذلك.
وقال ان الدولة وكافة أجهزتها كانت منشغلة بقضية رضا هلال ولو حدث واغتيل لعثرت على جثته وأضاف أنه لو صح أن هذه الرسالة وصلت بالفعل إلى القمني فقد تكون مفبركة عن طريق أحد محترفي الإنترنت الذين يعبثون في محاولة لاستغلال الأحداث الساخنة على الساحة وآخرها موضوع تفجيرات شرم الشيخ.
ووفقاً للرسالة التي حصلت عليها الشرق الأوسط من ناشر القمني خالد زغلول، فقد أعلنت الجهاد قبول توبته مشيرة إلى أن بعض الأخوة اعترضوا على وقف العملية، لكن الأمير حسم الخلاف بترجيح أن المرتد ان تاب قبل القدرة عليه تقبل توبته لقوله سبحانه إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم.
وأشار البيان إلى أن الجماعة كانت قد أعدت خطة قتل القمني وتصويرها ودعته إلى الالتزام ببيانه الذي أعلن فيه توبته وتوقفه عن الكتابة. وكان القمني قد أعلن بشكل مفاجئ قبل 10 أيام تقريبا توقفه عن الكتابة وتوبته عن كل ما نشره بعد تهديد تلقاه من الجهاد من أجل الحفاظ على حياته وحياة أفراد أسرته، كما قال.
وقال في بيان إنه تلقى رسائل تهديد بالقتل من تنظيم الجهاد المصري عبر البريد الإلكتروني.
وتطالب الرسائل، التي لم يتسن التأكد من مصدرها، القمني بإعلان توبته من كل الكفريات التي كتبها.
واشترطت الرسائل أن تكون البراءة تامة صادقة يؤكدها عزمه على اعتزال الكتابة نهائياً.
وأشار بيان اعتزال القمني إلى أن آخر رسالة تهديد تضمنت نسخة من بيان تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين بقتل السفير المصري في العراق ايهاب الشريف مصحوباً بعبارة عقبالك.
وقال القمني في بيانه انه يقدم على هذه الخطوة ليبقى له من العمر ما يكفي لرعاية من يستحق رعايتي.. فلذات كبدي، هذا في حال قبول هذا البيان.
وقال إنني أعلن براءة صريحة من كل ما سبق وكتبته.. ولم أكن أظنه كفراً فإذا به يفهم كذلك.
والقمني حاصل على الدكتوراه في فلسفة الأديان من جامعة عين شمس وله العشرات من الكتب المثيرة للجدل، من أبرزها كتاب شكراً بن لادن الذي صادره الأزهر، وكتاب رب الزمان الذي قدم فيه إلى المحاكمة وحصل على البراءة، والحزب الهاشمي وتأسيس الدولة الإسلامية.