أكد وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال ناصر جودة ان الاعلام عامل مؤثر وأساس في نجاح مبادرات مؤسسات المجتمع المدني.
وقال الوزير جودة خلال افتتاحه للورشة التدريبية الاقليمية " أصوات المجتمع المدني " والمخصصة للصحافة التلفزيونية أن الاعلام المدرب والكفؤ يساعد على خلق وتعزيز المجتمع المدني وكذلك تحسين الظروف المعيشية للناس.
وأضاف جودة خلال الورشة التي ينظمها مركز حماية وحرية الصحفين ومؤسسة الصوت الحر ضمن أنشطة برنامج الاستثمار في المستقبل أن الاعلام مؤسسة مجتمع مدني وتلعب دورا في الرقابة على كل الاجهزة التنفيذية.
وأعرب جودة عن تقديره البالغ لدعوة جلالة الملك عبدالله الثاني الى عدم توقيف الصحفيين في الاردن على ذمة قضايا النشر.
وأشار جودة الى أهمية التزام الاعلام بالمهنية والضوابط الاخلاقية وتجنب انتهاك حرية الآخرين وممارسة اغتيال الشخصية.
وأكد أن الاعلاميين مطالبين باحترام القانون ولا يجوز التجاوز عليه منبها الى أن حرية الاعلام يوازيها بالمقابل احترام القانون
وشدد على أهمية أن تنبع الضوابط المهنية من داخل الجسم الاعلامي وليس بضغط خارجي.
وأعرب جودة على تقديره للتجربة الاعلامية في الدول العربية مشيدا بأهمية الاستثمار في المستقبل أي الاستثمار من خلال القدرات المهنية وخاصة الصحفيين الشباب.
وثمن جودة جهود مركز حماية وحرية الصحفيين ومؤسسة الصوت الحر في اطلاق هذا البرنامج لتعزيز القدرات المهنية للصحفيين في العالم العربي.
وكان الزميل نضال منصور رئيس المركز قد أكد في بداية حفل افتتاح ورشة العمل أن برنامج الاستثمار في المستقبل يواصل انشطته التدريبة في الوسط الاعلامي العربي منذ ثلاث سنوات بنجاح وتقدم.
وأعاد منصور الى الأذهان الى أن الوزير جودة كان قد رعى حفل برنامج تدريب المدربين العام الماضي الذي كان الحلقة الثانية في برنامج الاستثمار في المستقبل بعد الدراسة التي انجزت في الدول العربية السته مصر ، المغرب ، لبنان ، البحرين ، اليمن والأردن وشخصت الواقع الاعلامي والاحتياجات المهنية للصحفيين.
وأكد منصور أن البرنامج قد أكد الحاجة الملحة لتطوير القدرات المهنية عند الاعلاميين مبينا ان حرية الاعلام لا تتحقق كما نريدها ونطمح لها دون صحافة مهنية محترفة ، ودون بناء الصحفيين أنفسهم لمدونات سلوك مهني ناظمة لهم.
وثمن منصور اوامر الملك بعدم توقيف الصحفيين في الأردن مطالبا الحكومة والبرلمان بمراجعة التشريعات لتصبح داعمة للحرية ومتوافقة مع المعايير الدولية لحرية الصحافة.
وقال منصور أن البيئة التشريعية الحاضنة لحرية الاعلام في العالم العربي تحتاج الى تطوير واجراءات عاجلة حتى تصبح داعمة لحرية الاعلام.
وطالب منصور بتشكيل مجالس شكاوى مستقلة على غرار ما هومعمول به في الدول الديمقراطية يستطيع أي مواطن أن يلجأ لها اذا تعرض لأي ظلم من الاعلام.
ونوه بأن ورشة " أصوات المجتمع المدني " مخصصة للتلفزيون وستركز على تمكين الصحفيين على تغطية قضايا عمالة الأطفال.
وتحدث بطرس سوخترس مدير وحدة التدريب في برنامج الاستثمار في المستقبل مؤكدا أن الدراسة التي أجراها البرنامج قد أثبتت أن فرص التدريب المتاحة للصحفيين لتطوير قدراتهم المهنية قليلة في العالم العربي.
وقال بطرس أن من بين الاولويات التي كشف عنها البرنامج هوالحاجة الملحة الى تعريف الصحفيين بحقوقهم.
وأكد بطرس أن مؤسسة الصوت الحر التي يعمل لديها تؤمن ايمانا عميقا بأن التعاون الدولي في هذا العصر هوالذي يحدد سمة المستقبل ونوعية الاعلام وهويته مشيرا الى اهمية تبادل الخبرات بين الصحفيين مؤكدا في الوقت ذاته على أهمية زيادة برامج تبادل الخبرات والتجارب بين الصحفيين في دول العالم لأنها طريق لاثراء التجارب وتعزيز المهنية.
واستعرض توجهات البرنامج في المرحلة الثالثة منوها بالتركيز على التدريب المتخصص مثل ورشات أصوات المجتمع المدني ، والصحافة الاقتصادية والبحث على الانترنت.
وقال أن ورشات أصوات المجتمع المدني تحمل أهمية خاصة لانها تسهم في بناء الديمقراطية واعلاء صوت المجتمع الحقيقي والكشف عن مشاكله وهمومه.
وأشار بطرس الى أن هناك فكرة واعتقاد خاطئ بأن الديمقراطية في بلده هولندا قد هبطت من السماء أوولدت مع المجتمع والحقيقة أنها نتيجة ثمرة لجهود ونضالات طويلة للمجتمع والناس ، ونبه الى أهمية دحض الاسطورة التي تقول حيثما وجدت الديمقراطية لا توجد حاجة للدفاع عنها.
وقال " هذا كلام غير صحيح فالديمقراطية تتعرض لضغوط مختلفة من أصحاب المصالح الذي يحاولون الحد دائما من الديمقراطية ولذلك فهناك ضرورة للدفاع عنها.
ومما يذكر بأن ورشة أصوات المجتمع المدني للصحافة التلفزيونية يشارك بها 12 صحفيا وصحفية من ستة دول عربية وتستمر لمدة اسبوع ، وسيعمل خلالها الصحفيون كغرف عمل في انتاج تقارير اخبارية ميدانية عن مشكلة عمالة الأطفال.