وجهت مؤسسة الرقيب لحقوق الإنسان نداء للسلطات الليبية دعتها فيه للكشف عن مصير الصحفي ضيف الغزال الذي يلف وضعه الغموض منذ أن خطفه مجهولون من مدينة بنغازي يوم 21 من الشهر الماضي.

وعبرت المؤسسة عن خشيتها أن يكون قد قتل من طرف “المتشددين في حركة اللجان الثورية” الذين كان على خلاف معهم بسبب انتقاده المستمر لممارسات الحركة.

وكان ضيف الغزال قد نشر مجموعة مقالات في صحيفة “ليبيا اليوم” انتقد فيها بشدة الأوضاع السائدة في البلاد، وطالب بضرورة أن تكون هناك سياسة واضحة للقضاء على الفساد بجميع أشكاله، كما أعلن مقاطعته للكتابة في صحيفة “الزحف الأخضر” التابعة لحركة اللجان الثورية.

ودخل الكاتب في صدام مباشر مع بعض رموز الحركة، وصل إلى حد تهديده أكثر من مرة بالقتل.

وطالبت مؤسسة الرقيب السلطات بالكشف عن مصير الصحفي بعد أن يئس أفراد أسرته وأصدقاؤه من العثور عليه في ضوء عدم توافر أي معلومة عن المكان الذي يحتجز فيه.

وحملت المؤسسة الحكومة الليبية مسؤولية اختفائه من قبل أي جهة، كما حملتها مسؤولية قتله “لأنه مواطن ليبي اختطف فوق الأراضي الليبية”، مطالبة السلطات بالمبادرة بالبحث عنه والقبض على مختطفيه “قبل فوات الأوان”.

واعتبرت أن خطف ضيف الغزال نكسة كبرى تنسف جميع الخطوات التي تبذلها الدولة من أجل تحسين حقوق الإنسان، معتبرة أن هذا السلوك يقصد منه ترويع الكتاب والصحفيين والنخب الثقافية وتكميم أفواههم للكف عن انتقاد الفساد والمطالبة بالإصلاحات.

وناشدت المؤسسة إطلاق سراحه فورا حتى يعود إلى أهله وعدم المساس به، وفي حال ثبوت ارتكابه أي جرم ضد الدولة أو الأفراد فينبغي الاتجاه إلى القضاء والاحتكام إلى القانون وليس إلى “منطق الغاب”.

يذكر أن ضيف الغزال من مواليد 1973والتحق باللجان الثورية منذ 10 سنوات. وقد عمل كصحفي لمدة أربع سنوات في جريدة “الزحف الأخضر”، ونشر مجموعة من المقالات في الصحف الليبية، وقد أعلن مقاطعته الكتابة في جميع الصحف التابعة للنظام الليبي، قائلا إنه لن يقوم بذلك ما لم يكن هناك “رغبة في تصحيح المسار”.