انحياز للضحية واهتمام بالمعالجة الحقوقية وغياب للجاني
- غياب أسئلة أساسية وتداخل المعلومات بالعواطف.
- مواقع نشرت فيديو لشقيق الجاني دون التوثق من مصداقيته.
قال تقرير رصد الإعلام الأسبوعي الذي يعده فريق رصد وتوثيق متخصص في مركز حماية وحرية الصحفيين إن حادثة اعتداء زوج على زوجته وفقء عينيها أدت لأول مرة منذ انطلاق مشروع الرصد في شهر حزيران الماضي إلى اهتمام وسائل الإعلام في عينة الرصد بالمعالجة القانونية والحقوقية لتلك الحادثة.
وقال التقرير الذي صدر اليوم عن مركز حماية وحرية الصحفيين ويرصد فيه تغطيات 14 وسيلة إعلامية لحادثة ما بات يعرف بــ “سيدة جرش” إن أبرز النتائج اللافتة للانتباه أن وسائل الإعلام في عينة الرصد ولأول مرة منذ انطلاق مشروع الرصد والتوثيق الأسبوعي في مطلع شهر حزيران الماضي تولي وسائل الإعلام في عينة الرصد اهتماما بالمعالجة القانونية والحقوقية في تغطياتها للحادثة، إذ سجل فريق الرصد نشر 16 مادة مكررة تضمنت المعالجة القانونية والحقوقية جاءت معظمها في سياق توضيح الموقف القانوني للزوج المعتدي على زوجته.
وأشار التقرير الى مصداقية المصادر التي اعتمدتها عينة الرصد في تغطيتها للحادثة؛ بالرغم من نشر تقرير مجهول المصادر تماما اعتمد محرره فيه على معطيات منصات التواصل الاجتماعي، ولم يذكر أي مصدر والمفاجأة أن وسائل إعلام عديدة في عينة الرصد أعادت نشر هذا التقرير، كما أعاد بعضها نشر تقرير لجريدة الغد برواية السيدة الضحية مغفلا من المصادر تماما مما يمثل خداعا للجمهور وتشكيكا في المصادر.
وشدد التقرير على أن وسائل الإعلام في عينة الرصد ظهرت منحازة تماما للضحية بينما ظل الجاني غائبا تماما عن التغطيات الا فيما يتعلق بموقفه القانوني، بينما تجاهلت عينة الرصد التوسع في تقديم معلومات للجمهور تتعلق بحياة الجاني وأصدقائه وبيئته وتفكيره، فيما ظلت السيدة المجني عليها صاحبة الحضور الأكثر والأوسع في عينة الرصد، مما أبقى معظم التغطيات منقوصة، وتم تقديم وجبات من الأخبار والتقارير غير مكتملة تماما.
وبحسب نتائج التقرير فقد تم رصد 66 مادة مكررة اعتمدت 51 مادة منها وبنسبة (77.3%) على المصادر المعرفة مقابل 15 مادة اعتمدت على مصادر مجهولة وبنسبة (22.7%).
وحول تعددية المصادر أشار التقرير إلى أن عينة الرصد لجأت إلى تعددية المصادر في 23 مادة، واعتمدت في 11 مادة فقط على تعددية الآراء بعرض أكثر من رأي في المادة الواحدة.
وقال التقرير أن عددا من المواقع لجأت لنشر فيديو يظهر فيه شخص يقول إنه أخ شقيق للجاني وإنه يتبرأ منه ومن عمله، وقد تم نقله عن الفيسبوك إلا أن الوسائل الإعلامية التي نشرته لم تتأكد من مصداقية هذا التسجيل، ولم تسأل إن كان من يتحدث هو نفسه الأخ الشقيق للجاني أم لا؟
وأوضح التقرير أن وسائل الإعلام في عينة الرصد وجدت نفسها منحازة في تغطياتها للزوجة الضحية التي عرفت بـ “سيدة جرش” بسبب ما تعرضت له؛ مما دفع بعينة الرصد للتركيز في التغطيات على المرأة الضحية، وأظهرتها في تسجيل فيديو نشرته وكالة عمون، ثم المقابلة الصحفية التي أجرتها معها جريدة الغد لتقديم رواية من طرف واحد لإظهار حجم الألم والعذاب الذي تعرضت الزوجة له مما أثار كل هذا التعاطف الشعبي الكبير معها ومع عائلتها.
وبين التقرير أن وسائل الإعلام في عينة الرصد لم تولي الجاني أي اهتمام، مكتفية بالبحث في موقفه القانوني ونوع القضية والاتهامات التي اتهمه بها المدعي العام، فيما ظهر الخلاف بين سنوات السجن التي سيحكم بها وهل هي 3 سنوات أم 15 سنة، وما هو الحكم العشائري في هذه القضية.
وأكد التقرير أن وسائل الإعلام في عينة الرصد لم تسأل عن الجاني، ولم تقدم عنه أية معلومات، لم تسأل أصدقائه عنه وعن سلوكه وعن مشاكله؟ ولم تذهب لمكان إقامته للتأكد من سلوكه ورأي الناس فيه قبل إقدامه على الاعتداء على زوجته؟ بالرغم من أنه كان بإمكانها فعل ذلك وتقديم تقارير وقصص صحفية لا تقل أهمية عن تسجيلات الفيديو التي نشرت للزوجة، مما يؤكد قاعدة أن التغطيات الصحفية لا تزال تعتمد على التغطيات الجاهزة والمتوفرة دون أن تقوم وسائل الإعلام بإعداد ونشر تقارير خاصة بها.
لاحظ التقرير تداخل المعلومات والوقائع بالعواطف في التغطية، بل ذهبت مواقع إلكترونية لنقل تقرير اعتمد على عواطف كاتبه دون أن يشير فيه إلى أي مصدر حتى وهو ينقل عن الفيسبوك، قائلا إن الأردنيين يطالبون بتطبيق عقوبة العين بالعين على المتهم دون أن يذكر جهة أو اسم واحد، ومع ذلك تناقلته العديد من وسائل الإعلام وأعادت نشره مما؛ أفقد الموضوعية أحد أهم شروها المتمثلة بالفصل بين المعلومات والوقائع والتخيلات والتمنيات والآراء والعواطف الشخصية.
وقال التقرير إن وسائل الإعلام لم تسأل عن اختفاء الزوج، وأين ومتى تم القبض عليه؟ وهل قام بتسليم نفسه بنفسه؟ وتجاهلت وسائل الإعلام في عينة الرصد سؤال جيران السيدة كيف عرفوا بما تعرضت له وكيف تم إسعافها؟ ولم يسألوا ذوي الزوج عن حالة أبنائه قبل إعادتهم إلى أمهم؟ وهل يذهبون للمدرسة أم لا؟ ولم يسألوا ذوي الزوجة عن الأسباب التي منعتهم سابقا من نصرة ابنتهم والدفاع عنها خاصة أنها قالت إنها تعرضت للتعنيف والضرب أكثر من مرة وكان أهلها يعيدوها لزوجها…الخ؟
وأوضح التقرير أن عينة الرصد التي تمثل 14 مؤسسة إعلامية هي الرأي والغد والدستور والأنباط وعمون، وجو24، وجفرا، ورؤيا ، وسرايا، وسواليف، ومدار الساعة، والبوصلة ، والسبيل ورم اعتمدت على التغطية الإخبارية بالدرجة الأولى وبنسبة (35%) تمثل 35 خبرا، ثم التقارير التي بلع عددها 13 تقريرا مكررا وبنسبة (19.7%)، ثم التصريح الصحفي الخاص وبلغ عددها 4 تصريحات فقط وفي موقعين هما رؤيا وسرايا، ثم المقالة الصحفية وبلغ عددها 9 مقالات مكررة تمثل ما نسبته ( 13.6%)، ثم البيان الصحفي حيث اعتمدت وسائل الإعلام في تغطيتها للحادثة على بيان واحد أعيد نشره 5 مرات مكررة وبنسبة (7. 6%).
تقرير يرصد تغطيات الإعلام لجريمة سيدة جرش