انطلقت في البحر الميت اليوم فعاليات الملتقى التشاوري “الاعلام والانتخابات ” والذي نظمه مركز حماية وحرية الصحفيين بالتعاون مع شبكة الإعلام المجتمعي وبرعاية الهيئة المستقلة للانتخابات.
وقال رئيس الهيئة رياض الشكعة خلال الافتتاح، ان الملتقى يكتسب اهميته لانعقاده بالتزامن مع استعدادات الهيئة المتواصلة لادارة والاشراف على 3 انتخابات عامة مهمة هي الانتخابات النيابة والمجالس المحلية (اللامركزية) والانتخابات البلدية ، مشيرا الى ان جميع الانتخابات ستجرى وفق قوانين جديدة مما يرتب على الهيئة مسؤوليات مضاعفة وتحديات جديدة.
واضاف الشكعة ان الملتقى يمثل فرصة للهيئة كادارة للعملية الانتخابية وللشركاء في المجتمع المدني ووسائل الاعلام والاحزاب السياسية والمؤسسات الرسمية لمناقشة الانتخابات من جوانبها المختلفة بما فيها العلاقة بين الاعلام والهيئة وصولا لتحقيق افضل معايير النزاهة.
واشار الى ان التحديات المتوقعة جمة، لكن يمكن التغلب عليها ليتم تهيئة مناخ انتخابي يحقق الاهداف التي قامت من اجلها الهيئة.
وقال الشكعة، ان الهيئة تعول على الاعلام في مجال التوعية بالعملية الانتخابية بجميع مراحلها، متمنيا ان يقوم الاعلام بدوره الناقل للمعلومة والاراء المختلفة بقصد التصويب والتصحيح خدمة لقيم الشفافية والنزاهة، اضافة الى العمل مع الهيئة على اعداد مختلف المواد والبرامج الاعلامية التي تخدم الانتخابات.
وابدى الشكعة تطلع الهيئة الى التعاون مع وسائل الاعلام في مراجعة التعليمات التنفيذية ومدونة السلوك والتشريعات ذات الصلة بالاعلام بما يضمن تطويرها وملاءمتها مع الدور الموسع الجديد للهيئة ومع تطوير وسائل الاعلام.
من جانبه اكد رئيس هيئة الاعلام الدكتور امجد القاضي اهمية التشاركية بين الهيئة والاعلام، مؤكدا الحاجة لاستراتيجية او خطة اعلامية تبنى على اسس واهداف واضحة تتناول دول الاعلام وتشاركيته مع الهيئة، مشيرا الى ان تلك الخطة تتطلب دراسات وتقارير علمية.
وقالت ممثلة المنظمة الدولية للنظم الانتخابية (IFES ) ساره العتيبي ان منظمتها عملت على تعزيز الحكم الرشيد في الاردن، وهي مستمرة بدعم كافة البرامج الرامية الى تحقيق اهداف الحكم الرشيد بما فيها ملتقى اليوم كجزء من برنامج “ايفس” الهادف الى تعزيز العلاقة بين الاعلام والهيئة الانتخابية.
ونوه مدير قسم الديمقراطية والحكم الرشيد في الوكالة الاميركية للتنمية الدولية، شون اوزنر، ان الملتقى يعتبر وسيلة لتعزيز العملية الانتخابية التي تأتي ضمن المراحل الاصلاحية محليا، مشيرا الى ان منظمته نفذت برامج عدة على رأسها التدريب لتقديم التقارير ذات المصداقية والدقة.
واكد مدير عام شبكة الاعلام المجتمعي الزميل داوود كتاب ان اهمية الملتقى تنبع من الدور الكبير للاعلام مجتمعيا سواء تعلق ذلك بالتوعية او بزيادة المعارف حول مراحل العملية الانتخابية وتشريعاتها المتطورة اضافة الى مواكبة التغير المستمر بالاعلام المختلف.
وقال الرئيس التنفيذي لمركز حماية وحرية الصحفيين الزميل نضال منصور ان العلاقة بين الاعلام والانتخابات والجهات المنفذة لها قضية طرحت أكثر من مرة سابقا ودار حولها نقاش مطول منذ عام 1989 وحتى الآن، مشيرا الى ان مركزه نظم قبل ما يزيد عن 15 عاماً مؤتمراً إقليمياً عربياً تحت عنوان “دور الإعلام في الانتخابات الديمقراطية” بمشاركة محلية وعربية ودولية تناول دور الاعلام في الانتخابات.
واضاف ان الاعلام له دور في الدفاع عن الديمقراطية، والانتخابات الحرة النزيهة معتبرا انها القلب النابض للديمقراطيات.
ونوه الى انه ومنذ تولي الهيئة المستقلة للانتخاب إدارة العملية الانتخابية تحسنت الصورة، وبدأت تستعيد تدريجياً ثقة المجتمع بنزاهة الانتخابات، مبينا ان تطور العملية الانتخابية في الأردن ومواءمتها بشكل كامل للمعايير الدولية للانتخابات الديمقراطية لن يحدث بين ليلة وضحاها، ويحتاج إلى دعم مجتمعي للهيئة، والى مساندة الإعلام لها.
وقال ان الملتقى يسعى لبناء تصور عن دور الإعلام، وكيف يمكن المبادرة بشكل مبكر لتعظيم دوره الإيجابي، وكيف يمكن للهيئة المستقلة ان تتواصل بشكل فعال مع وسائل الإعلام المختلفة لتوصل رسالتها،وكذلك كيفية تحديد احتياجات الإعلام، ووضع تصور يعزز احترافه في تغطية الانتخابات.
ويستمر الملتقى على مدار يومين بمشاركة نخبة من الإعلاميين والخبراء والبرلمانيين والقانونيين، وينظم بدعم من المؤسسة الدولية للنظم الانتخابية “IFES” وبتمويل من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية.
ويتضمن برنامج الملتقى خمس جلسات عمل، انهى المشاركون ثلاثة منها باليوم الاول فيما سيتم مناقشة الجلسات الاخرى واقرار التوصيات خلال فعاليات اليوم الثاني.
وسلطت الجلسة الأولى التي تناولت بيئة الانتخابات في الاردن الضوء على بيئة الانتخاب في الأردن سواء كانت سياسية وتشريعية أو اجتماعية واقتصادية، وتداعيات ذلك على الوضع الانتخابي، وادارها الزميل نضال منصور بمشاركة عضو الهيئة المستقلة للانتخاب الدكتور محمد المصالحة، ومدير عام مركز القدس للدراسات عريب الرنتاوي، والنائب جميل النمري.
كما ناقشت الجلسة الثانية التي ادارها مدير عام وكالة الانباء الاردنية (بترا) الزميل فيصل الشبول، أولويات الإعلام والتحديات والمشكلات التي تواجهه في الانتخابات، بمشاركة العين بسام حدادين، وعميد معهد الاعلام الاردني الدكتور باسم الطويسي، ومديرة مشروع تكامل النوع الاجتماعي نرمين مراد، وأمين عام الهيئة المستقلة للانتخاب الدكتور علي درادكة.
واختتم المشاركون اليوم الاول بالجلسة الثالثة التي تناولت المعايير الدولية لدور الاعلام في الانتخابات، والتي ادارها داوود كتاب بمشاركة عضو مجلس الهيئة اسمى خضر، ومديرة مشروع دعم الاعلام في الاردن بليانا تاتمور، والخبير فتح منصور.
وتتناول الجلسة الرابعة دور وآليات عمل وسائل الإعلام المختلفة في الانتخابات، والآليات التي تتبعها في تغطية العملية الانتخابية، والتجارب الدولية الناجحة في هذا الإطار، فيما ستثير هذه الجلسة دور وسائل التواصل الاجتماعي الذي يمكن ان تلعبه في الانتخابات المقبلة.
وسيعمل المشاركون في الملتقى قبل الجلسة الأخيرة ضمن مجموعات عمل لمناقشة الإعلام وجرائم الانتخابات، ومحتوى الإعلام وكيف يمكن المساهمة في حياديته وموضوعيته، إضافة إلى مناقشة الإعلام والإدارة الانتخابية، ودور الإعلام في التوعية الانتخابية، ومراقبة الإعلام ورصد أدائه.
البحر الميت 11 شباط (بترا)- من ماهر الشريدة