في افتتاح ورشة “فن التعامل مع الاعلام “لرؤساء المحاكم
قال رئيس النيابة العامة القاضي الدكتور اكرم مساعدة “انه لا يخفى على الكافة الدور الاساس الذي يضطلع به الاعلام في عصرنا الحاضر،هذا الاعلام بصوره واشكاله المختلفة ،المرئي والمسموع والمقروء. مشيرا للدور الاكبر للاعلام في هذه الفترة والذي يتمثل في مواقع التواصل الاجتماعي التي فرضت نفسها بقوة كأداة تفاهم وتناغم بين فئات الناس المختلفة ،بل كان لهذه المواقع السبق في تأجيج الثورات العربية في اطار ما يسمى بالربيع العربي الذي اجتاح بعض الدول العربية”.
واضاف القاضي مساعدة في كلمة القاها نيابة عن رئيس المجلس القضائي رئيس محكمة التمييزالقاضي هشام التل في افتتاح ورشة “فن التعامل مع الاعلام” والتي ينظمها مركز حماية وحرية الصحفيين بشراكة مع المجلس القضائي لرؤساء المحاكم والنيابة العامة “ان الاعلام الاردني الرسمي وغير الرسمي ليس بعيدا عن هموم الدولة الاردنية ومواطنيها.فقد قام هذا الاعلام بدور رائد وصريح واصبح النافذة المشرعة التي ينظر الاردني من خلالها لمجريات الاحداث تباعا ومن وجهات نظر مختلفة وقد قام هذا الاعلام بدور رائد بتوجيه الراي العام وساهم مساهمة فاعلة في خدمة الصالح العام سواء ما تعلق بالدولة او المواطن” .
وتابع المساعدة حديثه في ورشة التدريب التي حضرها 30 قاضيا وقاضية واختتمت اعمالها في فندق البحر الميت العلاجي “لقد سلط الاعلام الضوء على مفاصل عديدة من مفاصل الدولة ،فاستطاع من خلال التوجيه والنقد الهادف ان يكون منارة للمسؤولين وبما يساعدهم على التزام جادة الصواب واتخاذ القرار الذي يتوافق مع متطلبات المجتمع ،بل وساعد في تحقيق الانفتاح الكبير والتواصل ما بين الدولة والمواطن ابتداء من رأس الحكم جلالة الملك مرورا بمكونات الدولة السياسية والمرفقية وقد كانت هذه المكاشفة واضحة من خلال التصدي للفساد ومحاربتة ودعم الاجهزة التي تتعامل مع هذه الظاهرة”.
وقال المساعدة”ولما كان القضاء الاردني سلطة رئيسة من سلطات الدولة الثلاث وهو الذي يؤدي رسالته السامية المقدسة المعروفة للجميع ،فان هذا القضاء استطاع رغم مظاهر اللجج والخلط والنقد التي اجتاحت مكونات التنظيم المؤسسي في الاردن ان يحافظ على سمعته وان يوطد هيبته.وكان ذلك بسبب النأي بنفسه عن التدخل في الصراعات المجتمعية والفكرية والعقدية السائدة ،وقد استطاع المحافظة على الثقة التي يتمتع بها من كل شرائح المجتمع والمؤسسات وبذلك بقي القضاء مصانا نزيها عفا بعيدا عن التجريح والشكوك ،وهذا يعني الكثير لاي دولة من دول العصر”.
واكد رئيس النيابة العامة ان الاعلام الهادف يعتبر عاملا من العوامل الرئيسة التي تساهم في حماية القضاء وابعاده عن مهاوي النقد والتجريح ،ومع ذلك فانه مع ايماني القوي الكامل بان القضاء قادر تماما على حماية نفسه والحد من اي تجاوز يطاله فانه في الوقت ذاته سيؤدي دوره في المحافظة على هيبة الدولة وقوة مؤسساتها ،واقول بأن النيابة العامة وهي الذراع القوي للقضاء تراقب وتشاهد كل ما يحدث من هفوات من بعض من بعض الجهات الاعلامية واتمنى ان لا نلجأ للقيام بدور المبادرة وقد قامت النيابة العامة بلفت نظر بعض الاعلاميين لتجاوزات قليلة صدرت .
وبين ان حضور هذه القيادات القضائية لورشة العمل هذه هي رسالة واضحة ومهمة بان قضاءنا منفتح ومطلع على كل المجريات والتطورات التي تؤثر على بلدنا والبلدان المجاورة ،ولكنه يقف الموقف القانوني المحدد له مع استيعابه لكل المفاهيم الطارئة وحضوره لهذا المؤتمر انما لاستماع المزيد مما يتحدث به المنظمون وغيرهم.
واختتم كلامه بالقول “اننا نكن كل الاحترام والاجلال لاعلامنا الوطني الهادف الذي يلتزم حدود القانون والمنطق ويبعث الامل والتفاؤل ولا يشكل نذر استياء وتشاؤم .
واذا كان الربيع العربي احمرا في منطقتنا فانه باذن الله اخضرا ويانعا ونقطف ورده ونشتم رائحة زهره في اردننا ،كل ذلك بفضل التعامل المنطقي العقلاني مع هذا الربيع واستحقاقاته ،حيث وكما تعلمون ان قيادتنا الفذة كانت هي السباقة للاخذ بزمام الامور وبما يحقق تطلعات المجتمع وما يخدم مصالح الوطن” .
من جانب اخر اعرب الرئيس التنفيذي لمركز حماية وحرية الصحفيين الزميل نضال منصور عن سعادته باستمرار العمل مع المجلس القضائي في هذه الورشة التي تهدف لتمكين السادة القضاة من تطوير مهاراتهم في التواصل مع الاعلام ضمن برنامج ” القضاء والاعلام” بالتعاون مع مشروع سيادة القانون في الاردن والممول من USAID.
واكد منصور بأن المركز يواصل عمله مع القضاة وبشكل منظم طوال السنوات الماضية،ونعتقد ان السلطة القضائية داعمة لحرية التعبير والاعلام .
وبين ان برنامج القضاء والاعلام بنسخته الثانية يسعى الى مساعدة الجسم القضائي على بناء ادوات فاعلة للتواصل مع الاعلام ،مشيرا بهذا الخصوص الى التدريب المتخصص لرؤساء المحاكم ،ويتبعه تدريب للصحفيين الذين يتخصصون في متابعة الشأن القضائي والمحاكم.
ونوه بأن البرنامج يأمل في نهاية المطاف ان يسهم في بناء مكتب اعلامي يتبع المجلس القضائي وينقل المعلومات ومواقف الجسم القضائي للصحفيين .
واشرف على ورشة التدريب التي استمرت لمدة ثلاثة ايام الزميل الاعلامي عامر الصمادي ،وساعده مدير البرامج في مركز حماية وحرية الصحفيين الزميل فتح منصور .
وتلقى المشاركون تدريبات نظرية وعملية على دور الاعلام والفنون والمهارات الاعلامية ، وكتابة البيان الصحفي وادارة المؤتمر الصحفي وكيفية التعامل مع وسائل الاعلام ، وسيقوم القضاة المشاركون بتطبيقات وتمارين عملية.