أصدر الإحتلال الإسرائيلي، ممثلا بوزير داخليته آفي ديختر، أوامر بمنع جميع أنشطة "القدس عاصمة الثقافة العربية 2009" في مدينتي القدس والناصرة في 21 آذار الجاري.
فقامت الشرطة الإسرائيلية باقتحام المراكز الثقافية وأغلقتها. غير أن المثقفين قرروا تحدي القرار، وكان العرض الموسيقى للاخوة جبران، 23 آذار، آخر مظاهر هذا التحدي.
قررت السلطة الفلسطينية الراعية للمهرجان، الذي يتنقل سنويا بين العواصم العربية بمبادرة من جامعة الدول العربية، الإعلان عن افتتاحه في شكل متزامن في خمسة مواقع، "أربعا منها في فلسطين (القدس وبيت لحم وغزة والناصرة) وآخر في الشتات (مخيم مار إلياس في لبنان) تعبيرا عن وحدة الشعب الفلسطيني… وعن كون القدس هي العاصمة المستقبلبة لدولة فلسطين" كما أوضح لـ"سكايز" سهيل ميعاري، مستشار برنامج مهرجان القدس عاصمة الثقافة العربية ومنسق البرامج الثقافية في الناصرة.
ووصف معياري تفاصيل قمع الأنشطة الثقافية في الناصرة قائلا:"في اليوم الأول، 21 آذار 2009، اقتحمت الشرطة الإسرائيلية المقر قبل خمس دقائق من البث المباشر لافتتاح المهرجان.
كان هذا هو المقر الرابع الذي اقتحم بعدما اكتشفوه أخيرا، اذ كنا قد قررنا أن نحضر أربع مقرات لكنهم اكتشفوها جميعا خلال ذلك اليوم وكان آخرها هذا المقر".
غير أن الثلاثي جبران (سمير ووسام وعدنان) أصرّ على تقديم عرضه الموسيقي الذي منعته السلطات الإسرائيلية في مركز محمود درويش في الناصرة يوم السبت 21 آذار، فأقاموه بعد يومين، مساء 23 آذار، في الناصرة بعد التهديد بتنظيمه في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية. وفي اليوم ذاته، استهل مسرح القصبة في رام الله عرض مهرجان الأفلام السورية بفيلم المخرج عمر أميرالاي "هناك أشياء كثيرة لأقولها" حول المسرحي الراحل سعدالله ونوس.
يذكر أن آخر قمع بقوة السلاح للثقافة الفلسطينية في القدس المحتلة قبل المهرجان الأخير كان عند إغلاق مسرح الحكواتي في 22 شباط 2009، وهو المسرح الذي أغلقه الإحتلال الإسرائيلي أكثر من ثلاثين مرّة من دون جدوى منذ تأسيسه في العام 1984 كما أوضح سابقا مديره جمال غوشة لـ"سكايز".
يعرب "سكايز" عن تضامنه مع فاعليات "القدس عاصمة الثقافة العربية 2009"، احتفالا بالثقافة الفلسطينية العربية، كما يعلن دعمه للمثقفين الذين يتحدون قرارات المنع في القدس والناصرة، ويدعو المثقفين في العالم العربي والعالم، الى التضامن مع الثقافة الفلسطينية.