يجري الجيش الأميركي في قاعدة غوانتانامو بكوبا تحقيقاً في كيفية اتصال أحد
المعتقلين بالجزيرة، متحدثاً عن أوضاع وصفها بالمزرية. واعتبر الجيش الأميركي
الاتصال مقابلة صحفية ومخالفة لاتفاقيات جنيف.
وكان المعتقل التشادي محمد القرعاني الذي أمرت محكمة أميركية اتحادية
بالإفراج عنه، قد أجرى اتصالاً الأحد الماضي مع رئيس قسم الحريات في شبكة الجزيرة
سامي الحاج -المعتقل السابق في غوانتانامو- وأطلعه على حال الإضراب والشغب التي
قال إنها تعم المعتقل.
ويقول الجيش الأميركي إن القرعاني استغل حقّه في إجراء اتصال عائلي مراقب،
وهو حق مكتسب لنحو عشرين معتقلاً أسقطت عنهم تهم الإرهاب، لكنه فوجئ باتصال محمد
بمعتقل سابق هو سامي الحاج.
اتصال القرعاني
وكان القرعاني قد شرح في اتصال هاتفي مع الحاج الأوضاع في غوانتانامو قائلا
إنه عندما رفض الخروج من زنزانته مطالبا بحصوله على حقوق أساسية تليق بإنسانيته،
ما كان من المسؤولين عن المعتقل إلا أن أحضروا له "فرقة الشغب وهي عبارة عن
ستة عسكريين يلبسون أقنعة وخوذات أحدهم يحمل كاميرا فيما يحمل آخر بخاخ غاز".
ويضيف أنهم جاؤوا "ومعهم درع بلاستيكي قوي وكبير فتحوا منه نافذة
صغيرة وأفرغوا علبتي غاز من البخاخ علي وبعدما كدت أختنق وسالت الدموع من عيني ولم
أعد أرى شيئا ولم أستطع التنفس فتحوا الباب وانهالوا جميعا علي بعدما طرحوني أرضا".
وأشار إلى أن أحدهم كان "يمسك برأسي ويضربه بالأرض وأنا أصرخ، فقلت
للمسؤول عنه انظر ماذا يفعل، فيرد علي إنه يقوم بواجبه، فكسر سني الأمامية وسال
الدم من فمي".
وردا على هذه الشهادة قالت وزارة الدفاع الأميركية للجزيرة بجملة مقتضبة "المعتقلون
لدينا يلقون معاملة إنسانية".
التعذيب بعهد أوباما
وقد أكد رئيس قسم الحريات في الجزيرة أن اتصال القرعاني يؤكد استمرار
التعذيب بحق المعتقلين في غوانتانامو في عهد إدارة الرئيس باراك أوباما.
وأشار سامي الحاج في تصريح للجزيرة إلى أن اتصال القرعاني هو الثاني من
نوعه، إذ اتصل به قبل أسبوعين وأخبره بأنه سيتصل به لاحقا مرة أخرى.
وأوضح أن القرعاني أخبره بالأحوال والمعاناة المستمرة للمعتقلين في
غوانتانامو رغم ما سمعه من المحامين من أن الأوضاع تحسنت في ظل إدارة أوباما، إلا
أنه أكد استمرار الأوضاع على سابقتها إبان وجود سامي الحاج.
وأكد الحاج أن الذي اتصل به محمد القرعاني لأنه يعرفه من صوته كما أنه
جاوره لفترة طويلة في غوانتانامو كما أخبره باتصاله بأخيه بالسعودية، حيث تأكد
رئيس قسم الحريات بنفسه من ذلك باتصاله بأخيه بالسعودية.
وبخصوص تصرف القرعاني رغم وجوده في قسم الترحيل حيث كان سيرحل إلى بلده
تشاد خلال أبريل/نيسان الجاري، قال سامي الحاج إن الوعود الأميركية دائما غير
صادقة، مشيرا إلى استمرار التعذيب كما حدث مع المعتقل الموريتاني أبو جعفر في
يناير/كانون الثاني الماضي.
من جانبه قال محامي بعض المعتقلين في غوانتانامو والمحاضر في مدرسة القانون
بجامعة ييل بولاية كونكتيكت الأميركية رمزي قاسم للجزيرة إن المهم في قضية محمد
القرعاني أنه رجل حر لأن قاضيا اتحاديا أمر بإطلاق سراحه.
وأشار إلى أنه يفترض أن تعيد إدارة أوباما القرعاني إلى بلاده لأنه كان
قاصرا عندما اعتقل، موضحا أن كل ما فعلته الإدارة الأميركية الحالية هو الطلب من
وزارة الدفاع إعادة النظر في وسائل التعذيب والاستجواب المستخدمة في غوانتانامو.
ودعا الدول العربية والإسلامية وخاصة السعودية واليمن والجزائر إلى
المطالبة بمعتقليهم الموجودين في غوانتانامو، مشيرا إلى أن ما حدث للقرعاني يحدث
يوميا لموكله المعتقل السعودي أحمد زهير المضرب عن الطعام منذ فترة طويلة ومعتقلين
آخرين.