ناقشت دراسة حديثة، الدور الكبير الذي لعبته وكالات الأنباء العالمية طوال العقود الماضية في تشكيل الرأي العام العالمي، والنفوذ الذي مارسته هذه الوكالات في احتكار المعلومة وتصريفها وفق هوى القوى الاستعمارية التي سادت بدايات القرن الماضي.
وكانت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية “كونا”، قد أعلنت عن إصدارها لكتاب “سماسرة الأخبار – دراسة حول وكالات الأنباء الدولية ومناطق النفوذ”، وأوضحت الوكالة الكويتية أن إصدارها الجديد يقع في 492 صفحة من الحجم المتوسط، و قام بإعداده الإعلامي العربي فريد آيار، الذي يشغل حاليا منصب الأمين العام لاتحاد وكالات الأنباء العربية “فانا”.
ويشتمل الكتاب على ثمانية فصول، تناولت نشأة وكالات الأنباء الدولية ومهمات هذه الوكالات، ثم ولادة وكالة الصحافة الفرنسية “فرانس برس” وتطور عملها، وظهور وكالة “رويترز” وتحولها إلى مؤسسة كبيرة وازدهارها، و إفلاس وكالة “يونايتدبرس” ثم وكالات الأنباء الدولية، وأخيرا العلاقة بين الوكالات الدولية والعربية. وركز الكتاب على ثلاث مؤسسات دولية هي “رويترز” ووكالة الصحافة الفرنسية و”الاسوشيتدبرس” لكونها لعبت أدوارا مختلفة “من حيث مساندة دول معينة تارة و إعلان الموضوعية والحياد تارة بالرغم من أنها ظلت في الحالتين تملك تأثيرا واسعا وكبيرا على جماهير المتلقين وعلى الدول في آن واحد معا” وفق ما جاء في الكتاب.
وقال الإعلامي محمد العجيري، رئيس مجلس إدارة “كونا” في تقديمه للكتاب، إن النتائج التي خلص إليها البحث تعتبر “دعوة غير مباشرة للإعلام الوطني للاعتماد على قواه الذاتية والانطلاق بعيدا عن مناطق نفوذ الوكالات العالمية”.
وشدد الكتاب، على أن “رويترز” و”فرانس برس”، وهما أكبر وكالتي أنباء عالميتين “ارتبطتا ولسنوات طويلة بالتوسع الاستعماري لبلديهما (بريطانيا وفرنسا)”، حيث ركز الكتاب على البحث في تاريخ ومستقبل هاتين المؤسستين، ومناقشة الدور الإعلامي لتلك الوكالات.