سند: مقتل 4 إعلاميين في العراق واليمن خلال آذار يرفع عدد شهداء الصحافة إلى 14 صحفي منذ بداية العام 2015

في تقريرها الشهري لحالة الحريات الإعلامية في العالم العربي

  • الحوثيون اختطفوا خمسة إعلاميين ما زال مصير ثلاثة منهم مجهولاً …
  • أعلى معدلات الانتهاكات وقعت في اليمن غالبيتها على يد مسلحين حوثيين ويليها انتهاكات سلطات الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين ...
  • الانتهاكات الجسيمة والجزائية بلغت نحو 4% من مجموع الانتهاكات
  • 154 انتهاكاً وقع على 91 إعلامياً وصحفياً ومصوراً إضافة لـ 7 مؤسسات إعلامية في 12 دولة عربية رصدها التقرير

أصدرت شبكة المدافعين عن حرية الإعلام في العالم العربي “سند” تقريرها الدوري الشهري حول الانتهاكات الواقعة على حرية الإعلام في العالم العربي لشهر آذار/ مارس 2015، في الوقت الذي يستمر فيه قتل الصحفيين بسبب عملهم المهني بممارسة الإعلام ونقل الحقيقة.

وقالت الشبكة أن 4 صحفيين وإعلاميين فقدوا حياتهم خلال شهر آذار 2015 بسبب عملهم في الصحافة والإعلام مما يرفع عدد الصحفيين الذين فقدوا حياتهم بسبب عملهم الإعلامي منذ بداية العام الحالي إلى 14 صحفيا وإعلاميا.

وقال التقرير أن 3 صحفيين ممن فقدوا حياتهم الشهر الماضي قتلوا عمداً رمياً بالرصاص، فيما فقد صحفي حياته أثناء التغطية بينما كان يقوم بتغطية “معركة تكريت” بين حركة النجباء إحدى فصائل المقاومة الإسلامية وبين تنظيم “داعش” في العراق.

وقد أقدم تنظيم “داعش” على إعدام صحفيان رمياً بالرصاص بعد اختطافهما في وقت سابق بسبب عملهم الإعلامي، حيث أقدم التنظيم على إعدام الصحفي “فاضل الحديدي”، ونفذ حكم الإعدام في أحد معسكرات التنظيم جنوب الموصل رميا بالرصاص وأمام الناس بعد أن تم احتجازه في معتقلات التنظيم لأكثر من ثمانية أشهر داخل المدينة، فيما أقدم التنظيم على إعدام الصحفي العراقي بفضائية الموصلية “علاء مازن عبد الله” رمياً بالرصاص في مدينة الموصل أيضاً بعد أن اختطفته في أغسطس من العام الماضي 2014.

وفي اليمن أقدمت مجموعة مسلحة لم تعرف هويتها على اغتيال الإعلامي البارز “عبد الكريم الخيواني” أثناء خروجه من منزله.

وأظهر التقرير مدى انتهاكات حرية الرأي والتعبير والإعلام التي ارتكبتها جماعة الحوثي في اليمن، وذلك قبل وأثناء إحكام سيطرتها على العاصمة صنعاء ومن ثم بدء ما أطلق عليه اسم “معركة الحزم”، حيث ارتكب مسلحون حوثيون انتهاكات جسيمة أبرزها اختطاف خمسة إعلاميين ونقلهم إلى أماكن مجهولة دون تحديد مواقع اعتقالهم، ولاحقا تم إجلاء مصير اثنين من المختطفين وعادوا إلى عائلاتهم، فيما بقي مصير ثلاثة منهم مجهولا.

وعرض التقرير 70 واقعة انتهاك تمكن الراصدون والباحثون في شبكة “سند” من رصدها وتوثيقها والتثبت من وقوعها، وتضمنت الحالات 31 نوعاً وشكلاً من أنواع الانتهاكات التي يتعرض لها الإعلاميون في دول العالم العربي، وسجل 154 انتهاكاً وقع على 91 إعلامياً وصحفياً ومصوراً إضافة لـ 7 مؤسسات إعلامية في 12 دولة عربية هي: تونس، الجزائر، السودان، سوريا، السعودية، الصومال، العراق، فلسطين (الضفة الغربية وقطاع غزة)، لبنان، مصر، المغرب واليمن.

وحدد التقرير 13 جهة قامت بالاعتداء وارتكاب الانتهاكات تجاه إعلاميين وصحفيين في 70 حالة رصدها ووثقها خلال مارس 2015، وأظهرت المؤشرات بأن الأجهزة الأمنية في الدول العربية المرصودة لا تزال ترتكب أعلى مستويات الانتهاكات كماً، وقد ارتكبت نحو 35.7% من مجمل الحالات بواقع 25 حالة، يليها مباشرة الانتهاكات التي ارتكبتها جماعة الحوثي في اليمن وكان أبرزها الاختطاف والاختفاء القسري وبلغت نسبتها 11.4% بمعدل 8 حالات.

وبلغت نسبة الانتهاكات الجسيمة والجزائية نحو 47.4% من مجموع الانتهاكات التي وثقها التقرير لشهر آذار، مشيراً إلى أنها نسبة مرتفعة كثيراً وتكاد تصل إلى نصف مجموع الانتهاكات، وعلى الرغم من فداحة هذه الانتهاكات إلا أن مرتكبيها يفلتون عادة من العقاب.

أظهرت معدلات الانتهاكات التي عرضها التقرير أن أكثر هذه المعدلات وقعت خلال آذار الماضي في اليمن بنحو 31 انتهاكاً بعد أن كانت السودان متصدرة لقائمة الانتهاكات في فبراير بنحو 48 انتهاك.

انتهاكات سلطات الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين جاءت في المرتبة الثانية بنحو 27 انتهاكاً، يليها مباشرة المغرب 19 انتهاكاً، ثم العراق بنحو 18 انتهاكاً، مصر 16، تونس 13، السودان 9، الانتهاكات في كل من أراضي الضفة الغربية ارتكبتها أجهزة السلطة الوطنية الفلسطينية 8، يليها لبنان بمعدل 5 انتهاكات، الصومال 4، السعودية 2 وأخيراً الجزائر وسوريا بمعدل انتهاك واحد لكل منهما.

وفي الحقوق الإنسانية المعتدى عليها سجل التقرير 49 انتهاكاً وقع على الحق بالسلامة الشخصية، وقد جاء الاعتداء على هذا الحق بالدرجة الأولى خلال شهر مارس، وقد وثق الباحثون 23 اعتداءاً جسدياً، 11 حالة إصابة بجروح، 6 حالات اعتداء لفظي، 4 التهديد بالإيذاء، 3 حالات معاملة مهينة وأخيراً حالتي تهديد بالقتل.

وقال التقرير أن 36 انتهاكاً وقعت على الحق بحرية الرأي والتعبير والذي سجل ثاني أعلى معدلات الانتهاكات خلال مارس 2015 بعد أن جاء في المرتبة الأولى في فبراير الماضي، فقد وثق التقرير 23 حالة منع من التغطية، 4 حالات مضايقة، 3 حالات استدعاء أمني للتحقيق، حالتي حذف محتويات الكاميرا، وأخيراً حالة واحدة لكل من المصادرة بعد الطبع، القرصنة الإلكترونية، المنع من البث الإذاعي والفضائي والرقابة المسبقة.

وسجل التقرير 24 حالة انتهاك وقعت على الحق بالحرية والأمان الشخصي وهي إحدى أهم الحقوق الإنسانية التي تنتهك وتقع على الإعلاميين، وهو ذات المعدل الذي سجله التقرير لشهر فبراير الماضي، إلا أن حالات الاعتقال التعسفي زادت بنحو الضعف حيث سجل الراصدون 12 حالة اعتقال تعسفي مقارنة مع 7 حالات سجلت في فبراير، في المرتبة الثانية يأتي انتهاكي حجز الحرية والاختطاف والاختفاء القسري بمعدل 5 حالات لكل منهما، يليهما انتهاكي حجز الوثائق الرسمية والحبس والتوقيف بمعدل حالة واحدة لكل منهما.

22 حالة انتهاك رصدها التقرير ذات الصلة بحق التملك، فقد سجل 5 حالات خسائر بالممتلكات، و5 حالات اعتداء على مقار العمل، 4 الاعتداء على الممتلكات الخاصة، ثم 3 حالات مصادرة أدوات العمل، حالتين لكل من الاعتداء على أدوات العمل والإضرار بالأموال وأخيراً حالة واحدة حجز أدوات العمل.

ووثق الباحثون 14 حالة لمحاكمات غير عادلة وقعت في آذار، مقابل 11 حالة وقعت في شهر فبراير الماضي، مباشرة يأتي أكثر الحقوق الإنسانية خطورة على الإعلاميين والصحفيين وهو الحق في الحياة حيث سجل التقرير 4 حالات فقدان للحياة.

وسجل التقرير 4 حالات اعتداء على حرمة الأماكن الخاصة، فيما سجل حالة واحدة في الحق بمعاملة غير تمييزية تمثلت بالتمييز على أساس العرق والجنس والدين والفكر، بانخفاض كبير وملموس عندما سجل التقرير تكرار هذا النوع من الانتهاكات 16 مرة في شهر فبراير 2015.

يذكر أن شبكة المدافعين عن حرية الإعلام في العالم العربي “سند” ستقوم بإشهار تقريرها السنوي بنسخته الثالثة حول حالة الحريات الإعلامية في العالم العربي لعام 2014 يوم الثالث من أيار المقبل والذي يصادف اليوم العالمي لحرية الصحافة، وذلك بعد أن أصدرت ملخصاً إعلامياً في العاشر من شباط/ فبراير من العام الحالي 2015.