* داعش قتلت 4 إعلاميين … والحوثيون اعتدوا على الصحفيين واختطفوهم في اليمن …
* إسرائيل ارتكبت 30 انتهاكاً بحق الصحفيين الفلسطينيين … والمنع من التغطية يتصدر الانتهاكات بداية العام 2015
فَقدَ 6 إعلاميين حياتهم بسبب العمل الإعلامي مع مطلع العام الجديد 2015، أربعة منهم قضوا بالقتل العمد و/ أو الإعدام التعسفي من قبل ما يعرف بـ”تنظيم الدولة الإسلامية” في كل من العراق وسوريا، في حين فقد إعلاميان حياتهما أثناء قيامهما بالتغطية الإعلامية بالميدان في العراق واليمن.
جاء ذلك في التقرير الرصدي الشهري الذي تصدره شبكة المدافعين عن حرية الإعلام في العالم العربي “سند” عن الانتهاكات الواقعة على الإعلاميين في دول العالم العربي.
ووثق التقرير خلال شهر كانون الثاني/ يناير الماضي 290 حالة انتهاك سجلت في 94 واقعة بحق 56 إعلامياً وصحفياً و38 مصوراً صحفياً وتلفزيونياً، إضافة إلى 36 مؤسسة إعلامية، جميعها وقعت في 16 دولة ومنطقة عربية هي: اليمن، السودان، مصر، السلطة الوطنية الفلسطينية (الضفة الغربية وقطاع غزة)، سوريا، المغرب، العراق، لبنان، تونس، الصومال، الأردن، البحرين، الجزائر، موريتانيا وليبيا.
وبين التقرير أن نسبة الانتهاكات الجسيمة الجزائية والتي عادة ما يفلت مرتكبوها من العقاب قد شكلت 30% من مجموع الانتهاكات.
وسجل الاعتداء الجسدي أعلى نسب الانتهاكات الجسيمة بنحو 22 حالة، يليه الاعتقال التعسفي 19، الاستهداف المتعمد بالإصابة 11، الإصابة بجروح 10، القتل العمد والقتل أثناء التغطية 6، ثم التهديد بالقتل 6 حالات، الاختطاف والاختفاء القسري 5، إيذاء ذوي القربى 4، التعذيب 2 والحبس والتوقيف 2.
منع توزيع الصحف المؤيدة لـ“شارلي إيبدو” …
ولاحظ التقرير منع توزيع ونشر عدد من الصحف والمجلات في كل من لبنان والمغرب وسوريا بسبب إعادتها نشر الرسوم التي اعتبرت مسيئة للرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، تضامنا مع صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة.
وسجلت الشبكة مصادرة وإتلاف عدد من الصحف ومنع تداولها باعتبارها مسيئة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في مناطق المعارضة بحلب في سوريا، حيث قامت شعبة المعلومات التابعة للمعارضة السورية بمصادرة وإحراق كل من أعداد صحيفة سوريتنا، عنب بلدي، صدى الشام وتمدن، وفي لبنان منعت السلطات المحلية توزيع أعداد صحيفتي “لوموند” و”ليبراسيون” الفرنسيتين اللتين نشرتا صوراً لصحيفة “شارلي إيبدو”، وفي المغرب أوقفت الحكومة توزيع خمسة صحف ومجلات فرنسية بسبب إعادتها نشر الرسوم المسيئة للرسول.
وأظهرت معدلات الانتهاكات التي تمكن والراصدون في شبكة “سند” من رصدها وتوثيقها، أن أكثر هذه الانتهاكات وقعت خلال يناير الماضي في اليمن بمعدل 82 انتهاكاً، يتبعها مباشرة السودان 42 انتهاكاً، ثم مصر 33، ثم انتهاكات سلطات الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين بنحو 30 انتهاكاً، ويليها الانتهاكات الواقعة على الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية 21 انتهاكاً ارتكبتها أجهزة السلطة الفلسطينية والحكومة المقالة في غزة، سوريا 18، المغرب 15، العراق 12، لبنان 8، تونس والصومال 6 حالات في كل منهما، الأردن 5، البحرين 4، الجزائر وموريتانيا 3 انتهاكات في كل منهما وأخيراً ليبيا بنحو انتهاكين فقط.
وتمكن الباحثون في شبكة “سند” من توثيق 105 انتهاكات على الحق بحرية الرأي والتعبير والذي سجل أعلى معدلات الانتهاكات خلال يناير الماضي، فقد وثق الباحثون 39 حالة منع من التغطية، 17 حالة مصادرة بعد الطبع، 14 حالة رقابة لاحقة، 9 حالات منع من التوزيع، 6 استدعاءات أمنية للتحقيق، 5 حالات منع من العمل الإعلامي وجميعها وقع في اليمن، 4 حالات منع من البث الإذاعي والفضائي، 4 حالات حذف محتويات للكاميرا، 3 حالات قرصنة إلكترونية وقعت في لبنان، وحالة واحدة منع من النشر، حالة مضايقة، وحالة رقابة مسبقة، وأخيراً حالة واحدة لحجب المواقع الإلكترونية وقعت في الأردن.
وسجل التقرير 69 انتهاكاً وقع على الحق بالسلامة الشخصية، وهو نفس المعدل الذي سجل على الانتهاك الواقعة على حق التملك بواقع 69 انتهاكاً أيضاً، وقد وثق الباحثون 22 اعتداءاً جسدياً، 12 تهديد بالإيذاء، 11 حالة استهداف متعمد بالإصابة، 10 إصابات بجروح، 6 حالات تهديد بالقتل، 3 حالات معاملة مهينة، 3 اعتداءات لفظية وأخيراً حالتي تعذيب.
69 حالة انتهاك رصدها التقرير ذات الصلة بحق التملك، فقد سجل التقرير 26 حالة إضرار بالأموال نتيجة مصادرة الصحف بعد الطبع خاصة بالسودان، يليها 12 حالة خسائر بالممتلكات، 12 حالة حجز أدوات العمل، 7 اعتداءات على مقار العمل، 6 حالات مصادرة لأدوات العمل، 5 اعتداءات على ممتلكات خاصة، وحالة واحدة اعتداء على أدوات العمل.
وسجل التقرير 38 حالة انتهاك وقعت على الحق بالحرية والأمان الشخصي فقد وثق الباحثون 19 حالة اعتقال تعسفي، 6 حالات حجز للحرية، 5 حالات اختطاف واختفاء قسري غالبيتها وقع في اليمن، 4 حالات إيذاء لذوي القربى، حالتي حبس وتوقيف وحالتي حجز لوثائق وأوراق ثبوتية رسمية.
ووثق 5 حالات لمحاكمات غير عادلة، اثنين منها في الأردن، في حين تعرض صحفيان فلسطينيان لمحاكمات غير عادلة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وواحدة في السودان، فيما رصد 5 حالات في الحق بمعاملة غير تمييزية، منها 3 حالات تمييز على أساس العرق والدين والجنس والفكر، وحالتي تحريض واغتيال للشخصية.
الانتهاكات في الدول العربية ..
في الأردن نشر التقرير حالة توقيف الصحفيان هاشم الخالدي وسيف عبيدات وحجب موقع سرايا نيوز، حيث أحيل الصحفيان بتاريخ 28/1/2015 إلى مدعي عام محكمة أمن الدولة للتحقيق معهم حول نشر الموقع بذات التاريخ خبرا صحفيا تحت عنوان “محامي التنظيمات الإسلامية: صفقة التبادل مع داعش تمت وساجدة الريشاوي أصبحت بالعراق”، وقد صدر بحقهما مذكرة توقيف على ذمة التحقيق لمدة أربعة عشر يوما.
ونفت الحكومة الأردنية الخبر بعد نشره، حيث قام العاملون في موقع سرايا بحذفه، بعد ذلك اتصل المدعي العام مع الخالدي وطلب منه الحضور إلى دائرة المخابرات العامة، حيث وصل الخالدي وعبيدات الساعة الخامسة، وهناك تم تعصيب عينيهما وتقييدهما من الخلف ونقلهما بواسطة سيارات جيمس إلى سجن ماركا، حيث لا يزالا قيد الاعتقال.
وفي البحرين استهدفت قوات الأمن مصور ومراسل وكالة الأنباء الألمانية “مازن مهدي” ومصور رويترز للأنباء “حمد ” بالقنابل المسيلة للدموع، أثناء قيامهما بتغطية الاحتجاجات المتعلقة باعتقال “علي سلمان” في إحدى ضواحي العاصمة البحرينية المنامة.
ووثق التقرير 6 انتهاكات في تونس تمثلت بحالتي تهديد بالقتل، وحالة واحدة لكل من الاعتداء على مقار العمل، الاستدعاء الأمني للتحقيق، الرقابة المسبقة والمنع من النشر، ورصد حالة انتهاكٍ واحدة في الجزائر وقعت على الصحفية “سارة صوداقي” من قناة “الخبر كي بي سي” تمثلت بالاعتداء الجسدي واللفظي وذلك خلال قيامها بإعداد تقريرٍ إعلامي.
وسجل التقرير 42 حالة انتهاك في السودان، فقد قامت الأجهزة الأمنية في السودان بمصادرة الصحف بعد الطبع 13 مرة، مما أدى إلى الإضرار بالأموال 13 مرة، كما أدى إلى تسجيل 14 حالة رقابة لاحقة.
ورغم أن معدل الانتهاكات قد سجل انخفاضاً ملموساً خلال يناير الماضي في سوريا، إلا أن التقرير سجل حالة قتل عمد بحق الصحفي الياباني “كينجي غوتو” على يد ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، وقد رصد التقرير 18 انتهاكاً وقع في سوريا جاء أعلاها التهديد بالإيذاء بنحو 5 حالات، ثم المنع من النشر والمصادرة بعد الطبع والإضرار بالأموال بنحو 4 حالات لكل منهم، مع الإشارة إلى أن أخطر الانتهاكات الجسيمة ارتكبها تنظيم “داعش”.
وثق التقرير 6 انتهاكات وقعت بحق الإعلاميين وحرية الصحافة في الصومال، اشتملت على حالتي خسائر بالممتلكات، حالتي اعتداء على مقار العمل وإصابتين بجروح، وقد وقعت كلها في حادثتين منفصلتين تعرضت لهما محطة راديو جالكعيو الصومالية.
ومع بداية العام الجديد 2015 يستمر ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” بارتكاب أخطر الانتهاكات على الحق بالحياة من خلال القتل العمد و/ أو الإعدام، وتهديد الإعلاميين خاصة في العراق بالقتل والاختطاف، حيث قام بإعدام إعلاميين عراقيين كانا أول ضحايا الإعلام هذا العام، وتهديد إعلامي آخر بالقتل بسبب عملهم لدى مؤسسات إعلامية تختلف سياساتها وتوجهاتها للتنظيم وترفضه، بينما قتل مصور صحفي وأصيب آخران أثناء قيامهما بتغطية المواجهات بين الجيش العراقي وتنظيم “داعش”.
وارتكبت سلطات الاحتلال الإسرائيلي وقواته العسكرية 30 انتهاكاً تمكن الباحثون في شبكة “سند” من رصدها وتوثيقها، ورصد الباحثون 8 انتهاكات وقعت في قطاع غزة غالبيتها وقع على يد الحكومة المقالة في القطاع، وسجل التقرير 13 انتهاكاً وقع في أراضي الضفة الغربية من قبل أجهزة السلطة الوطنية الفلسطينية الأمنية.
ومن خلال الانتهاكات التي رصدها التقرير في لبنان، فقد تمكن التقرير من تسجيل 8 حالات 3 منها قرصنة إلكترونية تكررت على مدار 3 أيام ضد موقع الوكالة الوطنية للإعلام، وحالتي إضرار بالأموال وحالتي منع توزيع صحيفتين ناطقتين بالفرنسية لنشرها الرسومات التي اعتبرت مسيئة للرسول، وقرار بالجلب والاستدعاء الأمني بحق الإعلامي “فيصل القاسم” من قناة الجزيرة لتناوله أوضاع اللاجئين السوريين في لبنان.
ورصدت شبكة “سند” حالة انتهاكٍ واحدة في ليبيا قام بها مسلحون مجهولو الهوية، فقد تعرض مقر تلفزيون “النبأ” الإخباري لاستهداف مقره بقذيفتي “آر بي جي”، الأمر الذي تسبب في أضرار مادية بالمبنى دون وقوع خسائر بشرية.
وتعرض صحفيون وإعلاميون مصريون في الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، لاعتداءات عديدة في عدد من المناطق التي شهدت تظاهرات وتجمعات لإحياء هذه الذكرى وسط تواجد أمني كثيف من الأجهزة الأمنية، وتمكنت شبكة “سند” من رصد 33 انتهاكاً في ذلك اليوم وقع بحق 11 إعلامياً ومصوراً صحفي، منهم صحفية تحمل جنسية أجنبية.
ورصد التقرير 15 انتهاك في المغرب وقعت في حالتين، وقد ضمت الحالة الأولى خمس صحف ناطقة بالفرنسية لنشرها الرسومات المسيئة للرسول تضامناً مع صحيفة “شارلي إيبدو”، وهي الحالة التي تكررت في سوريا ولبنان، إضافة إلى منع السلطات المحلية تصوير برنامج لقناة فرانس 24.
وسجل التقرير واقعة انتهاك واحدة في موريتانيا تضمنت 3 أنواع من الانتهاكات، فبتاريخ 10/1/2015 قام مجهولون بالاعتداء على المدير الناشر لموقع “تقدمي” الزميل “حنفي ولد دهاه” بينما كان في الطريق إلى منزله في مقاطعة تفرغ زينة وسط العاصمة نواكشوط.
وكشف التقرير أن جماعة “أنصار الله” أو ما يعرف بجماعة الحوثيين قد ارتكبت أعلى معدلات الانتهاكات خلال شهر يناير الماضي بالتزامن مع سيطرتهم على العاصمة اليمنية صنعاء، حيث سجل التقرير وقوع 82 انتهاكاً أخطرها كان الاختطاف والاختفاء القسري لأربعة إعلاميين، إضافة إلى الاعتداء الجسدي على 15 إعلامياً، كما سجل التقرير حالتي اعتداء على صحفيين وقعت على يد الأجهزة الأمنية الرسمية وحراسة الرئاسة اليمنية.
لقراءة وتحميل التقرير هنا