فقد 7 إعلاميين حياتهم خلال شهر أيار/ مايو الماضي بحسب التقرير الرصدي الشهري لشبكة المدافعين عن حرية الإعلام في العالم العربي “سند” والتي يتولى إدارتها مركز حماية وحرية الصحفيين.
وأشار التقرير أن حالات قتل الصحفيين في تصاعد مستمر حيث وصل عدد الصحفيين القتلى منذ بداية العام إلى 30 صحفياً.
وقال الرئيس التنفيذي لمركز حماية وحرية الصحفيين الزميل نضال منصور أن “الحق في الحياة يتقدم على باقي الحقوق التي نص عليها القانون الإنساني والشرعة الدولية لحقوق الإنسان، وإهدار هذا الحق بقتل الصحفيين هو إهدار لكافة الحقوق الإنسانية وبنفس الوقت تعدي خطير على حق الناس بمعرفة ما يدور حولهم من أحداث”.
وأضاف منصور أن “استمرار استهداف الصحفيين بالقتل من قبل جماعات وتنظيمات مسلحة خاصة في العراق واليمن وسوريا لهو أكبر دليل على أن هذه التنظيمات أصبحت أكثر تهديداً لحرية الإعلام من السلطة الحاكمة، وأنها لا تريد أن يعرف الناس حقيقة ما تفعل”.
ودعا كافة المنظمات والمؤسسات المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان وحرية الإعلام إلى توحيد الجهود والعمل بشكل مكثف لحماية الإعلاميين وخاصة في مناطق الخطر والنزاعات والصراعات المسلحة.
ووثق التقرير مقتل أربعة صحفيين عراقيين قتلا عمداً على يد تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية “داعش” بعد اختطافهما من قبل التنظيم في أوقات سابقة، حيث قام تنظيم داعش بإعدام الصحفية “نادية النعيمي” التي كانت تعمل في قناة الموصلية الفضائية، بعد أن أقرت المحكمة الشرعية التابعة للتنظيم إعدامها رميا بالرصاص.
وقام تنظيم “داعش” بإعدام الصحفي “فراس ياسين” الذي كان يعمل بقناة نينوى، وأعدم التنظيم الصحفي “جاسم الجبوري” والذي كان يعمل في صحيفة نينوى المحلية، وتمت عملية الإعدام في أحد معسكرات التنظيم في جنوب الموصل.
وفارق الصحفي “ماجد الربيعي” الحياة بعد شهر من إصابته برصاص قناص تابع لتنظيم “داعش” أثناء مرافقته القوات الأمنية لتغطية معارك الكرمة.
وأشار التقرير أن حرية الصحافة في اليمن تتعرض لانتهاكات خطيرة في الفترة الأخيرة، حيث قتل الصحفيان “عبد الله قابل”مراسل قناة يمن شباب، والصحفي “يوسف العيزي” مراسل قناة سهيل بقصف طيران التحالف، بعد أن قام عناصر من جماعة الحوثي باختطافهما واستخدامهما دروعا بشرية في أحد المباني في محافظة ذمار.
وفي سوريا، قامت تنظيمات مسلحة مجهولة الهوية بقتل الصحفي “عبد الله المقداد” عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الصحفيين السوريين، بعد اختطافه العام الماضي من مدينة عدرا.
وأشار التقرير إلى أن الأجهزة الأمنية العربية وتنظيم ما يعرف “داعش” والتنظيمات المسلحة قد ارتكبت وتتحمل أكثر الانتهاكات الشر الماضي.
ووثق التقرير خلال شهر أيار/ مايو 13 نوعاً وشكلاً من أشكال الانتهاكات الجسيمة وذات الطابع الجزائي والتي يفلت مرتكبوها من العقاب عادة ولا يتعرضون للمحاسبة أو المسائلة، وبلغ مجموع هذه الانتهاكات الجسيمة 94 انتهاكاً وبنسبة بلغت 32.8% من أصل 286 انتهاكاً وثقها التقرير.
ولوحظ أن الاعتداء الجسدي ظل يتسيد قائمة الانتهاكات الجسيمة كما في الأشهر الماضية، حيث تكرر الشهر الماضي 34 مرة وبنسبة 11.8% من مجموع الانتهاكات مقابل 32 انتهاكاً في الشهر الذي سبقه (نيسان).
ووثق التقرير 79 واقعة انتهاك تضمنت 286 انتاكا وقعت على 120 صحفيا وإعلاميا، إضافة إلى 5 مؤسسات إعلامية في 14 دولة عربية هي: الأردن، تونس، الجزائر، السودان، سوريا، الصومال، العراق، فلسطين (الضفة الغربية وقطاع غزة)، قطر، لبنان، مصر، المغرب، موريتانيا واليمن. والجدير بالذكر أن واقعة أو حالة الانتهاك قد تتضمن أكثر من شكل ونوع للانتهاك.
وأظهر التقرير استمرار انتهاك المنع من التغطية بالاستحواذ على أعلى معدلات ونسب الانتهاكات وقد تكرر خلال شهر أيار الماضي 48 مرة بنسبة بلغت 16.7%، واستمر الاعتداء الجسدي ثاني أعلى المعدلات بتكراره 34 مرة وبنسبة 11.8% من مجموع الانتهاكات.
وسجل التقرير 23 انتهاكاً بحجب المعلومات وبنسبة 8% وحل في المرتبة الثالثة في سلم أشكال وأنواع الانتهاكات، يليه مباشرة الإصابة بجروح 6.6% وتكرر 19 مرة، ثم المضايقة وتكرر 16 مرة بنسبة 5.6%، يليه التهديد بالإيذاء والذي تكرر 14 مرة بنسبة %4.9، ثم حجز الحرية بنسبة%4.2 ، وتكرر 12 مرة.
وتساوى انتهاكا المصادرة بعد الطبع والإعتقال التعسفي بتكرار بلغ 11 مرة وبنسبة 3.8% لكل منهما، فيما وثق التقرير 10 انتهاكات إضرار بالأموال، و9 انتهاكات للمعاملة المهينة والاعتداء اللفظي بسبب العمل الصحفي.
وتكرر انتهاك الخسائر بالممتلكات 8 مرات، يليه مباشرة القتل العمد والاعتداء على أدوات العمل متساويان بـتكرار بلغ 5مرات لكل منهما.
أما انتهاكات المنع من الطباعة والصدور، الاستهداف المتعمد بالإصابة، التهديد بالقتل، وحجز أدوات العمل فقد تكررت 4 مرات لكل منهم خلال أيار الماضي.
ويليها كل من الاختطاف والاختفاء القسري، حذف محتويات الكاميرا، مصادرة أدوات العمل، والرقابة المسبقة بتكرار بلغ 3 مرات لكل منهم.
فيما تكرر انتهاك القتل أثناء التغطية، التدخل في العمل الإعلامي، والمنع من النشر مرتين لكل منهم.
وتكرر لمرة واحدة فقط كل من انتهاكات الحبس في مكان مجهول، المنع من العمل الإعلامي، المنع من التوزيع، الاعتداء على مقار العمل، الاعتداء على حرمة الأماكن الخاصة، الاعتداء على الممتلكات الخاصة.
وأفرز التقرير قائمة خاصة بالجهات المعتدية والمنتهكة، تصدرت الأجهزة الأمنية في الدول المرصودة قائمة الجهات التي تسببت بالانتهاكات الموثقة في هذا التقرير أو كانت السبب في وقوعها من بين 18 جهة قام الباحثون في شبكة “سند” من تصنيفها حسب المعلومات التي تمكنوا من الوصول إليها في كل حالة من الحالات التي رصدها التقرير، حيث ارتكبت الأجهزة الأمنية انتهاكات في 32 حالة وبنسبة 40.5% من مجموع الحالات، وما يرفع نسبة اعتداءات الأجهزة الأمنية هو الاعتداءات التي ارتكبتها الأجهزة الأمنية في مصر خاصة الجماعية منها، يليها 8 حالات من الاعتداءات على الصحفيين ارتكبها مايعرف بـ تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في العراق وسوريا وأبرزها إعدام الصحفيين، وبمعدل 6 حالات قامت كل من قوات الاحتلال الإسرئيلي في فلسطين والتنظيمات المسلحة في عدد من الدول المرصودة بانتهاك حقوق الصحفيين.
لقد تساوى مجهولي الهوية، دوائر ومؤسسات حكومية، ومواطنين عاديين في 4 حالات انتهاك لكل منهم وقعت على الصحفيين والإعلاميين.
وتسببت جماعة الحوثي في اليمن بحالتي انتهاك للصحفيين، لتتساوى مع المسؤولين والمتنفذين، والأندية الرياضية.
وتعرض الصحفيون لحالة انتهاك واحدة في دول العالم العربي تسبب بها كل من الجامعات والمعاهد، مؤسسات مجتمع مدني، المستوطنين الإسرائيليين، المؤسسات إعلامية، رجال دين، الأحزاب والنقابات، أخيرا المنظمات الدولية.