اعتدت عناصر الشرطة التابعة لحكومة “حماس” المقالة في غزة، بعد ظهر يوم الأربعاء 17 حزيران/يونيو 2015، على طاقم صحيفة “الغارديان” (The Guardian) البريطانية الذي ضّم كلاً من الصحافية الاسترالية فيبي جرينود والمصور الصحافي البريطاني ماثيو هيود والصحافي الفلسطيني حازم بعلوشة، أثناء تصويرهم بعض مشاهد اللاجئين ضمن فيلم حول ذكرى الحرب، في أحد مراكز الإيواء التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الانروا” (مدرسة الزيتون) في حي تل الهوا جنوب مدينة غزة.
وقال بعلوشة في شهادة كتبها للمراكز الحقوقية: “حين بدأنا بالتصوير كانت جميع المشاهد خارج مبنى المدرسة، حين كان الأهالي يحزمون أمتعتهم على عربات وسيارات، وبدأ بعض المواطنين بالحديث عبر الكاميرا أنه يتم إخراجهم بالقوة وأن لا مأوى لهم، وفجأة بعد مرور أقل من عشر دقائق من التصوير خارج المبنى، خرجت مجموعة من الشرطة يتسلّح معظم أفرادها بالهراوات وبعضهم بأسلحة الكلاشنيكوف”.
أضاف: “توجه شخص منهم نحونا وكان يرتدي الزي المدني، وبدأ بلهجة تملؤها العنجهية والعنف يقول لنا هاتوا ذاكرة الكاميرا ولا يسمح لكم بالتصوير هنا، سألته من أنت فردّ أنا الشرطة، قلت له ولكنك ترتدي زياً مدنياً، فقال لي أنا المباحث “مش معبّي عينك؟”، ليتدخل بعد ذلك عنصر آخر يرتدي زيّ شرطي وهو برتبة رائد ومن قوات حفظ النظام ويسحب الكاميرا بعنف من المصور البريطاني”.
وتابع بعلوشة: “بدأ الضابط الاول الذي يرتدي الزي المدني بالحديث معي داخل المدرسة ويدفعني بقوة من صدري ورفع يده محاولاً ضربي ويوجه لي عبارات القدح والشتم مثل “بكفي فلسفة، إنت واحد سافل، إنت مين متفكر حالك، انا بخبط ع رقبتك هنا”، ثم سحب كارت الذاكرة من الكاميرا وترك الكاميرا معنا”.
وأوضح بعلوشة أنهم ظلوا محتجزين داخل المدرسة، وعند حوالى الساعة الثالثة جاء شخص بلباس مدني صادر الكاميرا وأجهزة الصوت والذاكرة وبطاقته الصحافية وغادر المكان.
ولفت إلى أنه تم بعد ذلك نقله إلى مركز شرطة العباس، وسط مدينة غزة، في حين سُمِح لزميليه الأجنبيَّين بمغادرة المكان، مضيفاً: “تم نقلي إلى المركز بسيارة الشرطة، واستطعت إحضار سيارة تاكسي عبر الهاتف لنقل الاجنبيَّين إلى الفندق، بعدما رفض الضابط أن يذهب أي منهما معي إلى مركز الشرطة”.
وأشار الى أنهم لم يسمحوا له باستخدام هاتفه النقال في مركز العباس حيث تم التحقيق معه، ونقلوه بعد ذلك إلى السجن بعد أن سلّم جميع أغراضه الشخصية، موضحاً أنه مكث في داخل النظارة حوالى 45 دقيقة أو أكثر، قبل الإفراج عنه، ولم يسترجع معداته إلا بعد تدخل المتحدث باسم حركة “حماس” فوزي برهوم، والذي أوصله إلى الفندق بسيارته الخاصة، وكانت ذاكرة الكاميرا كما هي ولم يتم حذف شيء منها.