صوت العراق –
مواجهة الموت والعمل في مجال المستحيل هو ما يطلقه صحافيو الموصل على عملهم بعد سيطرة تنظيم ” الدولة الاسلامية” داعش ، على المدينة في شهر حزيران عام 2014، في حين يرى المرصد الصحفي للحريات الصحفية أن التنظيم شن حملة ملاحقة أمنية كبيرة لجميع العاملين في قطاع الاعلام بـقرار من محكمته الشرعية بتهمة مخالفة التعليمات وتسريب معلومات من داخل المدينة لوسائل إعلام محلية وأجنبية.
ويكشف المرصد الصحفي أن التنظيم يمتلك قوائم كاملة باسماء وعناوين العاملين في المؤسسات الصحفية، وهو ما يجعل جميع الصحافيين عرضة للقتل.
الحقيقة مستهدفة في الموصل
ويقول عضو مجلس محافظة نينوى حسن سبعاوي في حديثه لشبكة رووداو الأعلامية إن “الحقيقة بشكل عام مستهدفة في الموصل بعد سيطرة تنظيم (داعش) عليها”، مبينا أن “التنظيم عمل على انهاء عمل السلطة الرابعه في المدينة بخطة ممنهجة من خلال استهدافهم وقتلهم”.
ويؤكد سبعاوي أن “الخطر لا يقتصر على الصحافيين في الموصل بل يتعداه الى المواطنين الذين يقومون بايصال المعلومة بشكل سري الى وسائل الاعلام المختلفة”، مشيرا إلى أنه “قبل ايام قام تنظيم داعش بمداهمات عشوائية للبيوت، وذلك للبحث عن اجهزة الموبايل والحاسوب ، وهذا يؤكد قيام داعش بتضييق الخناق يوما بعد اخر لجعل الموصل كمنطقة ابعد مايكون عن العالم”.
واقدم مسلحو داعش لاعدام الصحافية اخلاص غانم رميا بالرصاص ، كما قتل ايضا مدير اذاعة الرشيد في الموصل يحيى عبد حمد ، والصحفي عادل الصائغ، والصحفي يحيى الخطيب ، والمصور الصحفي جلاء العبادي ، وفاضل الحديدي ، ومهند العكيدي ، وعلي النوفلي ، ومقدمة البرامج في قناة الموصلية الفضائية ميسون الجوادي ، وجمال المصري .
ويقدر عدد الصحفيين الذين تمت تصفيتهم جسديا في مدينة الموصل ( 400 كم شمال العاصمة) نحو 25 صحفي بحسب مركز الحريات الصحفية ومقره بغداد .
مصير مجهول للعمل الصحفي
ويواجه الصحافييون الموصليون ظروفا صعبة في ظل تسريح اغلب وسائل الاعلام لموظفيها العاملين في الموصل بعد سيطرة تنظيم داعش على المدينة أما العمل الصحفي فيواجه مصيرا مجهولا بحسب صحافيين موصليين.
ويقول محمد البياتي وهو صحفي في قناة الموصلية سابقا في حديثه لشبكة رووداو ، إن ” العمل الصحفي وصحافيي الموصل اليوم يواجهان مصيرا مجهولا فبالنسبة للعمل الصحفي فان الحصول على المعلومة بات يقتصر على الشارع من خلال المواطنين الذين يتمتعون بالوطنية ويواجهون خطرا حقيقيا فيما لو تم اكنشافهم”.
ويرى البياتي انه “بالنسبة للصحفيين فقد تخلت عنهم وسائل الاعلام التي كانوا يعملون بها اما وسائل الاعلام المحلية والقنوات الموصلية التي كان يعمل بها البعض منهم فقد تحولت الى رماد”.
ويؤكد البياتي “عدم مسانده اي جهة للصحافيين الموصليين”، موضحا أن “أي جهة لم تحرك ساكنا لمساندة صحافيي الموصل لا منظمات محلية ولا دولية وحتى نقابة الصحافيين العراقيين اتخذت موقف صامت من قضيتهم واكتفت بتجديد عضويتهم في النقابة مجانا”.
ويختتم البياتي حديثه بنبرة حزينة، يمكننا القول أن “الصحافيين يواجهون الموت قتلا داخل الموصل والموت جوعا خارجها”.