أعربت
الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان امس الاثنين 8/يناير الجاري عن أنزعجها الشديد من لجوء ورثة إحدى العائلات
الإقطاعية لمحاكمة الكاتبة والدكتورة الجامعية شيرين أبوا لنجا والكاتبة والناشطة
السياسية شاهنده مقلد ، والناشر محمد هاشم مدير دار ميريت للنشر. بتهمة السب
والقذف ومحاولة مصادرة وثيقة تاريخية صدرت في كتاب.
وكان بعض
ورثة أسرة إقطاعية تدعى عائلة عزيز الفقي قد أقاموا دعوى جنائية ضد الكاتبتين
والناشر يطالبون فيه بعقاب الثلاثة بتهمتي السب والقذف فضلا عن مصادرة الكتاب الذي
أصدرته دار ميريت تحت عنوان "من أوراق شاهنده مقلد" والذي تحكي فيه بعض
وقائع وممارسات الإقطاع في قرية كمشيش بمحافظة المنوفية في عقدي الخمسينات
والستينات من القرن الماضي ، والتي أسفرت عن مقتل الناشط السياسي "صلاح
حسين" زوج الكاتبة والناشطة السياسية شاهنده مقلد في عام 1966، حيث يمثل هذا
الكتاب وثيقة تاريخية هامة على هذه الفترة الزمنية ، وهو ما اعتبره بعض أفراد هذه
الأسرة التي نسب إليها العديد من التجاوزات والممارسات في هذه الحقبة سبا وقذفا
فقاموا برفع قضية جنائية لمعاقبة الثلاثة بالسجن ومطالبين بمصادرة الكتاب نفسه.
وجدير
بالذكر أن أفرادا من نفس هذ الأسرة قد نسب إليهم العديد من التجاوزات الغير
قانونية ضد بعض الفلاحين في قرية ميت شهالة بنفس المحافظة في منتصف عام 2005م ثم
تحولت إلي قضية شابها العديد من التجاوزات وثقتها بعض المنظمات الحقوقية في بيان
صادر في 20 يوليو 2005م تحت عنوان " نداء للرأي العام وإلى نادي القضاة ،
عدالة غائبة وانحياز صارخ في قضية نضعها بين أيديكم" .
وقال جمال
عيد المدير التنفيذي للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان " هذه القضية
تهديد خطير لحرية الرأي والتعبير ومحاولة لحجب وتداول المعلومات عن واقعة هامة في
التاريخ المصري ، تمثل مقاومة الإقطاع الذي شهدتها مصر قبل وبعد ثورة يوليو 1952،
والذي يبدو أنه مستمر حتى اليوم ، ولا يجب أن نقف مكتوفي الأيدي أما من يحاولون
حرماننا من حقنا في معرفة جزء من تاريخنا كمصريين ".
يذكر أن
دار ميريت التي صدر منها الكتاب موضوع القضية ، كانت قد فازت بجائزة اتحاد
الناشرين الأمريكيين الدولية لحرية النشر في عام 2006م ، تقديراً لدورها والتزامها
المتواصل بالدفاع عن حرية التعبير في مناخ يمثل فيه الالتزام بهذه الأمور سبباً
لتعرضها للخطر .