قوات الأمن
– مرشحون
للعضوية يطعنون بقانونية إبقاء الجلسة مفتوحة حتى الجمعة
– فارق عددي
بين مجموع المقترعين والأصوات على لوحة النتائج
فشل الصحافيون
في انتخاب مجلس نقابتهم السابع والعشرين أمس بعد ملاسنات ومشاجرات حادة أدت إلى
جرح صحافي وتدخل قوات الأمن العام لفض النزاعات، ما ترتب عليه الخروج بقرار إجراء
جولة ثانية لانتخابات منصب النقيب يوم الجمعة المقبل، وسط جدل صحافي حول قانونية
القرار.
وفور إعلان
اللجنة المشرفة على الانتخابات قرارها إبقاء الجلسة مفتوحة حتى الجمعة المقبل
وتأجيل فرز أوراق اقتراع أعضاء مجلس النقابة، قدم مرشحون لعضوية المجلس طعونا
بالقرار، اللجنة تعتبره غير قانوني، وتطالب بإجراء انتخابات الجولة الثانية
لاختيار النقيب في نفس اليوم، ومن ثم فرز انتخابات النقيب والمجلس، لكن
اللجنة قررت حفظ الطعون.
وفي ردهات
المركز الثقافي الملكي الذي شهد فعاليات العملية الانتخابية أمس هدد مرشحون
باللجوء إلى القضاء للطعن في قرار اللجنة، الذي جاء على خلفية وجود فارق عددي بين
مجموع المقترعين وبين مجموع الأصوات التي جرى تفريغها على لوحة النتائج، فبينما
بلغ عدد المقترعين 649 منهم 13 صحافيا احتفظوا بأوراق الاقتراع لمنصب النقيب ولم
يعيدوها إلى الصندوق ما دفع اللجنة إلى اعتبار عدد المقترعين لمنصب النقيب 636
صحافيا، وصل مجموع عدد الأصوات التي سجلت على لوحة النتائج للمرشحين الثلاثة لمنصب
النقيب إلى 643.
ما دفع المرشحين
الثلاثة للاعتراض على فرز الأصوات والنتائج التي أفضى إليها. ورغم الفارق العددي،
لم يحقق أي من المرشحين النصاب القانوني اللازم لإعلان فوزه بمنصب النقيب (نصف عدد
المقترعين +1) بواقع 312 صوتا لرئيس تحرير جريدة الرأي عبدالوهاب زغيلات و256 صوتا
لمدير عام جريدة الدستور سيف الشريف و78 صوتا لمدير وكالة الأنباء الأردنية سابقا
عمر عبندة.
وجاء قرار
اللجنة المشرفة على الانتخابات بعد مفاوضات استمرت لأكثر من ساعتين بينها
والمرشحين لمنصب النقيب بحضور ومشاركة خبراء قانونيين، مستندا إلى المادة 25 من
قانون النقابة والصلاحيات المخولة لها.
وضمت اللجنة
المشرفة على الانتخابات والتي تم اختيارها من قبل الهيئة العامة للنقابة من
عبدالمجيد عصفور، عبد السلام الطراونة، جواد مرقة، جلال الرفاعي وعبدالحميد
المجالي.
وقررت اللجنة
اعتبار الجلسة مفتوحة إلى يوم الجمعة المقبل، وقبول الطعن المقدم من المرشحين
لمنصب النقيب وهم: عبدالوهاب زغيلات وسيف الشريف وعمر عبندة بنتائج الفرز، وقبول
انسحاب عبندة من ترشيحه لمنصب النقيب في الجولة الثانية، على أن تجرى جولة ثانية
لانتخابات منصب النقيب بين الشريف وزغيلات في العاشرة من صباح يوم الجمعة المقبل
وفي الموقع ذاته، وحفظ صناديق الاقتراع بعد تشميعها بالشمع الأحمر في مكتب النقيب
بدار النقابة وتحت حراسة أمنية.
وتنص المادة 25
من قانون نقابة الصحفيين على أنه عند اكتمال النصاب القانوني للهيئة العامة يجري
انتخاب النقيب وأعضاء المجلس في ورقتين منفصلتين وفي آن واحد، ويشترط للفوز بمركز
النقيب حصول المرشح له على الأكثرية المطلقة للحاضرين من أعضاء الهيئة العامة وإذا
لم يحصل أحد المرشحين على تلك الأكثرية في المرة الأولى، يعاد الانتخاب بين
المرشحين اللذين حصلا على أعلى الأصوات في الجلسة ذاتها، ويكتفى آنئذ بالأكثرية
النسبية وفي حالة تساوي الأصوات تجرى القرعة بينهما، على أن يتم انتخاب أعضاء
المجلس بالأكثرية النسبية وفي حالة تساوي الأصوات تجرى القرعة بين المتساوين.
واعتبر نقيب
المحامين صالح العرموطي أن قرار اللجنة المشرفة على الانتخابات بـ"تأجيل
انتخابات النقابة إلى أسبوع آخر غير قانوني، حيث إن النص جاء واضحا بضرورة أن تعاد
الانتخابات في نفس اليوم ولو أراد المشرع ذلك لأورد ذلك بنص قانوني صريح وواضح،
وهو ما يتيح الحق للمعترضين على القرار الطعن به".
من جانبه،
أوضح الصحافي يحيى شقير أن قرار اللجنة فيه "تحايل والتفاف على القانون"،
موضحا أن "عقد جولة ثانية يجب أن يكون في الجلسة ذاتها، وفي قرار اللجنة
اعتبار الجلسة مفتوحة فإن هناك تحايلا على القانون".
وعلى خلفية
المشاجرة التي نشبت بين مؤيدين لمرشحي منصب النقيب رئيس تحرير صحيفة الرأي زغيلات
ورئيس مجلس إدارة صحيفة الدستور الشريف، دارت مفاوضات مطولة بين المرشحين لمنصب
النقيب تقرر عقبها الاتفاق مع اللجنة المشرفة على عقد جولة ثانية لانتخاب المرشح
لمنصب النقيب بعد أسبوع.
وخيمت أجواء
من التوتر أثناء العملية الانتخابية، انتهت بمشاجرات نشبت بعد الانتهاء من عملية
فرز الأصوات لمنصب النقيب والتي كانت نتيجتها تشير إلى تقدم زغيلات.
وأمام دعوة
اللجنة لإجراء جولة ثانية لانتخاب النقيب، أكد صحافيون من أعضاء الهيئة العامة
للنقابة أنهم سيتنادون لمقاطعة الانتخابات احتجاجا على "المخالفة القانونية"
بتأجيلها أسبوعا، فضلا عن عدم استئناس اللجنة المشرفة برأي أعضاء الهيئة العامة
الذين كانوا متواجدين في المركز الثقافي الملكي، ما اعتبروه "تجاوزا على حقهم
في إبداء رأيهم".
وكانت النتيجة
لدى انتهاء عملية فرز الأصوات لمنصب النقيب تشير إلى تقدم الزغيلات على الشريف
بواقع 312 صوتا للزغيلات و256 صوتا للشريف و78 صوتا لعبندة، ما استدعى مطالبة
مناصري زغيلات بإعادة الفرز بعد فشل أي من المرشحين في الحصول على النصف زائد واحد
من ثقة الهيئة العامة حيث إنه اكتشف بعد الفرز أن هناك سبعة أصوات تزيد على عدد
المقترعين، فيما طالب مناصرو الشريف بجولة ثانية.
ويشار إلى أن
النتيجة كادت أن تحسم إذا ما حصل زغيلات على معدل 319 صوتا. وشارك في انتخابات
النقابة أمس 649 عضوا من أصل 680 عضوا يحق لهم الانتخاب، فيما بلغ عدد الأوراق
الموجودة في صندوق اقتراع النقيب 636 صوتا، علما أن 21 ورقة في صندوق الاقتراع
لمنصب النقيب كانت بيضاء.
وشهدت
الانتخابات لمجلس النقابة سخونة عالية أرجعها صحافيون إلى وجود تنافس قوي بين
المرشحين، سيما وأن اثنين من المرشحين لمنصب النقيب يشغلون مناصب قيادية في
مؤسستين صحافيتين.
واعتمد
المرشحون أمس في معركتهم الانتخابية على العلاقات الشخصية في اجتذاب الأصوات، حيث
ترددت كثيرا كلمة "بدنا فزعتكم"، فيما غابت البرامج الانتخابية عن
الذكر، رغم أن الأسابيع الماضية شهدت محاولات من قبل المرشحين لاستقطاب أكبر عدد
من الأصوات عبر التوجه لزملائهم ببرامج انتخابية وشعارات يحاكون من خلالها مطالب
أعضاء الهيئة العامة للنقابة، ورغبات في تغيير أداء النقابة.
وسبق المباشرة
في العملية الانتخابية إقرار الهيئة العامة لنقابة الصحفيين وبسرعة قياسية لكل من
التقرير المالي والإداري والمهني للنقابة، وتصديق الحسابات الختامية للسنة
المنتهية وإقرار موازنة السنة الجديدة، رغم أن الأيام الماضية حملت توقعات أن يطول
النقاش على التقرير المالي والإداري للنقابة ما يجعل من الانتخابات تبدأ في وقت
متأخر. يشار الى أن عدداً من الزملاء الصحافيين الذين يعملون في الخارج قد حضروا
الى المملكة لممارسة حقهم الانتخابي .