بالتزامن مع اليوم العالمي لحقوق الانسان، قامت السلطات السعودية باعتقال المدون السعودي الشهير فؤاد الفرحان وحتى يومنا هذا ما تزال اسباب اعتقاله غير معلنة.
"لا أريد أن أنسى في السجن" نداء اطلقه فؤاد قبل ايام قليلة على اعتقاله.
وفي الحادي عشر من كانون الاول الجاري، اقتحمت أجهزة الأمن السعودي مكتب المدون فؤاد الفرحان في شركة "سمارت انفو" في مدينة جدة واقتادته لجهة مجهولة.
ومنذ اسبوعين لم يتم الافراج عنه ولا حتى الافصاح عن الجرم الذي قاد السلطات الى زج هذا المدون في السجن.
وقالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان أنه ينبغي على السلطات السعودية أن تعلن عن أسباب اعتقال المدون السعودي الشهير وأسباب اختطافه من عمله .
كما واكدت أنه ما من سبب على الإطلاق يبيح للسلطات السعودية أن تحتجز الفرحان أو أي مواطن أخر دون سند من القانون ودون إبلاغه بأسباب هذا الاعتقال، بحيث يتحتم على السلطات السعودية أن تتطابق مواقفها المعلنة مع ممارستها الفعلية.
فهذه السلطات باتت مشهورة باعتقالاته الغامضة للمدونين السعوديين الذين باتوا أحد الداعمين للإصلاح السلمي في السعودية.
يعد الفرحان أحد أهم المدونين السعوديين والعرب وقد أشتهر بلقب عميد المدونين السعوديين.
وقد تميز بكتاباته الجادة والمناصرة للإصلاح في مدونته التي تحمل اسمه (www.alfarhan.org) وجعل شعارا لها " بحثاً عن الحرية، الكرامة، العدالة، المساواة، الشورى، وباقي القيم الإسلامية المفقودة.. لأجل رغد وخطاب".
الجدير بالذكر هو أن السلطات السعودية قد دأبت على التحرش بالمدونين السعوديين بين وقت وأخر والقبض على بعضهم مثل المدون السعودي "سرجون مطر" فضلا عن حجب العديد ن المدونات السعودية مثل مدونة حواء السعودية .
افاد جمال عيد المدير التنفيذي للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان " أنه أمر محير ومثير للريبة في حقيقة الموقف السعودي من الإرهاب ، فحين يعتقل شاب يكتب بشكل ناضج ، ويناوئ الإرهاب ويطالب بالإصلاح ويصعب أن تجد في كتابته أي تجاوز، فهذا مؤشر خطير على سيطرة المتشددين والمعادين لحرية التعبير والإصلاح في السعودية".
وقد أعتقد العديد من النشطاء السعوديين أن أجهزة الأمن سوف تفرج عن الفرحان بعد أيام وبمناسبة عيد الأضحى ، إلا أن مرور أسبوعين على اعتقاله ، دون أن تفرج السلطات السعودية عنه أو أن تعلن أسباب اعتقاله أو مكان احتجازه ، فهو أمر مثير للانزعاج و المخاوف من تعرضه لضغوط بسبب مناصرته الصريحة للإصلاحيين السعوديين ومطالبته بدعم الإصلاح كوسيلة رئيسية للتصدي للإرهاب.
من هو فؤاد الفرحان؟
ولد فؤاد أحمد الفرحان في عام 1975 م في مدينة الطائف وهو متزوج وله طفلان رغد ( 10 سنوات) و خطاب (5 سنوات).
حصل على شهادة البكالوريوس في الإدارة – تخصص تسويق من جامعة ايسترن واشنطن في الولايات المتحدة الاميركيّة.
وهو يعمل كمدير في شركة "سمارت انفو" في جده.
يعد الفرحان من أوائل المدونين السعوديين ومن أوائل الذين كتبوا ودونوا بإسمهم الصريح.
وقد تميّزت كتاباته بجراءتها وصراحتها مما جعله يتعرض لمضايقات أجبرته للتوقف عن التدوين لفترة، حتى قرر العودة للتدوين مرة أخرى في يوليو من عام 2007.
برز هذا المدون من خلال مدونته التي من خلالها اتسمت كتاباته بالجرأة الشديدة والنقد البناء ، مما أكسبه شهرة واحترام كبير بين المدونين السعوديين والعرب .
وقد افادت زوجته المسؤولين عن موقع "غلوبال فويسز" بأن اعتقاله مرتبط مباشرة بنشاطه التدويني وانه من الممكن ان يبقى في السجن لمدة شهر تحت ذمة التحقيق.
بعد ذلك سيسمح لعائلته بزيارته وسيسمح لهم بالاطلاع على قضيته والتهم التي يمكن ان توجه إليه. فؤاد على ما يبدو محتجز من دون تهمة أو محاكمة عند المركز الرئيسي للشرطة السرية لوزارة الداخلية (المباحث العامة) في جدة. وبعد ان تم اعتقاله في مكتبه اقتيد إلى منزله حيث صادرت الشرطة حاسوبه المحمول.
لن تكون هذه المرة الاولى التي يواجه فيها فؤاد متاعب مع السلطات السعودية.
ففي العام الماضي استجوب عدد من ضباط الشرطة بملابس مدنية فؤاد وأجبر على اغلاق مدونته بعد انقطاع دام عدة أشهرقرر مواصلة التدوين.
العديد من المدونين والناشطين بدؤوا بتنظيم حملة لتحرير فؤاد على freefouad.com للفت الانتباه اليه.
وحتى الآن تم انشاء مجموعة دعم على فايسبوك من أجل فؤاد وعدد أعضائها بلغ 295 عضو.
وعلى ما يبدو تأخذ الجهات الرسمية على الفرحان مناصرته لـمن سموا بـ(العشرة)، وهم الأكادميين السعوديين العشرة الذين اعتقلوا في وقت سابق من هذا العام بتهمة تمويل الإرهاب، دون أن تثبت عليهم التهمة حتى الآن.
وقد اطلق عليه لقب "عميد التدوين السعودي"، وهو اللقب الذي يحلو للمتابعين له تسميته به.
تنبأ مسبقاً
كان فؤاد الفرحان قد كتب رسالة ونشرها على موقعه قبل ان يتم القبض عليه وقد أتى فيها:
"علمت أن هناك أمر رسمي من أحد مسؤولي وزارة الداخلية للتحقيق معي و أنه سيتم اعتقالي في أي وقت خلال الأسبوعبن القادمين.
سبب إصدار هذا الأمر هو أنني كتبت عن المعتقلين السياسيين منذ فترة وهم يعتقدون أنني أقوم بعمل حملة دعائية للدفاع عنهم و الترويج لقضيتهم – اللي هي الإصلاح أو التغيير – في حين أن كل ما قمت به هو أنني كتبت بعض المقالات و وضعت بعض البانرات وطلبت من الإخوة المدونين أن يحذو حذوي.
طلب مني هذا المصدر أن أتعاون معه و أن أكتب اعتذار. لكني لا أدري عن ماذا يريدونني أن أعتذر؟ أأعتذر عن أنني قلت أن الحكومة كاذبة في ادعاءاتها باتهام الإصلاحيين بأنهم يدعمون الإرهاب؟
طلب مني المصدر أن أتوقع الأسوأ وهو أن يتم اعتقالي لمدة 3 أيام لحين كتابة تقرير جيد عني ومن ثم يفرجوا عني. و قد لا يكون هناك اعتقال أو حتى اعتذار لكن لو طالت المدة عن 3 ايام أريد أن تصل رسالتي هذه للجميع….لا أريد أن أنسى في السجن".