قالت مصادر أمنية عراقية أن صحافي عراقي يعمل
في قناة تلفزيونية تابعة للدولة اغتيل صباح السبت جنوبي بغداد في آخر ضحايا
الهجمات التي تستهدف العاملين في حقل الإعلام بالعراق.
وذكر مصدر أمني أن عناصر مجهولة فتحت النار على رائد قيس الشمري
الصحفي بقناة "العراقية" الرسمية بجوار مسكنه في ضاحية
"الدرة" في الساعة العاشرة مساءً الجمعة.
ويأتي مقتل الشمري كأحدث إضافة إلى سلسلة الهجمات ضد الصحافيين عقب
هجوم الخميس الذي استهدف تلفزيون "الشبابية" الخميس وراح 11 من العاملين
في القناة ضحية الهجوم الذي يشتبه في ضلوع المليشيات الشيعية في تنفيذه لاعتقاد
سائد أن توجهات الشبكة موالي للعرب السنة.
ويشار أن قرابة 85 صحافياً – غالبيتهم عراقيين – لقوا مصرعهم منذ
الغزو الأمريكي للعراق في مارس/آذار عام 2003 – أكثر من ضحايا الوسط الإعلامي خلال
حرب فيتنام أو الحرب العالمية الثانية.
ومع تواصل تردي الأوضاع الأمنية هناك، جاء العام الحالي، كأسوأ
الأعوام دموية، فقدت خلاله وسال الإعلام وحتى اللحظة 25 صحفياً على الأقل.
ويواجه الصحفيون الغربيون مخاطر مختلفة تتهدد حياتهم منها رصاصة
القناصة إلى القنابل المزروعة والتعرض للاختطاف، إلا أنها تبدو ضئيلة مقارنة بتلك
التي يتعرض لها نظرائهم العراقيين.
وقال جويل كامبانا، رئيس قسم الشرق الأوسط في "لجنة حماية
الصحفيين" ومقرها نيويورك، "العراق واحد من أخطر المهام الراهنة
للصحفيين في العالم."
واضاف قائلاً "حقيقة ليس هناك جبهات معارك والخطر يبدأ بمجرد أن
تطأ خارج الباب."
ولا تأتي المخاطر التي تتهدد الصحافيين فقط من العناصر المسلحة،
فالجيش العراقي اعتقل الصحفي كيشان البياتي، الذي تنتقد تقاريره قوات الأمن في
تكريت، مرتين ولا يزال قابعاً قيد الاعتقال منذ سبتمبر/أيلول الفائت.
ويتحفظ الجيش الأمريكي على مصور وكالة الأسوشيتد برس بلال حسين دون
توجيه الاتهام له منذ إبريل/نيسان.
وتقول لجنة حماية الصحفيين أن ثمانية صحفيين على الأقل – من CBS ورويترز والأسوشيتد برس ووكالة الأنباء
الفرنسية – أوقفوا لمدة أسابيع أو شهوراً
من قبل القوات العراقية أو التحالف، وتعدت فترات توقيف بعضهم المائة يوم.
وفي الفترات التي أعقبت الحرب مباشرة، تسنى للصحفيون الغربيون التحرك
بأمان نسبي في العديد من مدن العراق مسلحين فقط بقلم ومذكرة لتدوين تقاريرهم، إلا
أن الأوضاع تغيرت عام 2004 مع تصاعد موجة العنف الطاحنة التي تفاوتت بين قتل
واختطاف خاصة تلك التي تستهدف الصحفيين الأجانب.
هذا وقد أزاحت "صحافيون بلا حدود" مؤخراً الستار عن نصب
تذكاري في بلدة "باييه" الفرنسية يضم أسماء قرابة ألفي صحفي ومختلف
العاملين في وسائل الإعلام سقطوا أثناء أداء الواجب منذ الحرب العالمية الثانية
وحتى اللحظة.
وتزامن افتتاح أول نصب تذكاري لضحايا الصحافة (صاحبة الجلالة) الذين
سقطوا أثناء الواجب مع مصرع ثلاثة صحفيين، إحداهما روسية اشتهرت بتغطيتها الناقدة
للحرب في الشيشان وألمانيين قتلا في أفغانستان