عادت قضية قرار السلطات الفرنسية بإيقاف قناة المنار التابعة لـ«حزب الله» اللبناني للواجهة من جديد ، بعد أن كشف وزير الشؤون الخارجية الفرنسية ميشيل بارنيه عن الأسباب التي على أثرها اتخذ القضاء الفرنسي قراره بوقف بث القناة ، مشيرا إلى أن هذا القرار يهدف إلى «حماية جميع الديانات والجنسيات»، و«لمنع التحريض على الكراهية والعنف لأسباب تتعلق بالدين أو الجنسية».
وقال الوزير الفرنسي في توضيح لموقف بلاده في رسالة رسمية رد بها أمس على رسالة مماثلة من عبد الهادي المرهون نائب رئيس مجلس النواب البحريني إلى الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي كلف الوزير بالرد ـ اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منها ـ إنه وبعد بث قناة المنار العديد من البرامج التي أدت إلى رفع دعاوى ضدها أمام السلطات المختصة ، أصدر مجلس الدولة ، وهو أعلى هيئة قضائية إدارية بفرنسا أمرا للمسؤولين على القمر الصناعي Eutelsat بوقف بث قناة المنار ومؤكدا علم القناة بالقرار وتفهمها له ، وإيقافها على أثره بث برامجها على القمر الصناعي Eutelsat «وقد رحبنا بهذا القرار».
وبرر وزير الشؤون الخارجية الفرنسي قرار بلاده، بالعودة إلى القانون المعمول به في فرنسا في مجال حماية القاصرين ومنع التحريض على الكراهية والعنف لأسباب تتعلق بالدين أو الجنسية، مؤكدا على أن هدف القرار هو حماية جميع الأديان والجنسيات. مضيفا أن مجلس الدولة نفسه رفض في المرة الأولى طلبا لمنع بث قناة المنار على Eutelsat ، مشيرا إلى أن مجلس الدولة قرر حينها دعوة القناة لتصحيح وضعها وتوقيعها اتفاقية مع المجلس الأعلى للشؤون السمعية والبصرية ، «وهو ما تم حينها حيث تسمح الاتفاقية ببث برامج القناة في إطار القانون وذلك طالما احترمت تعهداتها ولكن ذلك لم يتم» ، مما حدا مجلس الدولة، وفقا للوزير الفرنسي، إلى اعتبار قناة المنار لم تحترم تعهداتها، وهو ما أجبر المجلس على اتخاذ قراره بإيقاف بث القناة.
ونفى الوزير الفرنسي أن صحة الادعاءات التي تشير إلى ربط القرار بأنه ضد القضية الفلسطينية وضد حرية التعبير، مؤكدا على أن الفلسطينيين أنفسهم على علم ودراية بالموقف الفرنسي الداعم للحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني ، مضيفا أن كفاح الشعب الفسطيني القائم على طموحات ومطالب مشروعة وعلى القانون الدولي «لا يمكن أن تخدمه برامج تظهر معاداة قوية للسامية ، كما أن السلطات الفلسطينية تعلم مدى التزام فرنسا تجاه القضية الفلسطينية».
وكان لافتا للنظر إشادة وزير الشؤون الخارجية الفرنسي بالتسامح الديني الذي تعيشه البحرين، واعتباره نموذجا يحتذى به في طريق احترام الأديان، مشيرا في هذا الصدد الى الانفتاح والتسامح الذي يسود البحرين «حيث يوجد تمثيل للطائفة اليهودية في مجلس الشورى»، وأكد الوزير الفرنسي أنه على ثقة تامة من أنه لو تمت مشاهدة البرامج المقصودة «لتفهمتم المشاعر التي أثارتها في فرنسا والعالم».
من جهته قال لـ«الشرق الأوسط» عبد الهادي المرهون نائب رئيس مجلس النواب البحريني، إن رسالة الرئيس الفرنسي، عبر وزير خارجيته ، أزالت بعض الغموض الذي أثير حول موقف السلطات الفرنسية من وقف قناة المنار التابعة لحزب الله اللبناني، مشيرا إلى أن هناك أسباب «ربما تكون موضوعية من وجهة نظر مجلس الدولة الفرنسي، وتوضح لنا عدم وجود أي خلط في المواقف بين القرار وبين القضية الفلسطينية، وأكد المرهون على أن السلطات الفرنسية لها الحق في اتخاذ ما تراه طالما كان في إطار القانون والنظام.