تعتزم قناة “الجزيرة” الفضائية القطرية اطلاق مشروع يحمل اسم “صندوق الافق الجديد” لدعم المنتجين التلفزيونيين المستقلين الذين يعالجون مواضيع وينتجون اعمالا تشجع على الديموقراطية في الوطن العربي.
وقال مدير القناة وضاح خنفر لوكالة فرانس برس “سنتكفل بتدريب المنتجين المستقلين ونوفر لهم الامكانيات الضرورية لانتاج بعض الاعمال”.
واضاف “سنعمل على تشجيعهم من اجل انتاج برامج وثائقية تهتم بقضايا الديموقراطية وحرية التعبير والحريات العامة في العالم العربي”.
وكان خنفر يتحدث بصفته رئيسا لمهرجان “الجزيرة” الاول للانتاج التليفزيوني الذي اختتم مساء الخميس في الدوحة بتوزيع جوائز على عدد من اصحاب الاشرطة المشاركة في المهرجان.
وفيما لم تحصل برامج الجزيرة الا على جائزتين فاز تلفزيون المنار اللبناني بحصة الاسد منها.
واعلن خنفر في حفل الختام ان المهرجان “سيتحول الى مهرجان عالمي في السنة المقبلة”.
ورفض خنفر الافصاح عن ميزانية “صندوق الافق الجديد” واكتفى بالقول “يتم النظر حاليا في الاساليب التي سيتواصل عبرها مركز الجزيرة للانتاج التلفزيوني مع المبدعين”.
وكان مهرجان الجزيرة الاول للانتاج التلفزيوني انطلق الاثنين الماضي وشهد اربعة ايام متواصلة من العروض التلفزيونية الوثائقية التي انتجتها تلفزيونات ومؤسسات انتاج وافراد.
وانعقدت على هامش المهرجان الذي شارك فيه نحو مائتي شخص ندوات من ابرزها ندوة “المشروع الديموقراطي” التي اثارت جدلا بسبب اعلان مشاركين من هيئة التلفزيون البريطاني “بي بي سي” والتلفزيون الدانماركي عن مشروع دعم عشرة افلام عربية تأخذ من الديموقراطية هاجسها الرئيسي.
وقال صاحبا الفكرة نيك فريزر من ال “بي بي سي” وميتي ماير من القناة الثانية الدانماركية ان “هذه الافلام تشكل مع افلام اخرى مصنوعة في مناطق اخرى من العالم تظاهرة عالمية تتحد في تناولها لمواضيع الحرية والديموقراطية”.
وحاول ماير استباق ردود الفعل القلقة بقوله ان “الفكرة كانت قائمة في ذهن المشرفين عليها قبل ان يلقي الرئيس الاميركي جورج بوش خطابه الشهير حول الحريات”. الا ان الفكرة قوبلت بالتحفظ واحيانا بالرفض الشديد من قبل بعض المشاركين.
وفي هذا السياق قال المخرج السوري نجدت انزور لوكالة فرانس برس “نحن نرفض املاءات الديموقراطية تحت اي شكل”.
واضاف “هناك مخطط عام للمنطقة يمر عبر تغيير مناهج التعليم وها نحن الان امام حلقة اخرى منه” وتساءل “لماذا الان؟” .
واعتبر انزور ان “هذه المحاولات لن تنجح طالما انها تأتي من الخارج و لا تنبع من الداخل”.
واتفق معه في هذا الرأي رئيس هيئة الاذاعة والتلفزيون الفلسطيني رضوان ابو عياش الذي راى انه “يجب انتاج الديموقراطية وفق احتياجات الناس وليس باستيرادها معلبة من الخارج”.
لكن وضاح خنفر قال ان “المشروع المقدم يحاول ايجاد اجواء لحرية الانتاج في بلدان مختلفة كل بحسب تجربته وخصوصيته الثقافية”.
ومن جهته قال عبد الرحمن محسن مسؤول السينما في قطر انه “سيكون شيئا جميلا اذا حمل الفن رسالة نشر الديموقراطية ضمن رسائل اخرى”.
واعرب الممثل المصري نور الشريف لوكالة فرانس برس عن “سعادته للفكرة” واضاف ان “المهرجان كان ناحجا لانه كان متفردا في تركيزه على الانتاج الوثائقي النادر في العالم العربي”.
وتحفظ الفلسطيني رضوان ابو عياش على “التوسع الافقي لقناة الجزيرة” وقال ان “القناة التي اشتهرت بالعمل الاخباري ستفقد ميزتها وستشتت جهودها عندما تنصرف الى بعث مشاريع اخرى”.
وتضم باقة الجزيرة الى حد الان “الجزيرة نت” و”الجزيرة الرياضية” و”الجزيرة مباشر” و”مركز الجزيرة للتدريب” و”مركز الانتاج التليفزيوني”. ومن المقرر ان تطلق خلال السنة الحالية قناة باللغة الانكليزية واخرى وثائقية وثالثة للاطفال.
وتحظى الجزيرة بنسبة مشاهدة عالية في العالم العربي لكنها تواجه انتقادات اميركية ومشاكل مع بعض الانظمة العربية.