ندّدت مؤسستان حقوقيتان بإطلاق النار على أحد الصحافيين الفلسطينيين وإصابته بجراحٍ خطيرة من قبل قوات الجيش الإسرائيلي، يوم الأحد الموافق 2/1/2005، وذلك أثناء تأديته لعمله المهنيّ في مدينة بيت حانون .
وكانت قوات الاحتلال قد أطلقت مساء الإثنين 3/1/2005 النار باتجاه الصحافيّ مجدي جميل العرابيد (34 عاماً)، من مدينة غزة، ويعمل مديراً لإذاعة /صوت الحرية/ في غزة، وأصابته بعيارٍ ناريّ في الخاصرة والحوض، وذلك أثناء توغّل قوات الاحتلال في مدينة بيت حانون، حيث كان الصحافي العرابيد ومجموعة من الصحافيين يقومون بتغطية عملية الاجتياح لمدينة بيت حانون، وهم على بعد 200 متر من الدبابات، حيث كان الهدوء يخيّم على المكان. و بعد حوالي 20 دقيقة أطلقت الدبابات الإسرائيلية النار باتجاه الصحافيين، الذين يلبسون الزيّ المميّز لهم، ويحملون كاميرات التصوير، مما أدّى إلى إصابة العرابيد بشكلٍ مباشر .
و قد نقل العرابيد إلى مستشفى كمال عدوان في جباليا، حيث أجريت له عملية جراحية، ولخطورة حالته نقل إلى مستشفى سوروكا بمدينة بئر السبع داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 ..
وأعرب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان عن قلقه لتصعيد قوات الاحتلال لجرائمها ضد الصحافيين و العاملين في وسائل الإعلام، وهو ما يعكس الاستخدام المفرط للقوة المفضية إلى الموت، ضدّ المدنيين بشكلٍ عام، والاستهداف المنظّم للصحافيين، لإخراس صوت الصحافة، ولمنعها من تغطية ما تقترفه من جرائم بحقّ المدنيين .
واعتبر المركز الحقوقيّ أنّ هذه الجريمة تندرج في سياق الاستهداف المستمرّ للصحافيين من قبل تلك القوات. وأشار إلى أنّ مجمل الاعتداءات على الصحافيين والعاملين في وكالات الأنباء المحلية والعالمية، من قبل قوات الاحتلال خلال الانتفاضة، بلغ أكثر من 500 اعتداء، بينها 8 حالات قتل، و أكثر من 100 إصابة.
وكرّر المركز مطالبته للمجتمع الدولي والأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، الخاصة بحماية المدنيين وقت الحرب، بالوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاقية، بضمان احترامها في كلّ الأوقات، و التدخّل الفاعل من أجل وقف انتهاكات قوات الاحتلال الجسيمة لأحكام الاتفاقية .
من جهته اعتبر مركز الميزان لحقوق الإنسان إصابة العرابيد انتهاكا صارخاً ضدّ حقوق الإنسان، بشكلٍ عام، وحقوق الصحافيين في التغطية الإعلامية، بشكلٍ خاص.
وطالب الميزان المجتمع الدولي بضرورة توفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين، كما دعا نقابات الصحافيين في العالم لإدانة هذا الاعتداء، و الضغط على حكوماتهم للتدخّل لوقف تلك الاعتداءات المخالفة لقواعد القانون الدولي، و القانون الدولي الإنساني ..