صدر كتاب جديد يعرض مؤلفه آري فليشر، المتحدث السابق باسم البيت الأبيض، شهادته لفترة وجوده في البيت الأبيض سكرتيرا صحافيا للرئيس جورج بوش وكيفية تعامل إدارة بوش مع الإعلام. اسم الكتاب : “Taking Heat : The President, the Press, and My Years in the White House”.صدر الكتاب عن دار William Morrow ويقع في 400 صفحة.
يعرض هذا الكتاب لأهم الأحداث التي عصفت بالولايات المتحدة الأميركية مع بداية القرن الحادي والعشرين. ورغم صدور الكتاب للتو فقد تمكنت الصحافة الأميركية من كشف بعض أهم الجوانب التي ألقى عليها مؤلف الكتاب الضوء بشكل مكثّف حيث كان شاهدا عليها.
ومن هذه الجوانب :
– انتخابات العام 2000 والانتقال إلى سلطة جديدة؛
– أحداث أيلول ( سبتمبر ) والهلع الذي أثارته قضية الجمرة الخبيثة؛
– التحضير لشن الحرب على العراق وأفكار الرئيس الأميركي حول ذلك؛
– كيف كانت تسير الحياة في البيض الأبيض والعلاقة مع الصحافة وعقد المؤتمرات الصحافية؛
– الهيئات الصحافية المقربة إلى البيت الأبيض : من هي، وكيف كانت ترسل التقارير الإخبارية؛
– والأسباب التي دفعته ( آري فليشر ) إلى ترك عمله في البيت الأبيض.
يعتقد آري فليشر أن الصحافة تعمل على أساس متحيز في واشنطن، ليس فيما يتعلق بالتحزب أو اتجاه الصحف نحو أفكار إيديولوجية معينة، وإنما فيما يتعلق بالتحيز القائم على أسس الصراع. ويقول إن الهيئات الصحافية التي تتبع البيت الأبيض بارعة بلعب دور ” محامي الشيطان “، ولديها القدرة أحيانا أن تتخذ المواقف التي تعارض مواقف الرئيس بوش.
تقول صحيفة ” ذي نيويورك تايمز ” عن الكتاب : ” إنه يعزز الشخصية الرئاسية لبوش التي اختصرها المستشار السياسي كارل روف بقوله إنه قائد عظيم يميل لصنع الأعمال المقدامة والأفكار الكبيرة “. ويكرر فليشر اتهامات بعض أعضاء الإدارة الأميركية للصحافة بأنها تعمل وفق أسس متحيزة وتهوى خلق أجواء من الصراع. ويستشهد فليشر بإحصائيات دقيقة أجراها مركز أبحاث Pew والتي تقول بأن أكثر من ثلثي الصحف في واشنطن باتت تقول بأن ” الفوارق بين كتابة التقارير الصحفية المستقلة والتعليق الصحفي آخذة بالانهيار” مشيرة إلى “وجود تحيز إيديولوجي في وسائل الإعلام وهو تحيز عكس آراء الديمقراطيين أكثر من الجمهوريين”. ويشير فليشر إلى إخفاق شبكة CBS عندما بثت أنباء حول وثائق مفبركة حول الإدارة الأميركية ونشرتها صحف أميركية أيضا مثل صحيفة ” ذي نيويورك تايمز ” The New York Times و صحيفة ” يو إس تودي ” USA Today. لكن صحيفة ” ذي نيويورك تايمز ” تلفت إلى تجاهل فليشر لموضوع أسلحة الدمار الشامل في العراق وتعامل الصحافة مع هذا الحدث.
يقول فليشر في كتابه : ” إن الصحافة تستطيع تغيير أي شئ تريد تغييره وفي أي وقت تريد ذلك “. ويتابع، معلقا على كيفية تعامل الصحافة مع فضيحتي شركتي Enron و Halliburton، ” لقد طارد المراسلون هذه الفضيحة رغم أنه لم يكن بوسع أحدهم أن يصنع قضية خاصة به “. وعن الخلاف بين نائب الرئيس ديك تشيني ووزير الخارجية آنذاك كولن باول، يقول فليشر بانتحاب :” إن المؤسسات الصحافية المقربة إلى البيت الأبيض تحب القصص الصحافية حول الانقسام بين مسؤولي الإدارة. لا أحد في هذه الحياة يحب أن تخرج خلافاته العائلية للعلن. لقد عملوا على صب الزيت على النار، وهذه المؤسسات لم تعارض أبدا مراقبة النار وهي تندلع “.
من المؤكد أن كتاب آري فليشر، الصادر اليوم، سوف يثير موجة من التعليقات الصحافية وردود الفعل خاصة من قبل وسائل الإعلام التي انتقدها في كتابه هذا. فيما يبدو جليا، بصرف النظر عن هذا الكتاب وغيره، أن إدارة الرئيس جورج بوش الابن لا تحب فعلا عقد المؤتمرات الصحافية، حيث عقد الرئيس بوش أقل من عشرين مؤتمر صحافي منفرد في فترته الرئاسية الأولى بينما عقد والده 83 مؤتمرا.