يخشى الصحفيون العاملون في العراق من ان يصبحوا هدفا للجماعات المسلحة اثناء تغطية الانتخابات العراقية المزمع اجراؤها يوم الاحد المقبل, فقد اعرب العديد منهم عن مخاوفه من هذا اليوم سيما وقد اعلنت جماعة اسلامية متشددة حربا شعواء على الانتخابات وهددت بتنفيذ هجمات مسلحة ضد المراكز الانتخابية.
العاملون بالصحافة عانوا الكثير في تغطية أحداث العراق
ويتجمع العشرات من الصحفيين امام احد مكاتب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في قصر المؤتمرات داخل المنطقة الخضراء في بغداد للحصول على هويات خاصة تمنحهم صفة الدخول الى المراكز الانتخابية في مدينة بغداد وكذلك تمنحهم سهولة التنقل في الشوارع بسياراتهم الخاصة بعد ان اعلنت الحكومة العراقية المؤقتة فرض حظر للتجوال على المركبات خلال يوم الانتخابات.
بيد ان هؤلاء الصحفيين جمعهم شي اخر غير الحصول على الهويات الخاصة، فهناك المخاوف التي انتابت معظمهم سواء كانوا من العراقيين ام من جنسيات عربية واجنبية، قدموا الى العراق لتغطية هذا الحدث. وتاتي هذه المخاوف بسبب احداث العنف التي تشهدها العديد من المدن العراقية، والتي طالت عددا لاباس به من الصحفيين العراقيين والاجانب.
ويشير احد الصحفيين العراقيين، الذي فضل عدم ذكر اسمه اسوة ببقية الصحفيين الذين التقيت بهم، إلى مخاوفه من تغطية الانتخابات في العراق قائلا: “لن تميز الجماعات المسلحة يوم الانتخابات ان كنت ناخبا ام مجرد صحفي جاء لتغطية الانتخابات”.
وتمنح وزارة الداخلية العراقية بدورها هويات خاصة اخرى للصحفيين كما حددت ما يقرب من عشرة مراكز انتخابية داخل مدينة بغداد يسمح فيها للصحفيين بتغطية العملية الانتخابية.
الانفجارات العشوائية تثير قلق الصحفيين
ورغم الاجراءات الامنية المشددة التي اعلنتها الحكومة العراقية المؤقتة لضمان اجراء الانتخابات دون وقوع اعمال عنف فان بعض الصحفيين قرر اتخاذ اجراءاته الخاصة لحماية نفسه يوم الانتخابات ومنهم احد الصحفيين الايطاليين, الذي قال” ساذهب الى احد المراكز الانتخابية بسيارة متواضعة ودون ان احمل كاميرا معي، كما ساحاول البقاء في الاماكن الآمنة وبالقرب من افراد الشرطة والجيش ولن اذهب الى الاماكن الخطرة”.
ورغم المخاطر التي تحف بالعملية الانتخابية الا ان بعض الصحفيين ومنهم احد الصحفيين اللبنانيين اعتبر الانتخابات العراقية تحديا لاي شخص يزاول مهنة الصحافة او مهنة المتاعب كما يطلق عليها، وقال ” اعتبران هذه الانتخابات تحديا كبيرا لي، ولكني سعيد جدا لاني هنا اشارك في تغطية هذه الانتخابات سيما وانها ستقرر مصير وحياة شعب باكمله”.
وقد قرر عدد من المؤسسات الصحفية استثناء الصحفيات العاملات لديها من التغطية الاعلامية للانتخابات حرصا على حياتهن، وتجنبا للمخاطر التي قد يتعرضن اليها، الا ان ذلك لم يمنع اخريات من قرار المشاركة في تغطية هذا الحدث, تقول احدى الصحفيات العراقيات” لندع الخوف جانبا، ولا نضع اعتبارا له، اذا شعرنا بالخوف فان ذلك سيحول دون اداءنا لواجبنا”.
وكانت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات قد اصدرت تعليمات خاصة للصحفيين حول التغطية الاعلامية للانتخابات ومنها اعتماد مبدا التوازن في تغطية الدعاية الانتخابية للمرشحين، وعدم الترويج لأي دعاية انتخابية خلال فترة الصمت التي تمتد لثمان واربعين ساعة، حيث تبدأ قبل فتح اول صندوق اقتراع وتنتهي بعد غلق آخر صندوق.