مدونون بمصر يتحولون لسجناء رأي ويتهمون السلطة بقمعهم إلكترونيا

تحول عدد من البلوغرز إلى سجناء رأي اثر اعتقالهم
على أيدي السلطات.

ورغم أن السجون المصرية ـ بحسب العربية نت ـ حفلت
على مر العقود بشتى أنواع المسجونين من الاتجاهات اليسارية والعلمانية والدينية
وغيرها، إلا أن "موديل عام 2006" من سجناء الرأي اختلف شكلاً وموضوعاً.
إذ عاد سجناء الرأي إلى السجون المصرية، ولكن هذه المرة من بوابة الشبكة
العنكبوتية، كما يشير تقرير كتبته أمينة خيري في صحيفة الحياة اللندنية الثلاثاء
8-8-2006.

وقد أفرج الأمن المصري قبل أيام عن المدوّن
الأشهر في حلقة أصحاب المدونات الشخصية على شبكة الإنترنت علاء احمد سيف الإسلام،
الذي يُشارك زوجته منال "مُدوّنة منال وعلاء" manalaa.net التي حازت جائزة في مسابقة
المدونات التي أقامتها منظمة "صحافيون بلا حدود" و "دويتش
فيلله" الألمانية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ويقبع في الزنازين حاليا مدونان مهمان هما محمد
الشرقاوي وكريم الشاعر. وبلغ عدد المدونين الذين ألقي القبض عليهم منذ اندلاع
التظاهرات المؤيدة للقضاة والمعارضة للدولة في ابريل/نيسان الماضي، ستة مدونين هم
مالك مصطفى صاحب مدونة Malek-X. net، ومحسن عادل صاحب مدونة arab ومحمد الشرقاوي صاحب مدونة
speaks Freely. net، وكريم الشاعر صاحب مدونة misrhura.
blogspirit. com،
واسماء علي صاحبة مدونة tafaseel. blogspot.com، إضافة إلى علاء سيف.

وحظي هؤلاء السجناء الالكترونيون – كما يسميهم
البعض – عند الإفراج عن بعضهم باحتفالات كبيرة في المجتمع الالكتروني الذي دان
عملية الاعتقال والقمع من قبل السلطات في مصر. فمثلاً كان الإفراج عن المدون علاء
سيف الإسلام أشبه بالحدث الجلل الذي تتم تغطيته.

وغُطيّت وقائع إفراجه لحظة بلحظة، عبر مدونات
لزوجته وزملائه المدونين، تحت عناوين مثل "يتوقع الإفراج عن علاء بعد
ساعات" و"علاء يتعرض للضرب من المحبوسين معه في قسم العمرانية"
و"علاء خرج" و"تم إطلاق سراح علاء سيف وهو الآن في الطريق إلى
منزله" وغيرها.

عودة للأعلى

مدونات الكترونية من داخل السجن

الأكثر طرافة كما يقول تقرير الزميلة أمينة هو
إن المدونات المصرية- التي تحولت خلال الأشهر الماضية إلى إعلام بديل- ساهمت في
تعريف العالم المعلوماتي بأمر سجناء الرأي الجدد الذين استمر بعضهم في كتابة
صفحاته الإلكترونية من داخل السجن.

فمثلاً، نشر موقع جريدة "الوعي
المصري" الالكترونية التي يترأس تحريرها ويكتبها ويحررها الشاب وائل عباس، نص
الرسالة التي بعث معها المدونون الالكترونيون المحتجزون في سجن طره. والطريف انهم
كتبوا في رسالة ورقية تحوّلت إلى الشكل الالكتروني بعد تصويرها على الإنترنت:
"تحياتنا إلى كل المدونين المصريين لما بذلتموه من جهد على رغم شدة أساليب
النظام في التعسف ضدنا، ولن ننكسر مهما رفع النظام أسوار السجن عالياً".

وكتابة الصفحات الإلكترونية من داخل السجن،
كانت أشبه بوسيلة فاعلة لمشاركة البلوغر علاء العالم الخارجي أحاسيسه التي مر بها.

وفي المقابل، تضع منظمات عالمية مثل
"هيومان رايتس ووتش" عينيها على ردود فعل السلطات المصرية تجاه عالم المدونين
في مصر. وأصدرت بياناً عقب تعرض كل من كريم الشاعر ومحمد الشرقاوي للضرب من رجال
الأمن.

ويُذكر أن الشرقاوي تعرض، بحسب ما ورد في بيان
مكتوب هرّبه من السجن، لاعتداء جنسي من قبل الشرطة. وطالب نائب مدير قسم الشرق
الأوسط وشمال افريقيا في تلك المنظمة جو ستورك، الحكومة المصرية بإجراء تحقيق في
هذه الاعتداءات، و أن تعاقب مرتكبيها، وأن تضع حداً للانتهاكات.